طالبت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية خلال جلسة حوارية نظمتها عبرتطبيق Microsoft Teamالالكتروني، إنشاء وحدة متخصصة في العمل اللوجستي داخل المنظمات الأهلية. وربطها ضمن الخطة الاستراتيجية للمنظمة وكذلك هيكلها التنظيمي.
وأكدت الشبكة على ضرورة تدريب وتأهيل الموظفين القائمين بالمهام اللوجستية، حيث أن أغلب الذين لديهم مسؤوليات لوجستية لا يتلقون تدريباً في هذا المجال، لأن نجاح العمل اللوجستي داخل المنظمات الأهلية وخاصة في أوقات الطوارئ يعتمد على الموظفين اللوجستيين.
وجاء ذلك خلال جلسة حوارية نظمتها الشبكة حول "الدعم اللوجستي في أوقات الطوارئ"ضمن مشروعشبكات واتحادات المجتمع المدني الفلسطيني المحرك الأساسي لتنمية المجتمع والتأثير في السياسات العامة بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي.
واستعرضت خلال الجلسة فداء السنوار من شبكة المنظمات الأهلية ورقة قامت بإعدادها الشبكة، حولمفهوم اللوجستيات الإنسانية أو اللوجستيات في أوقات الطوارئ حيث أن علم اللوجستيات هو علم إدارة تدفق البضائع والطاقة والمعلومات والموارد الأخرى كالمنتجات والخدمات والموار البشرية من منطقة الإنتاج إلى منطقة الإستهلاك، بينما اللوجستيات في أوقات الطوارئ ( اللوجستيات الإنسانية ) هي العمليات والأنظمة المشاركة في تعبئة الأشخاص والموارد والمهارات والمعارف لمساعدة الأشخاص المتأثرين من الكوارث والأزمات وحالات الطوارئ المعقدة، وتشمل الخدمات اللوجستية الإنسانية مجموعة من الأنشطة ، بما في ذلك المشتريات والنقل والتتبع والتعقب والتخليص الجمركي والنقل المحلي والتخزين والتسليم.
وأشارت السنوار إلى أهمية اللوجستيات الإنسانيةحيث تسعى إلى تحقيق أقصى قدر من استغلال الوقت وتقليل خسائر الأزمات وهنا الفرق بينها وبين اللوجستيات التجارية التي يكمن الغرض منها في المساهمة في زيادة الربحية فقط، واللوحسيتات الإنسانية تعد بمثابة جسر بين التأهب للكوارث والاستجابة لها، حيث أنها تضمن فعالية وسرعة الاستجابة للبرامج الإنسانية الرئيسية، مثل الصحة والغذاء والمأوى والمياه والصرف الصحي.
ووصفت السنوارالإجراءات اللوجستية الرئيسية منها التخطيط والتوقع يعرف التخطيط في سياق العمل اللوجستي بأنه الحاجة المستقبلية من البضائع والتي يجب توفيرها في الوقت المناسب لتنظيم عملية الشراء وتقليل المخاطر المحتملة، والمشتريات هي عملية تحديد السلع والخدمات والحصول عليها، إدارة المستودعاتيعرف المستودع بأنه مساحة منظمة للتخزين والتعامل مع البضائع والمواد، يعتبر المستودع مكون رئيسي لسلسلة التوريد في حالات الطوارئ. وإدارته بصورة جيدة والتخزين فيه بشكل ملائم،المراقبة والتقييمتعرف المراقبة في العمل اللوجستي بأنها مراجعة على أساس مستمر لحين اكتمال النشاطات اللوجستية وتحقيق الأهداف. وهذا يسمح باتخاذ الإجراءات التصحيحية الواجب اتخاذها في الوقت المناسب. أما التقييم فيمكن تعريفه على أنه تحليل التقدم المحرز نحو الأهداف المحددة والمنجزة. يتم ذلك على أساس، شهري، ربع سنوي أو سنوي.
وأكدت السنوارالتحديات التي تواجه الخدمات اللوجستية الإنسانية قلة الموظفين المحترفين حيث أن غالبية الأشخاص الذين يتحملون مسؤوليات لوجستية لم يتلقوا تدريبات متخصصة في العمل اللوجستي، يُنظر إلى اللوجستيات على إنها وظيفة ثانوية ولا يتم ربطها بالأقسام والبرامج المختلفة داخل المنظمات الأهلية في حين أن فعالية المساعدة الإنسانية في حالات الطوارئ والأزمات تعتمد بشكل أساسي على القدرات اللوجستية.
وطالبت السنوار المنظمات الأهلية والعاملين في المجال اللوجستي على الاستفادة من التجارب الحالية والسابقة لتحسين الأداء في المستقبل والاستعانة بالتجارب الدولية، وتنسيق احتياجات التوريد مع كافة البرامج والمشاريع والأقسام داخل المنظمات الأهلية ووضع خطط عملية وتحديد الاحتياجات الأكثر إلحاحاً للفئات الأكثر تضرراً .
واستعرضت رغدة رمضان مسؤولة المشتريات في مركز العمل التنموي -معاً تجربتهم مع اللوجستيات في أوقات الطوارئ بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في عام 2014، أصبح هناك توجه تطوير خطة للطوارئ والأزمات وما ترتب عليها من إجراءات لوجستية في البرامج والمصادر البشرية والماليه وكل هذه الاجراءات أصبحت بحاجة لتطوير للعمل بخطة الطوارئ في العام
وأشارت رمضان من خلال أن تجربتهم في حالات الطوارئقائمة على أساس النهج التشاركيمن خلال شبكة من العلاقات مع المؤسسات القاعدية وشبكة من المتطوعين في أماكن متفرقة من قطاع غزةوبناء قدراتهم ليكونوا قادرين على القيام بدورهم المجتمعي الفعال خلال الطوارئ،والعمل على كل الأصعدة في توريد المواد الغذائية والغير غذائيةتوفير الأغدية.
ونوهت رمضان أن طريقة عملهم تتسم بالشفافية والنزاهة للوصول إلى أعلى المستويات من الاجراءات السليمة لا تتعارض مع متطلبات الجهات المانحة، والجهات الحكومية،
ذكرت رمضان أن أهم التحديات التي تواجههم هو الحصار المفروض على قطاع غزة، وتأخر وصول المواد مما يؤدي إلى تأخر تدخلاتنا ، وتفضيل تقديم التمويل لمشاريع المساعدة قصيرة الأجل بدلاً من الاستثمار في هيكل وظيفي فعال داخل المنظمات الأهلية ، وذلك لتحسين أداء وعمل المنظمات الأهلية خلال الأزمات والطوارئ.
وأشارت رمضان أن العمل اللوجستي لاينفصل عن بقية دوائر عمل المنظمة سواء دائرة البرامج أوالمالية أوالتقييم والمتابعة حتى مع الإدارة العليا، هناك تنسيق متكامل مع كل الدوائر ليكون التدخل سليم .