عبّرت الشبكة العربية للسيادة على الغذاء عن رفضها لتسييس المساعدات الغذائية واستخدامها ضد الشعوب، وطالبت برفع العقوبات الدولية المجحفة والإنهاء الفوري للحروب البينية والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وحصاره لغزة، ومنعه من استغلال الأزمة الحالية لتصعيد الاعتداءات على السكان والموارد الطبيعية ومصادرة الأراضي.
جاء ذلك في بيان صادر عن الشبكة العربية في ظل أزمة كورونا، وبمناسبة عيد العمال العالمي.
وقالت الشبكة في بيانها إن جائحة كورونا كشفت عن هشاشة النظام الغذائي المعولم، وأظهرت خطر الأنماط المتّبعة حالياً والقائمة على استنزاف وتدمير الموارد الطبيعية، وتهميش الزراعة المحلية وانتهاك حقوق الفلاحين والصيادين والعمال الزراعيين رجالاً ونساء.
وجددت الشبكة تأكيدها على ثوابتها في دعم كفاح الفلاحين والعمال الزراعيين والصيادين والرعاة، في العالم والوطن العربي، وضرورة النضال من أجل السيادة الغذائية وضمان الحق في الغذاء للجميع بأسعار عادلة للمنتج والمستهلك، من خلال بناء أنظمة غذائية محلية لها القدرة على الصمود في ظل الأزمات.
ودعت الى الاهتمام بمناطق الأرياف وسكانها الذين يعانون من غياب التنمية المستدامة ومن الإقصاء والتهميش في مجال الصحة والتعليم والبنى التحتية، لا سيما في الوقت الحالي حيث تشهد تلك المناطق نقصاً كبيراً في التجهيزات الضرورية لمواجهة جائحة كورونا، وضرورة إعادة النظر في السياسة الفلاحية لمواجهة الأزمات الغذائية المحتملة.
كما عبرت عن رفضها لتعطيل عمل المنظمات الدولية العاملة في المجال الزراعي والغذائي في ظل الأزمات، بما فيها أزمة كورونا، كإغلاق مكاتب "الفاو" في الأوقات التي يكون العالم بأمس الحاجة إلى أعمالها، وأكدت على أهمية دعم استراتيجيات التكيف الإيجابية التي طورها المزارعون عبر الزمن.
ودعت لتعزيز الشراكة والشفافية والمساءلة بين الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والحركات الاجتماعية.
من جانبها، رحبت جمعية التنمية الزراعية "الاغاثة الزراعية" ببيان الشبكة العربية للسيادة على الغذاء.
وقال مدير عام الإغاثة الزراعية منجد أبو جيش إن هذه الشبكة مكونة من 30 مؤسسة أهلية واتحادات مزارعين ورعاة وصيادين ونساء وشباب، تم تشكيلها في العام 2012 من 13 دولة عربية كهيئة تنسيقية مدنية مستقلة، تنطلق من مبدأ السيادة على الغذاء وتعزيز استراتيجيات الصمود ومواجهة الأسباب الكامنة أمام حالات الانكشاف الاجتماعي والاقتصادي والزراعي والبيئي التي تواجه المجتمعات العربية.
وأضاف أن الإغاثة الزراعية تعمل مع شركائها من أجل تحقيق غايات وأهداف الشبكة ويظهر ذلك جليا في التدخلات التي قامت بها المؤسسة في ظل جائحة كورونا، حيث نفذت نشاطات متعلقة بتعزيز السيادة على الغذاء، ومنها حملة زراعة الحدائق المنزلية والتي نفذت بالشراكة مع وزارة الزراعة وإئتلاف المؤسسات الأهلية الزراعية، وحملة تسويق الأجبان لمربي الثروة الحيوانية في الأغوار والتي نتج عنها تسويق ما يزيد عن 10 أطنان من الأجبان الغنمية وزيادة أرباح المزارعين، وحملات زراعة الأشتال المثمرة بالتعاون مع الجمعية العربية لزراعة الحدائق المنزلية.
وقال ابو جيش ان المزارعين والقطاع الزراعي في فلسطين يعاني من تبعات تفشي فايروس كورونا، حيث نتج عن إعلان حالة الطوارئ عدم قدرة المزارعين ومربي الثروة الحيوانية على الوصول للأسواق، بالإضافة لتكدس المنتجات الزراعية بفعل انخفاض قدرة المواطنين الشرائية بسبب تعطلهم عن العمل.