قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير سابق إن "إسرائيل ينتظرها سيناريو قاتم لمستقبلها، لأن الإرهابيين اليهود لم يعودوا يعملون في الخفاء"، على حد وصفه.
وأضاف كارمي غيلون، الرئيس الأسبق لجهاز الأمن الإسرائيلي العام "الشاباك"، في مقابلة مع صحيفة "هآرتس"؛ ترجمتها "عربي21" إن "مستقبل إسرائيل سيتراوح بين أن يكون سيئا، أو سيئا للغاية، لأنه في حال تبنت صفقة القرن الأمريكية لحل النزاع مع الفلسطينيين، فإنها ستطلق العنان لعقيدة دينية يمينية متطرفة ستشعل الفوضى في المنطقة".
وتوقع غيلون، الذي ترأس الشاباك لدى اغتيال رئيس الوزراء الراحل إسحق رابين في تشرين ثاني/ نوفمبر 1995، واستقال بعدها، أن "تشهد المرحلة القادمة جملة من السيناريوهات المرعبة في إسرائيل، بينها هجوم إرهابي على كنيسة السيّدة العذراء بالقدس؛ خلال الأشهر أو السنوات القليلة المقبلة، من قبل المستوطنين الذين يطلقون على أنفسهم اسم "فتيان التلال".
وأكد أن "تحرك الأمن الإسرائيلي تجاه المستوطنين سيكون آنذاك محدودا ومتأخرا؛ رغم أن استهدافهم للكنيسة سيشعل نيرانا هائلة، ويثير موجات جديدة من العداء المسيحي لليهود، مع أن الإرهابيين اليهود لم يعودوا يعيشون على الهامش، وليسوا أعشابا برية ضارة، لأنه حين تم اكتشاف الحركة اليهودية السرية بعد هجماتهم ضد الفلسطينيين في ثمانينيات القرن العشرين كانوا 12 ألف مستوطن فقط، أما اليوم فهناك خمسمئة ألف".
وأشار إلى أنه "لا يوجد صهيوني متدين واحد لم يقرأ كتاب "توراة الملك" لمؤلفيه الحاخامين يتسحاق شابيرا ويوسيف إليتسيور، وهو كتاب عنصري، يحث على العنف، وقتل الآخر، في حين لم يستطع أي نائب عام أو قاض في إسرائيل أن يجري تحقيقا مع الحاخامات المتطرفين، ومحاكمتهم على تصريحاتهم، رغم أنها تمثل خطرا داهما، وتأثيرها مخيف على تلاميذهم".
غيلون، 70 عاما، خدم بقوات المدرعات بالجيش الإسرائيلي، ثم انتقل للمدفعية، وأُصيب في حرب الاستنزاف مع مصر، ومنذ 1972 بدأ العمل في الشاباك، فعمل حارسا ميدانيا، ثم تولى مناصب إدارية رفيعة، من بينها تولي قيادة دائرة الشؤون اليهودية، هيئة التدريب، وقيادة المنطقة الشمالية، ومسؤولية الموارد البشرية والشؤون المالية واللوجيستية.
وأضاف غيلون أن "الشاباك أخطأ في تعامله مع أولئك الحاخامات، ورغم وجود حملة دينية يهودية رامية لجعل إسرائيل تُحكم وفق الشريعة اليهودية، فإن هناك كثيرين من الناخبين اليمينيين الإسرائيليين لا يتمنون ذلك".
على الصعيد السياسي الداخلي، أوضح غيلون أن "هاجس البقاء في المسرح السياسي يؤرق السياسيين في إسرائيل، فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود رهن الدولة وشؤونها حين رفض الذهاب للسجن، مع أن تشكيل حكومة وحدة بين نتنياهو وبيني غانتس زعيم حزب "أزرق أبيض"، سيكون سيناريوها سيئا".
وتوقع غيلون "ألا يظل الهدوء سائدا في إسرائيل خلال الأربعين سنة القادمة، لكن أي حكومة تتولى زمام الأمور في إسرائيل، سواء من اليمين أو اليسار، تفعل ما في وسعها لإخفاء هذه الحقيقة.
غيلون كشف النقاب أنه ونتنياهو "انتميا لمجموعة استيطانية واحدة رفض الإفصاح عن طبيعتها، لكن الأخير انضم إليها حينما زار إسرائيل قادما من الولايات المتحدة، وقد تمتع بمهابة لم تخف على من حوله، وقضيا الليالي يتداولان الأفكار بشأن ما يتطلعون للقيام به عندما يكبرون، حتى أن نتنياهو ردد، وهو ابن 16 عاما، بأنه يريد أن يكون رئيسا للوزراء، ولم يكتف بالتمني، بل تبعه بالمثابرة لتحقيق مبتغاه، رغم أنه بخيل حقا".