نقلت صحيفة القدس المحلية عن مصدر وصفته بـ القيادي في حماس قوله: إنّ الحركة لم تتلق حتى الآن أي رد جدي من إسرائيل حول استعدادها للتفاوض بشأن المبادرة التي أطلقها قائد حماس في غزة، يحيى السنوار، ورد عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعلان استعداده لمفاوضات عبر الوسطاء.
وبحسب الصحيفة، أضاف المصدر القيادي، اليوم السبت، إن نتنياهو يراوغ إعلاميًا ولم يتحرك فعليًا حتى الآن، ولم نتلق من أي وسيط أو جهة كانت سواء الجانب المصري أو حتى الروسي وغيرهم أي رد إسرائيلي حقيقي، سوى ما ظهر في الإعلام، مجددًا تأكيد حماس استعدادها للمضي قدمًا في هذه الخطوة من أجل إنقاذ حياة الأسرى خاصةً المرضى وكبار السن، إلى جانب العمل على تحرير عدد أكبر ممكن من الأسيرات.
وبين المصدر أن حركة حماس لديها الجدية الكاملة لاستغلال هذه الفرصة من أجل إتمام صفقة تبادل تشمل أكبر عدد ممكن من الأسرى وعلى رأسهم قادة المقاومة الذين يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد. وفق ما اوردته صحيفة القدس.
وأكد أن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس تمتلك أوراق قوة ستفاجئ الاحتلال، وفق قوله، مشيرًا إلى أن الكرة الآن في ملعب الاحتلال وأن حركته ترحّب بأي وساطة لإتمام هذه الصفقة، مع التأكيد على دور مصر التاريخي في مثل هذه الحالات وغيرها باعتبارها الجهة الراعية لتفاهمات الهدوء لسنوات طويلة بالقطاع، ورعت صفقة جلعاد شاليط سابقًا.
وأكد المصدر أن الجانب المصري تحرك بداية مع ما طرحه السنوار، إلا أنه وحتى اللحظة لا يوجد رد فعل إسرائيلي حقيقي.
وأطلق السنوار منذ أيام عبر فضائية الأقصى التابعة لحماس، مبادرة تهدف للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المرضى وكبار السن كبادرة إنسانية منعًا لإصابتهم بفيروس كورونا، مقابل أن تقدّم حركته تنازلاً إيجابيًا في ملف الأسرى الإسرائيليين لديها، دون أن يوضح حينها العرض الذي يمكن أن يتم تقديمه لإسرائيل مقابل ذلك.
و كانت مصادر أخرى من حماس قالت منذ أيام، إن قيادة جهاز المخابرات المصرية تحركت منذ البداية في الملف وأبلغت مئير بن شبات رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي استعداد الجهاز للتدخل مجددًا من أجل الوساطة، مشيرةً إلى أن المخابرات أطلعت قيادة حماس على اتصالاتها مع الإسرائيليين بهذا الشأن. وفق الصحيفة.
وبحسب الصحيفة، رجحت المصادر أن يتم وضع مقترحات داخل حماس بشأن شكل ومضمون الصفقة القائمة على المبادرة الإنسانية، من خلال إمكانية تقديم الحركة معلومات واضحة عن وضع الجنديين الإسرائيليين هدار غولدن وأرون شاؤول، والإفصاح عن الحالة الطبية للأسير افراهام منغستو، إلى جانب تقديم معلومات عن بقايا جثث جنود قتلوا في عدوان 2014 واحتفظت بهم حماس.
ومن بين المقترحات التي ستدرسها حماس، إمكانية الإفراج عن إفراهام منغستو أو هشام السيد، إلى جانب تقديم فيديو قصير جدًا يظهر أن أحد الجنود أحياء وقد يكون فقط لهدار غولدن باعتبار أن حماس لم تعلن لحظة مهاجمة القوة العسكرية الإسرائيلية التي كان من ضمنها خلال الهجوم ضدهم في رفح إبان عدوان عام 2014 بأنها أسَرَته، وقالت حينها إنه فُقد، ولكنها ألمحت لاحقًا لوجود أسير حي، وهو ما شككت فيه إسرائيل خاصةً وأنها شنت هجومًا واسعًا ضد رفح لحظة العملية وأعلنت أنه قتل ولكن جنود حماس تمكنوا من سحب جثته حينها.
ولم تستبعد المصادر أن تلجأ حماس لخيارات أوسع أو أقل من ذلك، بحيث لا تسمح لإسرائيل المراوغة، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أن الحركة معنية بإظهار معلومة مميزة حول حياة الجنود يمكن أن تضع الحكومة الإسرائيلية تحت الضغط الشعبي من أجل إتمام صفقة تبادل، خاصةً في حال أثبتت أن الجنود لديها أحياء.
وأكد محمود الزهار القيادي في حماس خلال حديث لصحيفة فلسطين المحلية التابعة للحركة، أن قيادة الحركة تدرس مدى جدية قبول الحكومة الإسرائيلية بأي وساطة لإجراء المفاوضات.
ولفت الزهار في تصريحاته إلى أن حماس حددت الشروط والأسماء ومن لهم الأولويات بالإفراج عنهم وخصوصًا المرضى وكبار السن.
وقال "مبدأنا بالأساس أن نفرج عن الأسرى بأي شكل كان، وهذا أمر اتبعناه منذ فترة طويلة أشهرها كان في صفقة (وفاء الأحرار)، عام 2011".
وأضاف أن وضع الأسرى في سجون الاحتلال خطير جدًا، وأن رغبة حماس بإخراجهم تضاعفت.
وتابع "لا بد من العمل على تحرير الأسرى، وحماس تريد صفقة تبادل متوازنة تحقق الغاية، لا يكسب فيها الاحتلال على حساب أسرانا".