"الخروج من الأزمة بثلاثة مراحل".. الجيش الإسرائيلي: التعامل مع كورونا سيستمر لعام!

الخميس 16 أبريل 2020 03:20 م / بتوقيت القدس +2GMT
"الخروج من الأزمة بثلاثة مراحل".. الجيش الإسرائيلي: التعامل مع كورونا سيستمر لعام!



يديعوت.. بقلم: يوآف زيتون "
بينما يتوقع من الحكومة اتخاذ قرار حول استراتيجية الخروج من أزمة كورونا في الفترة القريبة القادمة، في الجيش الإسرائيلي استعدوا لذلك بشكل داخلي وبدأوا بالتطبيق، بما يمكن رؤيته كمثال للخروج من الأزمة في الحياة المدنية بقيامهم بتسريح انتقائي وتحت الإشراف لألاف الجنود الذين خرجوا لإجازة عيد الفصح، الجيش الإسرائيلي هو أول من طبق الطريقة التي يتوقع أن تمضي فيها الدولة في وقت لاحق، استمرار روتين الطوارئ إلى جانب تسهيلات محدودة."
 
تم لأول مرة منذ اندلاع أزمة فيروس كورونا في إسرائيل تسريح جنود من وحدة سفن الصواريخ، ولقد كان هناك مئات الجنود محاصرون في سفنهم في الأسابيع الماضية، حتى عندما كانت السفن ترسو في ميناء "حيفا" منعت جهات خارجية من الصعود إليها لمنع انتشار العدوى على هذه القطعة البحرية الحساسة. وينضم هؤلاء الجنود إلى ألاف الجنود الذين تم تسريحهم بمناسبة عيد الفصح، بشكل أو بأخر الجنود الذين خرجوا لإجازة العيد مطلوب منهم الاستماع لتعليمات وزارة الصحة.
 
إذا كانت هيئة الأركان نظرت إلى أعياد تشرين كتاريخ نهائي لانتهاء الوباء أو الفايروس، الآن ترسخ الفهم بأن فيروس كورونا سيواصل مرافقتنا أيضاً الشتاء القادم لذلك أيضاً بعض المناورات الكبرى من بينها مناورة هيئة الأركان السنوية (حجر الزاوية) تم تأجيلها إلى النصف الأول من عام 2021، وينظرون في الجيش إلى الأزمة بمنظور عام إلى الأمام ليس أقل، وهناك في قيادة الجيش من حددوا بالفعل المراحل الثلاثة للخروج من الأزمة وهي: الكبح، والعيش في وجود الفايروس، والانتعاش والاستقرار.
 
على أساس دراسات دولية حديثة وحسب المقارنة بنماذج خروج النمسا وألمانيا يقدرون في الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل توجد الآن في نهاية المرحلة الأولى من استراتيجية الخروج، ومرحلة كبح الفايروس وهي المرحلة القادمة حسب تقديرات الجيش ستكون المرحلة الأصعب، وهي مرحلة العيش في وجود الفايروس طوال عدة أشهر والتي يمكن أن يحدث فيها عدة تفشيات محلية للفيروس، والمرحلة الثانية والتي هي الانتعاش والاستقرار ستصل فقط عندما يتم إيجاد حلاً سريرياً لفيروس كورونا قبل إيجاد علاج أو لقاح.
 
في الجيش الإسرائيلي ووزارة الصحة يدرسون الآن كيفية مواجهة تحديات فايروس، والدروس المستفادة يومياً ستساعد في السيطرة على حالات تفشي مستقبلية للفايروس إذا ما حدثت، مع عودة الاقتصاد إلى طبيعته، المرحلة الثالثة بعد إيجاد العلاج أو اللقاح سيكون له صلة غير مباشرة بالجيش بالذات من ناحية الميزانية.
 
في الجيش الإسرائيلي يرون ثلاثة أُسس ستسمح بالانتقال من مرحلة الكبح إلى مرحلة العيش في ظل وجود الفايروس: الأول القيود والتصاريح وفقاً لنهج التفاضل، مثل العزل وتقديم المساعدات لطبقات السكان المعرضة للخطر وإلى جانب ذلك أيضاً فرض إغلاق على بلدات وأحياء يتجدد أو يستمر فيها المرض، والأساس الثاني مثلما يرون في الجيش هو القيادة والسيطرة واتخاذ القرارات بسرعة وكفاءة إلى جانب الاستجابة اللوجستية المُتاحة، وأما الأساس الثالث هو الإعلام الموثوق والفعال الذي يتخطى القطاعات والذي يزرع أيضاً الأمل والثقة.
 
صدفة أو بغير صدفة دولة إسرائيل منذ أسابيع وهي ترتكز أو تعتمد على الأساسين الأولين لدى الجيش الإسرائيلي، في إطار التطبيق العملي وتقديم المساعدة المباشرة والغير مباشرة، ولكن بالتأكيد لا يمكن المقارنة بين إدارة دولة فيها ملايين السكان المدنيين من قطاعات مختلفة وبين إدارة مؤسسة كبيرة في الدولة تعمل بخصائص شمولية وبتعليمات وتسلسل هرمي ونوع واحد من السكان الذين هم عشرات ألاف الجنود الذين يشاركون فيها ومعظمهم إن لم يكن كلهم شبان.
 
الجيش الإسرائيلي يدير أزمة كورونا من خلال مراقبة ذاتية دائمة (إجراء 550 عملية فحص يومياً في مختبرات الجيش) وتنفيذ صارم للإجراءات، ولكنه أيضاً يدير المخاطر لكى يفى بمهام الدفاع عن الدولة، بعض الأحيان في حالات مُعينة تظهر معضلات بخصوص المواطنين والاقتصاد.
 
ومثالاً على ذلك هو القرار بإلغاء النشاط العملياتي لـ 22 كتيبة احتياط في الأشهر القادمة، فالجيش لم يناقش فقط قضية الخشية من الاختلاط بين المدنيين الذين يأتون من بين السكان إلى الإطار العسكري بل أيضاً التبعات العائلية والاقتصادية التي قد تظهر من استدعاء جنود الاحتياط وفي النهاية تم اتخاذ القرار.
 
في الجيش الإسرائيلي فهموا الضبابية حول المعركة الاقتصادية التي تهدد والتي تنتظر المنظومة الأمنية خلف الزاوية في أعقاب الأزمة الاقتصادية الهائلة التي ستواجهها الدولة، إن تكلفة استدعاء 22 كتيبة احتياط قد تصل إلى عشرات ملايين الشواكل، بالذات بسبب الثمن أو التكلفة المتوسطة لكل يوم احتياط يخدمه الجندي.