ذكرَ الخبير والمختصّ بالدماغ رودولفو ييناس، أن الحجر لن يترك أثرًا على دماغنا، وعند إنتهاء الحجر ستعود العلاقات بين البشر إلى سابق عهدها، بينما يتجاوز العالم الجائحة، ستعود القبلات والعناق ولن يترك الحجر أي أثر على وظائف الدماغ على حدّ قوله.
ويُعتبر خبير الفيزيولوجيا العصبية الكولومبي، ييناس الأشهر في العالم في هذا المجال. وعمل لحساب وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" وترأس دائرة الفيزيولوجيا والعلوم العصبية في كلية الطب في جامعة نيويورك حيث يزال يدرس.
وتسمح له الأبحاث التي أجراها على مدى عقود على الدماغ البشري ولا سيما الخلايا العصبية، بالتأكيد أن التجارب الصعبة الناجمة عن فيروس كورونا المستجد ستتلاشى.
ويعيش حاليًا، محجورًا في منزله في كايب كود في شماليّ شرق الولايات المتحدة، حيث يمضي وقته في الكتابة ومراقبة النجوم ليلًا. وأعد صحافيّ من وكالة "فرانس برس" محادثةً قصيرة حول تأثير جائحة كورونا الراهنة.
وعقّب فيها فيها أن "الأمر يتعلق بفيروس معقد للغاية إلا أنه ليس بخطورة إصابة جرثومية وهو مؤقت وسيزول. فهو ليس مشكلة بعمق مشكلة ناجمة عن حرب يتبادل فيها الناس الكره والقتل".
واعتبرَ ييناس، أن زوال الوباء بعد أربعة أو خمسة أشهر سننسى كما نسينا الجوائح الأخرى، ولا تشكّل أثر بنيويّ على دماغنا. رغمًا على تسببه بوفيات وبالحزن والصعوبات العابرة المحلية، وتختفي بعد فترة هذه الصعوبات.
وقال "إن ذلك يخيف البشر لبضعة أسابيع. إلا أن العلاقة بالآخرين مهمة للغاية. وما أن يتمكن الناس من تبادل القبل من دون أن يصابوا بأي مكروه سيعاودون التقبيل".
أشار إلى أن "التوقف عن العمل لا يلحق الأذى بالدماغ، ولكن بطبيعة الحال من الأفضل استخدام دماغنا في أمور أخرى".
وبدأ الناس في منازلهم يقومون بأشياء ويخترعون ويبتكرون ويكتبون، والأمر ليس بخطر عندما نتحدث عن أشهر، بعكس السنين إلا أن شهرين أو ثلاثة من الممكن نسيانها بسرعة.
وسأل الصحافيّ عن حالةِ الإغلاق الشامل، وما ينجمُ عنها من مللٍ، وأجاب ييناس أن "هذهِ الحالة ستستمر، ومن ثم يتخلى النظام عنها لأسباب اقتصادية، بالرغم من كونها محطات هيستيرية مؤقتة. ويقول الناس إنهم يموتون من الملل لكن هذا غير صحيح، الملل غير مميت".
موضحًا أن "الشيء الذي نسميه التفكير يساعدنا، عندما نفكر يمكننا الكتابة والرسم أو البناء، يجب التفكير بما نعيشه على أنها عطلة إلزامية. بدلًا من البكاء، فكروا، وخذوا وقتكم إنها عطلة منزلية، المشكلة تكمن في أن الناس يريدون عطلة عندما يرغبون بذلك وليس عطلة إلزامية".