نشر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا دراسة تطرقت إلى إمكانية اختفاء فيروس كورونا بارتفاع درجة حرارة الطقس خلال الصيف القادم.
وذكرت الدراسة التي أجراها كل من الدكتور قاسم بخاري ويوسف جميل، أن فيروس "كوفيد-19 ينتشر بسرعة في العديد من البلدان، ما دفع منظمة الصحة العالمية لإعلانه وباء عالميا.
وأشارت إلى أنه "في حين ثبت أن فيروس الإنفلونزا يتأثر بالطقس، فإنه من غير المعروف ما إذا كان هذا الأمر ينطبق على فيروس كوفيد -19 أيضا".
وتحلل هذه الدراسة اتجاهات الطقس المحلية للمناطق المتضررة بفيروس "كوفيد-19" حتى 22 آذار/ مارس 2020. وقد أجريت إلى حد الآن 83 بالمئة من الاختبارات في البلدان غير المدارية (30 درجة شمالًا وما فوق) وقد تبين أن 90 بالمئة من الحالات المصابة بفيروس "كوفيد-19" مسجلة في نفس البلدان في درجة حرارة تتراوح بين 3 و17 درجة مئوية.
وأوضحت الدراسة أن 72 بالمئة تقريبًا من القياسات أجريت في بلدان ذات رطوبة تتراوح بين 3 و9 غرامات/ متر مكعب، و90 بالمئة من الحالات كانت في نفس نطاق الرطوبة المطلقة. وربما يفسر العدد الأكبر من الاختبارات والترابط الوثيق بين بلدان الشمال الأكثر برودة، الفرق في عدد حالات المؤكدة لفيروس "كوفيد-19" بين المناطق الأكثر برودة والأكثر دفئا.
مع ذلك، أجرت العديد من البلدان الواقعة بين خطي عرض 30 درجة شمالا و30 درجة جنوبا، مثل أستراليا والإمارات العربية المتحدة وقطر وسنغافورة والبحرين وقطر وتايوان، اختبارات مكثفة للفرد الواحد فكان عدد حالات الإصابة الإيجابية بهذا الفيروس في هذه البلدان أقل من الحالات المسجلة في العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة.
بناء على ذلك، حتى إن كانت البيانات المتاحة حاليًا غير مؤكدة نتيجة محدودية الاختبارات التي يخضع لها الأفراد في العديد من البلدان المدارية، فمن الممكن أن الطقس يلعب دورًا في انتشار فيروس "كوفيد-19"؛ وهو الأمر الذي يستدعي إجراء دراسة ميدانية.
وبينت الدراسة أنه تم خلال الأيام العشرة الأخيرة توثيق الآلاف من الحالات الجديدة في المناطق التي تتجاوز فيها الحرارة 18 درجة مئوية، الأمر الذي يؤكد أن لارتفاع الحرارة دورا في الحد من انتشار فيروس "كوفيد-19"، و يمكن ملاحظته في ظل درجات حرارة عالية. على عكس الحرارة، فإن نطاق الرطوبة المطلقة الذي تم توثيق معظم الحالات عبره كان باستمرار بين 3 و9 غرامات/ متر مكعب.
وتُشير البيانات الحالية رغم محدوديتها، إلى أنه من غير المحتمل أن يتباطأ انتشار فيروس "كوفيد-19" في الولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا نظرًا للعوامل البيئية، ذلك أن الكثير من الحالات تم تسجيلها في نطاق رطوبة مطلقة وحرارة تتميز بها هذه المناطق معظم أيام السنة.
وبالاستناد إلى الارتباطات السابقة بين انتقال الفيروس والحرارة والرطوبة المطلقة التي لوحظت في غالبية البلدان التي سجلت حالات "كوفيد-19" حتى الوقت الراهن، فإن دور الرطوبة المطلقة يستحق المزيد من الاستقصاء مع التجارب المخبرية التي تدرس حساسية فيروس "كوفيد-19" في نطاق ظروف الحرارة والرطوبة.
وإذا استمرت الحالات الجديدة في أشهر نيسان/ أبريل، وأيار/ مايو في التمركز ضمن نطاق الرطوبة الحالية، أي في رطوبة تتراوح بين 3 و9 غرامات/ متر مكعب، فإن البلدان المعرضة للرياح الموسمية التي تتميز برطوبة مطلقة عالية (أي 10 غرامات / متر مكعب) ستشهد تباطؤ انتشار المرض بحكم العوامل المناخية.
وأشارت الدراسة إلى أن البيانات التي تم تحليلها تتطور بسرعة وفيها الكثير من العناصر المجهولة، بما في ذلك كيفية تحور الفيروس وتطوره، وعدد التكاثر الأساسي والطريقة السائدة للانتشار. وإذا كان فيروس "كوفيد-19" حساسًا بالفعل تجاه العوامل البيئية، فيمكن اعتماد هذا المعطى لتحسين استراتيجيات الحد من انتشاره.
وفي الختام، ذكرت الدراسة أن النتائج بأي حال من الأحوال لا تشير إلى أن فيروس "كوفيد-19" لن ينتشر في المناطق الرطبة الدافئة، وينبغي القيام بتدخلات صحية ناجعة في جميع أنحاء العالم للحد من انتشار هذا الوباء.