أظهر استطلاع للرأي اليوم الثلاثاء، أجراه معهد العالم العربي للبحوث والتنمية (أوراد) أن 80% من المستطلعة آراؤهم يثقون بحكومة د.محمد اشتية في التعامل مع الأزمة الجارية الناجمة عن الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد19".
وأشار "اوراد" إلى أن نتائج استطلاع الرأي بين الفلسطينيين كانت بين المستطلعين ممن يمكن اعتبارهم فاعلين اجتماعياً (من موظفي القطاع العام والخاص والأهلي والدولي، والنشطاء والقياديين المجتمعيين، والمؤثرين كالعاملين في الإعلام وأساتذة الجامعات، وناشطين شبابيين وقيادات المؤسسات الأهلية والنسوية ومثلهم).
ووفق الاستطلاع، فإن التقييم الإيجابي لأداء حكومة اشتية جاء متساوياً بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك بين النساء والرجال.
وقال "أوراد": "ارتفع تقييم الأداء العام لحكومة د. اشتية بشكل غير مسبوق في استطلاعات الرأي عبر السنوات السابقة، إذ وصل تقييم الأداء الإيجابي إلى 82%، كما قيّم 15% الأداء بأنه متوسط، بينما قيم 3% الأداء على أنه ضعيف، ويشكل هذا ارتفاعاً استثنائياً (55 نقطة) عن استطلاع سابق قام به أوراد مع بداية 2020، إذ وصلت نسبة التقييم (الجيد) في حينه إلى 27% فقط، ومن حيث الثقة بالحكومة التي يقودها د اشتية".
ويمكن تصنيف المواقف حول الإجراءات الحكومية ضمن ثلاث فئات (تقييم إيجابي مرتفع يتم تعزيزه من خلال المواظبة والاستدامة، تقييم إيجابي متوسط يحتاج للتطوير، وتقييم ضعيف يحتاج لخطوات مقنعة للتعامل معه).
وأظهر الاستطلاع أن الفئة الأولى (تقييم إيجابي مرتفع)، حيث كان من بين تسعة عشر (19) إجراءً، حصلت الحكومة على تقييم إيجابي مرتفع بالنسبة إلى 8 منها، وهي بالتتالي: إغلاق المؤسسات التعليمية، والطلب من المواطنين الصلاة في البيوت، وسرعة تحرك الحكومة لاحتواء الانتشار، وإغلاق الأماكن العامة كالمقاهي والمطاعم، والشفافية في نشر المعلومات والبيانات حول الإصابات، وإعفاء الأمهات من الدوام، وبرامج التوعية والإعلام، وإعادة ترتيب دوام موظفي السلطة.
أما الفئة الثانية (تقييم إيجابي متوسط)، فقد حظيت به ثلاثة إجراءات، وهي: إغلاق مناطق بعينها، ومنع التجمعات، والتعامل مع مسألة الحدود مع الأردن.
بينما الفئة الثالثة (إجراءات تحتاج لتطويرات جوهرية)، فقد نظر المستطلعون إلى تسعة من الإجراءات على أنها تحتاج لتطويرات كبيرة، وهي: كفاية (توفر ونوعية) مراكز الحجر الصحي، التعامل مع مسألة الحدود مع جمهورية مصر، كفاية (توفر ونوعية) مراكز الفحص، إيجاد بدائل للتعليم المدرسي، التعامل مع مسائل الشيكات وتعويض العاطلين عن العمل وتعويض الشركات، أما الإجراء الذي حاز على أقل تقييم وبشكل جلي فهو "تعامل الحكومة مع مسألة العمال في إسرائيل والمستوطنات"، إذ اعتبره ثلثا المستطلعين أنه أقل من اللازم.
من جانب آخر، تطرق الاستطلاع إلى تقييم دور الأطراف ذات العلاقة، فقد جاء تقييم دور الحكومة بقيادة اشتية الأعلى من بين كافة الأطراف التي تم تقييمها، أما بالنسبة لبقية الأطراف فكان التقييم على النحو التالي: حصلت وزارة الصحة على المرتبة الثانية، تلاها تقييم الإعلام الفلسطيني بمجمله، وتلفزيون فلسطين، وجاء بعد ذلك تقييم أداء المؤسسات الأهلية، وتبعه تقييم السلطات في قطاع غزة، وكان التقييم الأقل إيجابية للقطاع الخاص.
أما على صعيد المستقبل، فينظر الغالبية للمستقبل بشكل متشائم فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية والتعليمية، كما أن هناك تخوفات من تزايد الأعباء المنزلية على النساء، وتفاقم المشكلات الاجتماعية كالعنف والجريمة، وتزايد العنف الأسري ضد الأطفال والنساء.
وأظهر الاستطلاع أن النساء أكثر تخوفاً من الرجال بالنسبة لتزايد معدلات العنف المجتمعي (42% إلى 35%)، والعنف ضد النساء (41% إلى29%)، والعنف ضد الأطفال (40% إلى31%).
وفيما يتعلق بتعامل الأفراد مع الأزمة الحالية، فقد تم في الاستطلاع سؤال الفلسطينيين (وهم في غالبيتهم عاملين وناشطين) عن تكيفهم مع جائحة كورونا، فأجاب 59% منهم بأنهم ملتزمون بالحجر البيتي المطلوب من الحكومة، بينما أكد 34% بأنهم ملتزمون إلى حد ما، و6% غير ملتزمين، وكانت النساء أكثر التزاما بالحجر البيتي (70%) من الرجال (51.3%.).
ومع بدايات الأزمة، أكد نصف المستطلعين أنهم شهدوا تراجعا في دخل الأسرة، بينما اعتبر 21% أيضا أن ذلك صحيح إلى حد ما، كما أن مظاهر الأزمة الاقتصادية التي تلوح بالأفق تتضح من أن 10% خسروا وظائفهم في وقت مبكر من الأزمة، و9% خسرو وظائفهم جزئيا، وأكد 30% أنهم قد يخسرون وظائفهم في الفترة القادمة، وكانت نسبة الرجال الذين أشاروا إلى أنهم خسروا وظائفهم كليا أقل (8.1%) من نسبة النساء (11.5%).
وأكد 47% من المستطلعة آراؤهم أن الواجبات المنزلية قد ازدادت أثناء وجودهم في المنزل، وصرح بذلك إلى حد ما 29%، وفي نفس الوقت صرح 35% بأن مهمات العناية بالأطفال قد ازدادت، وصرح 24% بأنها ازدادت إلى حد ما، وتفاوتت النسبة بين النساء والرجال، حيث صرحت 58% من النساء بأن الواجبات المنزلية قد ازدادت، فيما صرح بذلك 40% من الرجال.
وفي الوقت نفسه، صرح 40% بأنهم يقومون بأعمالهم المتعلقة بوظيفتهم من البيت، وصرح 17% بأن ذلك صحيح إلى حد ما. وكان 43% قد تغيبوا عن أعمالهم بإرادتهم لحماية أنفسهم، وقام بذلك جزئيا 18%.وقد صرح 35.8% من الرجال بأنهم يقومون بأعمالهم أثناء تواجدهم في المنزل، بينما صرح بذلك 46.4% من النساء.