أصدر مركز أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، نهاية شهر آذار/ مارس الماضي ورقة تقدير موقف حدد فيها 10 سيناريوهات محتملة للتداعيات السلبية لكورونا على الوضع الاستراتيجي لدولة الاحتلال، خاصة وإن جائحة كورونا تتخطى كونها أزمة صحية ووباء عالمياً وتنذر بتحوّلها إلى نقطة تحوّل فارقة في العلاقات الدولية عموماً، وفي تاريخ الشرق الأوسط على نحو خاص.
وأبرز معالم الأزمة التي تسبّبها جائحة كورونا هي الصعوبة في محاولة استشراف مدة بقاء الوباء ونطاق وخطورة الضربة التي تتلقاها مختلف الدول بفعله، وحالة عدم اليقين والمعرفة المرافقة للوباء.
من بين السيناريوهات وازدياد احتمالات انهيار أنظمة قائمة أو صديقة كما ذكرها التقرير، حدوث مواجهة عسكرية أو تصعيد أمني مقابل قطاع غزة، وموجة عمليات واشتعال الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، وانتهاء بهجوم سيبراني عالمي واسع النطاق أو عيني يستهدف إسرائيل.
واحتمال انهيار أنظمة وأجهزة دولانية، وأن الأردن ولبنان والسلطة الفلسطينية وحتى مصر قد يواجهون مصاعب في احتواء الأزمة، وعلى الرغم من أن توقعات مواطني الدول التي ذكرها التقرير من حكوماتهم متدنية إلا أن احتمالات كارثة صحية أو نقص في المواد الأساسية من شأنه أن يقود إلى احتجاجات تؤدي إلى حالة فوضى وانهيار أجهزة هذه الدول.
ومن شأن تفكك دول صديقة لإسرائيل أن يحوّل أراضي هذه الدول إلى مصدر تهديد متواصل لإسرائيل، ربما على المدى القريب الفوري في حال اعتبرت إسرائيل مكاناً آمناً، وهو ما سيهدد بموجة واسعة من اللاجئين على حدودها.
وفي ما يتعلق بالحالة الفلسطينية وضعت الورقة سيناريوهان او احتمالين واحد متعلق بالضفة الغربية وازديايد محاولات تنفيذ عمليات اختطاف أو عمليات فردية بفعل تفاقم الضائقة الشخصية عند أفراد غير منظمين فصائلياً، أو بفعل تقديرات فلسطينية بأن المخاطر في تنفيذ هذه العمليات قلت وتراجعت ويمكن استخدام العمليات لتحقيق مكاسب معنوية.
ومن شأن هذا السيناريو أن يتحقق خصوصاً في حال تراجعت قدرات العمل وإحباط العمليات لكل من السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وكلما تصاعدت الأزمة والضائقة المدنية (الحياتية) عند الفلسطينيين، ومن شأن ارتفاع حالات المرض في صفوف الأسرى الفلسطينيين أن يرفع الدافعية لتنفيذ العمليات.
والسيناريو الاخر وهو احتمال تصعيد أمني مقابل غزة في حال وجود تقديرات عند حركة “حماس” بأن إسرائيل أكثر انضباطاً في ردها العسكري، وبالتالي تكون أكثر ميلاً للاستجابة للمطالبة بتحسين الظروف المدنية، أو على العكس من ذلك يمكن أن يبدأ تدهور في قدرة “حماس” على الحكم، ما سيوسع نطاق ووتيرة نشاط “الجهاد الإسلامي” وفصائل أخرى. ولكن كلما ساعدت إسرائيل سلطة “حماس” في مواجهة الجائحة فإن ذلك سيقلل من فرص تحقق هذا السيناريو.
في مقابل هذه التقديرات ذكر عسكريون وسياسيون إسرائيليّون أن أزمة كورونا فتحت “نافذة فرص” للتقدّم في صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، وهو ما لمح له رئيس حركة حماس في القطاع يحيى السنوار خلال المقابلة الصحفية أمس الخميس حيث قال إن “هناك إمكانية أن تكون مبادرة لتحريك الملف تبادل الأسرى، بأن يقوم الاحتلال الإسرائيلي بعمل طابع إنساني أكثر منه عملية تبادل، بحيث يطلق سراح المعتقلين الفلسطينيين المرضى والنساء وكبار السن من سجونه، وممكن أن نقدم له مقابلا جزئيا. لكن المقابل الكبير لصفقة تبادل الأسرى هو ثمن كبير يجب أن يدفعه الاحتلال.
ووفقا لصحيفة معارف أن الفكرة الأساسيّة هي محاولة التقدم في ملف الأسرى عبر “رزمة مساعدات إنسانيّة لقطاع غزّة ومبادرات أخرى”، والحديث عن “شباك فرص” ذو صلة طالما أن الجائحة لم تتفشَّ في قطاع غزة.
هل تنجح كورونا القاتلة في تسهيل التقدم بحل انساني مع إسرائيل القاتلة وترتكب جرائم وتبتز الفلسطينيين واستغلال معاناتهم بالاستمرار بالحصار، وربط ادخال الادوية والمستلزمات الطبية، في الافراج عن الاسرى المرضى والنساء والأطفال، ام ان تصريحات السنوار تكتيكية لممارسة الضغط على الاحتلال وهو يدرك أن الشروط الذانية والموضوعية لا تخدم الفلسطنيين في ظل جائحة كورونا والازمة العالمية التي سببتها وغياب اليقين في موعد انتهاءها