اعتقلت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي 16 فلسطينيا في حملة واسعة شنتها في بلدة يعبد، قرب جنين، اليوم الثلاثاء، بعد مقتل جندي إسرائيلي خلال مداهمة قوات للبلدة، الليلة الماضية، كما اعتقلت قوات الاحتلال ما مجموعه 33 مواطنا في أنحاء مختلفة في الضفة الغربية، وفقا لوكالة "وفا".
وكشف التحقيق الأولي لجيش الاحتلال أن الجُندي الإسرائيلي قُتل بسبب أن الخوذة التي كان يرتديها، كانت غير سليمة و"غير ناجعة"، إلا أن التحقيق أظهر أن الجُندي أُصيب بطوبةٍ للبناء (بلوك)، مباشرة في رأسه، لـ"ينهار على الفور" بعدها.
وأوضح التحقيق أيضا أن اثنين من جنود الاحتلال، كانا قريبين من الجُندي الذي قُتِل، وتمكنا من إطلاق النار على السطح الذي أُلقي منه "البلوك"، لكنهما لم يستطيعا إصابة أحد، بحسب ما أوردت القناة الإسرائيلية "12"، عبر موقعها الإلكترونيّ.
وأفادت القناة، بأنّ التحقيق يبحث احتمالَ إلقاء أكثر من شخص للحجارة من على السطح، لافتةً إلى أن طائرةً مُسيّرةً "كانت جزءًا من المهمة"، قد استُخدِمت خلال اقتحام يعبد، إلا أنها لم تكن في النقطة ذاتها، عندما أُصيب الجندي، وبالتالي "لا "يمكن رؤية لحظة الارتطام (لحظة إصابة الجندي) من الجو".
ووصل طبيب مُرافق للمكان، حيث قدّم الإسعافات الأولية للجندي المُصاب، الذي نُقل في ما بعد بمروحيّة إلى المستشفى.
وأفاد نادي الأسير بأن قوات الاحتلال اعتقلت 4 مواطنين فجر اليوم في بلدة يعبد، ورافق ذلك مواجهات، قال جيش الاحتلال إنه قُتل خلالها أحد جنوده بعد أن أصاب حجرا رأسه. ثم عادت قوات الاحتلال إلى اقتحام البلدة واعتقال 12 آخرين، بينهم سيدتان وطفلة.
وادعى جيش الاحتلال أنه أجرى تحقيقا أوليا في الأحداث التي وقعت في يعبد، تبين منه أنه خلال عملية اعتقال نفذها في البلدة ألقى شخص تواجد على سطح مبنى مكون من ثلاثة طوابق حجرا. وأضاف الجيش أن التقديرات هي أن الشخص الذي تواجد على سطح المبنى انتظر أن يرفع الجندي رأسه ثم ألقى الحجر باتجاهه.
وأظهر تحقيق الاحتلال مع نفسه، أن عملية الاعتقالات جرت قرابة الساعة 04:30 فجرا، وبعد أن انتهت القوات، التي شملت ثلاث سرايا من لواء "جولاني"، من حملة الاعتقالات وبدأت تنسحب من البلدة، تم إلقاء حجر من سطح البيت الأخير الذي تواجد فيه الجنود، وأصابت رأس جندي، "كان يرتدي خوذة".
ولا تزال قوات الاحتلال تسير دوريات في يعبد بادعاء أنها تطارد الشخص الذي ألقى الحجر، فيما حضر إلى المكان قائد الكتيبة، الضابط في جيش الاحتلال، أيوب كيوف، وأفراد من جهاز الأمن العام (الشاباك)، بهدف التحقيق مع أشخاص من العائلة التي ينتمي إليها الشخص الذي ألقى الحجر.
ونفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات في أنحاء من الضفة. ففي بلدة سلوان في القدس المحتلة، اعتقل جنود في وحدة مستعربين 13 شابا ونقلتهم إلى مركز المسكوبية للتحقيق معهم، حسبما ذكرت وكالة "وفا".
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال مواطنين اثنين في بلدة أبو ديس في القدس، وشاب في بلدة سلواد، شرقي رام الله، وآخر في محافظة الخليل.
وأشار نادي الأسير إلى اعتقال مواطن من بلدة عزون في محافظة قلقيلية وتم الإفراج عنه لاحقا.
وحمّل نادي الأسير سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير المعتقلين، خاصة مع استمرار انتشار وباء كورونا، مشددا على أن ما يجري في بلدة يعبد جزء من سياسة العقاب الجماعي التي يواصل تنفيذها بحق المواطنين.