مركز أبحاث : سياسات إسرائيل تُهدِّد نظام الحكم بالأردن والملك يرفض الحديث مع نتنياهو

الجمعة 13 مارس 2020 05:11 م / بتوقيت القدس +2GMT
مركز أبحاث : سياسات إسرائيل تُهدِّد نظام الحكم بالأردن والملك يرفض الحديث مع نتنياهو



القدس المحتلة / سما /

قال مركز أبحاث إسرائيليّ إنّ السياسات التي تتبناها حكومة بنيامين نتنياهو تمثل مصدر تهديد لاستقرار نظام الحكم الأردنيّ. وحذر “مركز دراسة السياسة الخارجية والعلاقات الإقليمية لإسرائيل”(ميتيفيم) من خطورة التداعيات الإستراتيجية والأمنية للتدهور الحاصل على العلاقة مع الأردن في أعقاب الإعلان عن الخطة الأمريكية لتسوية الصراع، المعروفة بـ “صفقة القرن” وفي ظل تنكر تل أبيب لمصالح عمان الحيوية.


وفي ورقة تقدير موقف نقلها إلى العربيّة د. صالح النعامي، المُختَّص بالشؤون الإسرائيليّة، لفت المركز إلى إنّ التدهور الذي طرأ على العلاقة السياسية بين الأردن وإسرائيل يمكن أنْ يهدد التعاون الأمني الكثيف الذي يتواصل حاليًا بين الجانبين، إلى جانب أنّه يحمل في طياته خطر التأثير سلبًا على بعض مظاهر التعاون الاقتصاديّ، مُوضحًا أنّ سياسات حكومات نتنياهو التي تعاقبت في العقد الأخير نجحت في تأجيج مظاهر العداء لإسرائيل داخل المجتمع الأردني، وشدّدّ على أنّ ما أثار حفيظة الأردنيين قيادة ومجتمع تمثل في حقيقة أنّ مزيدًا من النخب السياسية الإسرائيلية باتت تنادي باعتبار الأردن الدولة الفلسطينيّة.


وأشار إلى أنّ وصول الجهود الهادفة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى طريق مسدود أسهم بشكل كبير في تعاظم مظاهر العداء لإسرائيل داخل المجتمع الأردني، منوهًا أنّ الخلاف بشأن السياسات التي تتبعها حكومة نتنياهو إزاء المسجد الأقصى زاد الأمور تعقيدًا، مُشيرًا إلى أنّ إقدام إسرائيل على اعتقال المواطنين الأردنيين أثناء زياراتهم للضفة الغربية والقدس دون أي اعتبار لطابع العلاقة مع عمان كان له دور في تأجيج كراهية الرأي العام الأردني لإسرائيل.


ونوه إلى أن إسرائيل لم تعمل على مساعدة الأردن في مواجهة النقص في مياه الشرب، رغم أن الطرفين توصلا إلى تفاهمات سابقة بهذا الشأن، سيما التوافق المبدئي على تدشين مشروع “قناة البحرين”، والذي كان من المقرر أنْ يشمل تدشين محطات تحلية للمياه يستفيد منه كل من الأردن وإسرائيل، مُشيرًا إلى أنّ الكيان تخلّى عن المشروع بحجة تدني العوائد الاقتصادية التي يمكن أنْ تحصل عليها منه، بالإضافة إلى شكوكها بأنه ينطوي على أضرار بيئية، منوها إلى أنّه كان يجدر بتل أبيب أنْ تتوافق مع عمان على بدائل أخرى تعزز العلاقة بين الجانبين.


ولفت إلى أن شعورًا قاسيًا يعصف بالقيادة الأردنية بسبب تجاهل إسرائيل لها وعدم احترامها لمواقف هذه القيادة وتجاوزها مصالح عمان وهو ما أحرجها، محذرًا من أنّ السلوك الرسميّ الإسرائيليّ بات مصدر تهديد لاستقرار نظام الحكم الملكيّ.


واعتبر أنّ المثال الأبرز الذي يدل على عدم احترام إسرائيل للقيادة الأردنية يتمثل في التعهدات التي أطلقها نتنياهو بضم منطقة “غور الأردن” ومناطق أخرى في الضفة الغربية على الرغم من أنّ هذه الخطوة ستنعكس بشكل كبير على الواقع في الأردن.


وأشار إلى أنّ “صفقة القرن”، والتي تُشرِّع ضمّ مناطق في الضفة الغربية لإسرائيل أحرجت القيادة الأردنية سيما بعد أنْ تحول الحماس لأفكار الضم إلى  قاسم مشترك بين جميع الأحزاب الإسرائيلية الصهيونيّة، مشيرًا إلى تعهد بيني غانتس، المنافس الرئيس لنتنياهو بتطبيق “الصفقة” وضمن ذلك ضم مناطق فلسطينية.
وحسب المركز فإنّ التجاهل الإسرائيليّ الرسميّ للأردن يتواصل على الرغم من أنّ قيادة الجيش والمؤسسات الاستخبارية في تل أبيب تطالب بضرورة مراعاة مصالح عمان على اعتبار ذلك يخدم مصالح إسرائيل الحيوية، مُشيرًا إلى أن العلاقات الثنائية تدهورت إلى درجة أنّ الملك عبد الله لا يوافق على إجراء أي لقاء أو حديث مع نتنياهو، وهو ما دفع الملك لاتخاذ قراره العام المضي بوقف تأجير منطقتي “الباقورة” و”الغمر” لإسرائيل.


واستدرك المركز أن التعاون الأمني بين الأردن وإسرائيل يتواصل بشكل مكثف، على الرغم من التدهور الكبير الذي طرأ على العلاقات السياسية بين عمان وتل أبيب، وحسب المركز، فإنّه على الرغم من أن مظاهر التراجع في العلاقات السياسية بين الجانبين، إلّا أنّ كلاً من إسرائيل ونظام الحكم في عمان يبديان حرصًا على مواصلة التعاون الأمني بسبب الفوائد التي ينطوي عليها للجانبين، مُحذرًا من أنّ قدرة نظام الحكم في عمان على مواصلة التعاون الأمني مع إسرائيل ستتقلص في حال تواصل التأزم في العلاقة السياسيّة.


يُشار إلى أنّ رئيس الموساد الأسبق، إفراييم هليفي، قال مؤخرًا إننّي أرى خطرًا كبيرًا على اتفاق السلام مع الأردن، ولا أتهِّم المملكة بذلك، بل أُوجِّه أصابع الاتهام لإسرائيل. وأضاف أنّه في السنوات الأخيرة ابتعدت الحكومات الإسرائيليّة على اختلافها عن عمّان، بالإضافة إلى احتقار الأردن والتقليل من وزنه والاستخفاف به، وذلك في نفس الوقت الذي تحوّل وضعه الجيو-سياسيّ إلى سيءٍ للغاية، وذلك بسبب الأحداث التي عاشتها المنطقة، وخاصّةً الحرب الأهلية التي شهدتها سوريّة منذ العام 2011.