لماذا تفشل أساليب التربية الإيجابية رغم حرص الأمهات؟

السبت 21 مارس 2020 01:25 م / بتوقيت القدس +2GMT
لماذا تفشل أساليب التربية الإيجابية رغم حرص الأمهات؟



وكالات / سما /

منذ سنوات ظهر مصطلح التربية الحديثة أو التي يطلق عليها البعض التربية الإيجابية لعلاج القصور أو الخلل في أساليب التربية التقليدية.

وأوضحت عدة مدارس شكل التربية الحديثة وتأثيراتها الإيجابية مقارنة بالطرق التقليدية في التربية، وبالفعل بدأت العديد من الأسر حول الوطن العربي اتباع ذلك النهج الذي يعتمد على الفاعلية في العلاقات والانضباط الذاتي وفهم عالم الطفل، والاحترام المتبادل، والأهم من ذلك كله نبذ العقاب، والتشجيع بديلا عن المدح.

ورغم تحمس العديد من الأسر إلى اتباع ذلك المنهج في تنشئة أبنائها تظهر بين حين وآخر صرخات أمهات يثبتن أن ذلك النهج غير فعال، وبدلا من قدرته على تهذيب السلوك ينتج طفلا خارجا عن السيطرة ويرتكب الأخطاء دون خوف من العقاب.

هل يعد هذا انهيارا لأساليب التربية الحديثة؟ أم هناك خلل ما في التطبيق يجعلها غير صالحة لدى البعض؟

التربية والفوضى
وتؤكد الكاتبة مروة رخا المتخصصة في التعليم بطريقة منتسوري أنه من الميلاد حتى 12 عاما  هناك فرق بين التربية الإيجابية وبين التسيب والفوضى.

وأوضحت رخا للجزيرة نت أنه لا يوجد ما يمنع من أن يتربى الطفل على الانضباط والالتزام دون أي نوع من أنواع العقاب، فالبعض يعتقد خطأ أن التربية الإيجابية تمنع الالتزام والانضباط كما تمنع العقاب، وهو ما يؤدي إلى الفشل في تطبيقها.

 

والرهان الوحيد لنجاح ذلك النهج هو تطبيق إستراتيجيات الانضباط ووضع قواعد يلتزم بها كل من في البيت، مضيفة "لا تضع قواعد للطفل فقط لأن هذا ضمان لتمرد الطفل عليها".

وأضافت أن الطفل يولد منظما على عكس الشائع، ويحتاج فقط إلى الروتين أو النظام حتى يستقر نفسيا، ويعد النفس الطويل في تطبيق القواعد والحفاظ عليها والتذكير بها الضمان لتنشئة طفل ملتزم ومنضبط من الداخل، يختار الصواب في وجود أو عدم وجود رقابة.

قاعدة جديدة
وتابعت رخا أنه في الأعوام الثلاثة الأولى من عمر الطفل يخزن كل ما يحدث حوله ويراقب مدى التزام الأم واتباعها القواعد، قد يصعب عليه الالتزام والانضباط التام ولكن هذه فترة مهمة لإعداده للالتزام في السنوات المقبلة.

وبداية من الرابعة وحتى ستة أعوام يحاول الطفل كسر جميع القواعد، لأنه في هذه الفترة يحاول استكشاف حدوده ومدى جدية الأم.

وهنا -بحسب رخا- على الأم التي تسعى إلى أسلوب تربية علمي وإنساني التحلي بالهدوء وتذكير الطفل دائما بالقاعدة ولا تكسرها أبدا.

ومع نمو الطفل يصبح أكثر قدرة على معرفة القواعد وقادرا تماما على تنفيذها، لكنه في ذلك الوقت تصبح لديه متطلبات جديدة تختلف باختلاف مرحلته العمرية، وقد يصر على كسر قاعدة ما بعد سن السادسة، حينها تكون المرونة من جانب الأم ضرورية، وبالحوار معه ومعرفة وجهة نظره يمكن أن تتغير القاعدة وتصنع قاعدة جديدة تناسب تلك المرحلة العمرية.