دعا الشيخ د. عكرمة سعيد صبري إمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك، جميع الفلسطينيين في ظل تفشي وباء "الكورونا" وإعلان حالة الطوارئ وفرض الحجر الصحي إلى ضرورة الإلتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات الرسمية، وذلك لمنع اتساع رقعة تفشي الوباء.
واضاف" فإن الإنسان؛ أي إنسان، لا يستطيع العيش في المجتمع بكرامة واستقرار وطمأنينة وأمن وأمان إلا إذا تحققت حماية الضرورات الخمس التي أقرتها الشريعة الإسلامية السمحاء الغراء. وهي: الدين، النفس، العقل، النسل، والمال. هذا وإن صحة الإنسان مرتبطة ارتباطاً مباشراً بثلاث من هذه الضرورات، وهي: النفس، العقل، والنسل.وفي السياق ذاته فقد دعا سماحته -بعد الاخذ بالاسباب، والالتزام بالتعليمات- الى وجوب القنوت والتضرع الى الله سبحانه وتعالى ، لصرف مرض الكورونا؛ لِكونه نازلةً من النوازل، ومصيبة من المصائب التي حلَّت بكثير من بلدان العالم، حيث قال تعالى في كتابه الكريم: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"سورة البقرة-الآية 186 فالدعاء هو الرّابط بين العبد المؤمن وربه، وعليه الإلحاح في الطلب من الله عزّوجل. وحسن الظن بالله سبحانه وتعالى أنه سوف يستجيب له.
وعقب سماحته قائلاً: "إنه يقاس على الطاعون والجذام كل مرض معد ، أو وباء مهلك كمرض الكورونا، ومن لا يلتزم بالتعليمات الوقائية وتطبيق الحجر الصحي فهو آثم شرعاً، وهذا ما أميل إليه وأفتي به، والله تعالى أعلم".
وأضاف الشيخ صبري قائلاً: إن رسولنا الأكرم قد أقر مبدأ الحجر الصحي وقاية من الأمراض المعدية، وظهر ذلك جليا في موضوعين وهما: مرض الطاعون، ومرض الجذام. حيث قال عليه الصلاة والسلام "بحق مرض الطاعون: "الطاعون رجز أرسل على طائفة من بني إسرائيل وعلى من كان قبلهم، فإذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع بأرض وانتم بها فلا تخرجوا منها فراراً منه" أخرجه البخاري ومسلم عن الصحابي الجليل أسامة بن زيد رضي اللـه عنهما.
وقال عليه الصلاة والسلام بحق مرض الجذام "فرّ من المجذوم فرارك من الأسد" رواه البخاري وأحمد عن الصحابي الجليل أبي هريرة -رضي اللـه عنه-، والمجذوم هو المصاب بمرض الجذام من الأمراض المعدية وهو عبارة عن تآكل في الأعضاء .