أصدرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الجمعة، بياناً بمناسبة ذكرى يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف 17 من نيسان/إبريل من كل عام اكدت فيها استعدادها مع وساطة جادة بشان الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
وقالت حركة حماس في بيانها الذي وصل "سما" نسخة عنه، إن المبادرة التي قدمتها الحركة ما زالت معروضة على الاحتلال، والتي تأتي في سياق إنساني نظراً للمخاطر الصحية المحدقة بالأسرى في ظل جائحة كورونا.
وأكدت أن الباب مفتوح أمام أي وسيط يحمل إجابات جادّة وعملية من الاحتلال على هذا العرض.
وحملت حماس الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن جرائمه الممنهجة ضد الأسرى الفلسطينيين والعرب، ونؤكد أنّ تلك الجرائم المتعمدة والمستهدفة لحياة الأسرى وكرامتهم لن يفلت مرتكبوها من العقاب، ولن تسقط بالتقادم مهما طال الزمن.
وفيما يلي نص البيان:
في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني..
عام آخر يُضاف بثقله وأحداثه إلى عديد السنوات الطويلة التي تمر على الأسرى في سجون الاحتلال، تعود ذكرى يوم الأسير الفلسطيني وما زالت جدران السجن تحجب الحرية عن ما يزيد على (5000) أسير فلسطينـي، من بينهم 41 امرأة و180 طفلاّ.
تمر هذه الذكرى الأليمة وقد أحدقت بالأسرى مخاطر جديدة، إذ تكشف جائحة المرض عن أنيابها أمامهم، ويضاعف خطورتها تعامل السجان الذي يتعمد الإهمال، وخاصة لفئة المرضى منهم، والبالغ عددهم 700 أسير.
عام جديد وحكاية الشعب الفلسطيني مع الأسر لم تنتهِ بعد، وكيف لها أن تنتهي والاحتلال يجثم على أرض فلسطين، وفلسطين بشعبها ترفض هذا المحتل وتلفظه، وثمن هذا الطريق نحو الحرية محفوف بالتضحيات من هدم وتهجير وشهادة وإصابة وأسر.
لقد كلّت جدران السجن وما كلّت تلك الهمم التي تدق بأياديها المضَرَّجة باب الحرية الذي سيُفتح حتماّ في وجه كل فلسطين، إن أسرانا ما زالوا يدفعون الضريبة عن كل فلسطيني أنّى تواجد، وها هو الاحتلال يزيد في وحشيته، ويتنكر في هذه اللحظة التي ألمّت بكل البشرية جائحة الوباء لكل معاني البشرية والإنسانية، في دليل قاطع على وحشيته وخلوه من معاني الآدمية.
إنَّنا في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وفي يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف يوم 17 نيسان/أبريل من كلِّ عام، ونصرة لأسرانا الأبطال، لنؤكّد ما يلي:
أولاّ: إن المبادرة التي قدمتها الحركة ما زالت معروضة على الاحتلال، والتي تأتي في سياق إنساني نظراً للمخاطر الصحية المحدقة بالأسرى في ظل جائحة كورونا، والباب مفتوح أمام أي وسيط يحمل إجابات جادّة وعملية من الاحتلال على هذا العرض.
ثانياً: ستبقى قضية أسرانا البواسل في سجون الاحتلال على سلّم أولوياتنا، وسنعمل جاهدين بالوسائل كافة على تحريرهم، ولن يهدأ لنا بال حتى نحقق الحرية لقادتنا وأبنائنا الذين ضحوا بأغلى ما يملكون من أجل تحرير الأرض والإنسان.
ثالثاً: ندعو جماهير شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية إلى التضامن مع الأسرى ونصرة قضيتهم، كما ندعو جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية وأحرار العالم إلى التحرّك الفاعل للضغط على الاحتلال لتغيير سياسته تجاه الأسرى، حيث يدخل الأسرى أخطر مرحلة تهدد حياتهم بسبب عدم اتخاذ الاحتلال الإجراءات الوقائية اللازمة من فيروس كورونا القاتل الذي يتفشى بشكل سريع.
رابعاّ: نحمّل العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عن جرائمه الممنهجة ضد الأسرى الفلسطينيين والعرب، ونؤكد أنّ تلك الجرائم المتعمدة والمستهدفة لحياة الأسرى وكرامتهم لن يفلت مرتكبوها من العقاب، ولن تسقط بالتقادم مهما طال الزمن.
خامسا: نشكر وسائل الإعلام على دورها الرائد في حمل ملف الأسرى الفلسطينيين، وتعميق الوعي بقضيتهم، وندعوهم جميعا إلى تسليط الضوء على معاناة الأسرى داخل السجون الصهيونية، وفضح انتهاكات واعتداءات الاحتلال الممنهجة ضدهم.
إنَّنا في حركة حماس نحيّي أسرانا البواسل القابضين على الجمر، والصّامدين في وجه قمع السجّان الصهيوني، ونعلن تضامننا الكامل معهم حتى نيل حقوقهم وحريتهم. إن العيون ترقب المستقبل القريب في ظل الوعد الصادق من مقاومتنا، والأمل الكبير معقود بالله عز وجل أن تكون هذه الذكرى آخر عهد أسرانا بالسجون، وما ذلك على الله بعزيز.