طالب الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس بلال النتشة، بمحاربة ومقاطعة المراكز الجماهيرية الإسرائيلية المنتشرة في مدينة القدس وضواحيها رسميا وشعبيا، ردا على مساعي الاحتلال لجعلها بديلا عن المؤسسات التعليمية والثقافية والفنية والخدماتية الفلسطينية الموجودة في المدينة .
وقال النتشة في بيان صحفي اليوم الأربعاء، إن هذه المراكز تستقطب المواطنين المقدسيين، خاصة شريحة الطلبة من خلال تقديم برامج مختلفة، مثل دورات تعليمية مجانية ورحلات ترفيهية مع إسرائيليين، إضافة الى إقامة احتفالات وعروض فنية ومخيمات صيفية مختلطة، والتشجيع على التطوع المدني في مؤسسات الاحتلال، ما يعني تهويد الانسان بالتدريج وبالتكامل والتزامن مع تهويد الحجر والشجر في المدينة المقدسة .
وأضاف ان هذه الاغراءات سخيفة وذات اهداف مستقبلية خطيرة وخبيثة، منها اقناع الجيل الناشئ على الانخراط في صفوف الجيش والشرطة مستقبلا، داعيا لإعمال الوعي الفردي والجمعي بخطورة هذه المراكز على بنية المجتمع المقدسي وهويته الفلسطينية والتي يعمل الاحتلال على استبدالها بهوية اسرائيلية مع مرور الزمن .
واوضح النتشة ان الاحتلال ينشر هذه المراكز في عدد من المناطق الحيوية في القدس، والتي تغص بالسكان مثل وادي الجوز وبيت حنينا وسلوان والثوري وكفر عقب وسميراميس، والتي تعتبر من ضواحي القدس شديدة الاكتظاظ، ما يؤكد ان سلطات الاحتلال لا تركز على قلب المدينة واحيائها فقط، انما انتقلت الى الأطراف في اطار مخطط سياسي يهدف الى دمج من يتم غسل أدمغتهم الى مؤسسات الدولة العبرية .
وشدد النتشة على ان مقاطعة هذه المراكز التي تشكل خطورة على الهوية الفلسطينية والوعي الوطني، هي مسؤولية جماعية رسميا وشعبيا، الامر الذي يتطلب وضع خطط واستراتيجيات مضادة تشمل إقامة مراكز فلسطينية مماثلة تكون مدعومة حكوميا وبمشاركة القطاع الخاص الفلسطيني الذي تقع على عاتقه أيضا مهمة مواجهة مشروع التهويد والأسرلة .
كما دعا النتشة قيادات حركة فتح وقوى وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في القدس كل في موقعه، الى تنظيم حملات توعية مباشرة تستهدف الشباب والأطفال واولياء الأمور بالتعاون مع القائمين على المؤسسات المختلفة في القدس، لوضع خطة مواجهة جماعية لهذا الخطر الذي يتهدد جيلا فلسطينيا بأكمله، مشددا على اننا يجب ألا نترك حيزا فارغا في المدينة ومحيطها دون ان تكون لنا فيه بصمة فلسطينية على الرغم من الحرب الشرسة التي تشنها سلطات الاحتلال علينا .
كما طالب النتشة مدراء المدارس الفلسطينية في القدس بتخصيص مدة زمنية محددة في الطابور الصباحي للتوعية بخطورة الالتحاق بتلك المراكز وعدم الالتفات الى المغريات التي تقدمها بلدية الاحتلال.
ودعا النتشة الى تحرك دولي وعربي واسلامي عاجل لإجبار إسرائيل على وقف سياسة الضم والتهويد في القدس على وجه الخصوص.