تصاعدت المواجهة العسكرية بين إيران والولايات المتحدة، في أعقاب اغتيال الأخيرة قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في بغداد، مطلع العام الحالي. ولم يؤثر انتشار فيروس كورونا المستجد على هذا التصعيد، حسبما ذكر تقرير صادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب اليوم،، الخميس.
وحسب التقرير، فإن المواجهة العسكرية بين الجانبين تتركز في العراق في الأساس، حيث تواصل ميليشيات موالية لإيران الهجمات ضد القواعد العسكرية التي تتواجد فيها قوات أميركية، التي تهاجم بدورها قواعد الميليشيات. كما ادعى التقرير أن زوارق الحرس الثوري "تستفز" القطع البحرية الأميركية في منطقة الخليج. وفي خلفية ذلك، يتواصل الصراع بين الجانبين حول التأثير السياسي في العراق.
واعتبر التقرير إطلاق إيران قمرا اصطناعيا، أنه "جزء من برنامج تطوير الصواريخ العابرة للقارات (الإيراني)، الذي وصفته واشنطن بأنه خرق لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231".
وفيما تقوم إيراني بمحاولات دبلوماسية من أجل تجنيد ضغوط دولية على الإدارة الأميركية بهدف رفع العقوبات عنها، اعتبر التقرير أن إيران تستغل بذلك انتشار وباء كورونا في أراضيها. "لكن الإدارة، وعلى الرغم من ضغوط داخلية عليها، من جانب جهات ديمقراطية بالأساس، مصرة على مواصلة تشديد سياسية ’الحد الأقصى من الضغوط’، وأضافت في الأشهر الأخيرة عقوبات على كيانات في إيران وخارجها".
وأضاف التقرير أن "المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران اشتدت مؤخرا بعدما قررت الولايات المتحدة العمل من أجل تمديد فترة بند حظر بيع أسلحة تقليدية من إيران وإلى إيران، الذي يفترض انتهاء سريانه في منتصف تشرين الأول/أكتوبر المقبل". وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أعلن مؤخرا أنه الولايات المتحدة لن توافق على تقييد فترة الحظر وإنما تريد تمديده من دون قيود زمنية. في المقابل، تقول إيران أن تمديدا كهذا "سيلقى ردا مناسبا".
وتابع التقرير أن "إدارة ترامب تصل إلى هذه الخطوة المعقدة من دون النجاح حتى الآن بتحقيق الغاية الإستراتيجية، وهي إرغام إيران على العودة إلى طاولة المحادثات من أجل بلورة اتفاق نووي جديد، يكون أفضل من الاتفاق الأصلي بحسب الإدارة. إلى جانب ذلك، فإن الإدارة الأميركية متعلقة بموافقة جهات أخرى، والأدوات التي بحوزتها لا تمكنها من دفع قرار جديد في مجلس الأمن الدولي. كذلك فإنه ليس لدى الإدارة بديلا إستراتيجيا، بل أنه ثمة شك إذا كانت خطواتها ستدفع قدما هذا الهدف الأعلى، وإنما قد يدفع ذلك إيران إلى اتخاذ مواقف أكثر تعنتا". وتواجه الإدارة الأميركية في هذا السياق معارضة روسية وصينية، "كما أن شريكاتها الأوروبيات يواجهن صعوبة بالانضمام إلى خطوتها".
وفيما يتعلق بإسرائيل، أشار التقرير إلى أن لإسرائيل "مصلحة بتمديد حظر الأسلحة على إيران، رغم أن إيران لا تنصاع لهذا الحظر. ومن الجهة الأخرى، فإن الفجوة التي تظهر مجدد بين إدارة ترامب والدول الأوروبية لا تخدم مصلحة إسرائيل. ورد فعل إيراني، الذي قد يكون في مجال الاتفاق النووي، من شأنه تشكيل صعوبة بالغة أمام إسرائيل".
وبناء على ذلك، اعتبر التقرير أن "ثمة أهمية لأن تركز إسرائيل الحوار الذي تجريه مع الإدارة الأميركية، وحوار سري (يفترض أن تجريه) مع المرشح الديمقراطي للرئاسة، جو بايدن، أيضا، على بلورة خطة إستراتيجية، إضافة إلى ’سياسة الحد الأقصى من الضغوط’، يتم دفعها قدما بعد الانتخابات الرئاسية. ويفترض بخطة كهذه أن تركز على خطوات تهدف إلى منع تقدم البرنامج النووي الإيراني ومسعى إيران إلى توسيع تأثيرها الإقليمي في الشرق الأوسط".