جنرال إسرائيلي: جنودنا يخشون الاحتكاك بمقاتلي حماس

الأحد 15 مارس 2020 08:01 ص / بتوقيت القدس +2GMT
جنرال إسرائيلي: جنودنا يخشون الاحتكاك بمقاتلي حماس



القدس المحتلة / سما /

قال جنرال إسرائيلي إن "الجيش الإسرائيلي إن أراد الانتصار في الحرب، فعليه ألا يخاف من المواجهة المباشرة مع العدو، بل الاحتكاك معه، وهي مناسبة لتوجيه الانتقاد لطريقة تفعيل الجيش لقواته العسكرية؛ لأنني لا أعلم عن جيش حسم معاركه دون الاحتكاك الجسدي مع الجيش الآخر".


وأضاف يائير غولان، نائب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق، عضو الكنيست الحالي، في مقابلة مطولة مع صحيفة معاريف، ترجمتها "عربي21"، أن "هناك جملة من الإشكاليات تم الكشف عنها في سلاح المشاة خلال حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014، لأن ما قمنا به في تلك الحرب أمام حماس هو عدم الاقتراب من مقاتليها، بل أعلنا للحركة أننا سندخل إلى فوهات الأنفاق على حدود غزة، وهناك نتوقف".


وأكد أنه "في المقابل، فإن القدرات النارية الكثيفة والدقيقة التي امتلكناها، والاستخبارات المتوفرة لدينا، لم تجد نفعا في تلك المواجهة أمام عدو بدا ضعيفا بنسبة كبيرة، وهذه الآراء قلتها في ذروة الحرب، ولم أخفها يوما، سواء أمام من رغب الاستماع إليها أم لا، لكن للأسف فإن موقفي هذا لم يتم قبوله من قبل دوائر صنع القرار؛ لأن هناك حالة من عدم القدرة على الاعتراف داخل الجيش بما هو ليس جيدا في صفوفه".


وأوضح أن "عدم الجودة وعدم الرضا عن أداء القوة العسكرية للجيش الإسرائيلي يتكرران بين حين وآخر لدى تفعيل قوة الجيش، وقيادته ما زالت حبيسة في نظرية خاطئة تماما، وهي أن لدينا القدرة والإمكانية على تفعيل قدراتنا العسكرية من خلال حيازة قوة تسلحية، وحجم كبير من المعلومات الاستخبارية، حتى نتحقق من القضاء على العدو، لكن للأسف فإن العدو بات يفهمنا جيدا، ويدرك طرائق ووسائل قتالنا".


وأشار غولان إلى أن "العدو، أيا كان، فلسطينيا أو عربيا، بات يدرك ما الذي يمكن أن يحقق الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي، ويعرف كيف يتخفى من نيرانه، ما يحول القدرات القتالية الدقيقة التي بين أيدينا إلى عديمة الجدوى، ومن يعتقد من قادة الجيش الإسرائيلي أنه يمكن حسم الحروب من خلال القدرات التقنية، وليس البرية، فهو ببساطة لا يفهم ماهية عالم الحروب".


وأكد أنه "في أي مواجهة عسكرية إسرائيلية يجب البدء بتفعيل أقصى درجات القوة القتالية الفتاكة، لأن الاستدراج إلى مراحل تالية من المعركة له أثمان، وهذه نتيجة الحروب التي تستمر فترة من الزمن، لكنك لو قمت بتفعيل قوتك العسكرية بكثافة نارية أكبر في بداية المواجهة، فسيكون لديك أثمان بشرية، لكنها ستمنع الاستدراج إلى سيناريوهات قاسية ودامية في المستقبل".


وأضاف أن "الحسم في المواجهات العسكرية يتحقق أولا في عقول القادة الإسرائيليين، بحيث يصل العدو إلى مرحلة يقرر في لحظة ما أن يتوقف عن القتال، فيبدو عاجزا عن الاستمرار في التصدي لما تمارسه إسرائيل من قدرات عسكرية وتسلحية فائقة".

وختم بالقول إنه "في حال تم تفعيل هذه القوة العسكرية الإسرائيلية، بجانب الأثمان البشرية المتوقعة، حينها سيدرك العدو أنه لا أمل لديه في مواصلة القتال، ويبدأ العمل على التوصل لوقف إطلاق النار، وحينها ستكون الجاهزية لديه متوفرة بنسبة أعلى. أما الخشية من وقوع خسائر بشرية إسرائيلية، فهذه ليست مسؤولية المجتمع الإسرائيلي، بل قيادة الجيش التي يجب أن تدرب جنودها على التضحية والقتال".