مصر ترفض بيان إثيوبيا المهين وتصفه بعدم اللياقة

الأحد 08 مارس 2020 12:50 م / بتوقيت القدس +2GMT
مصر ترفض بيان إثيوبيا المهين وتصفه بعدم اللياقة



القاهرة /وكالات/

​​في تصعيد جديد أعربت الخارجية المصرية عن رفضها جملة وتفصيلاً لبيان وزارة خارجية جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية الصادر يوم 6 مارس 2020 حول قرار مجلس جامعة الدول العربية الصادر يوم 4  مارس 2020 بشأن سد النهضة الإثيوبي،مؤكدةً
​​أن البيان الإثيوبي اتصف بعدم اللياقة، وافتقد للدبلوماسية، وانطوى على إهانة غير مقبولة لجامعة الدول العربية ودولها الأعضاء.
وأضافت الخارجية المصرية في بيان أصدرته اليوم السبت أن تبنى جامعة الدول العربية لقرار يدعو إثيوبيا للالتزام بمبادئ القانون الدولي واجبة التطبيق وعدم الإقدام على أي إجراءات أحادية من شأنها الإضرار بحقوق مصر ومصالحها المائية ما هو إلا إقرار بالمدى الذي باتت إثيوبيا تعتقد أن مصالحها تطغى على المصالح الجماعية للدول ذات السيادة الأعضاء في جامعة الدول العربية والتي تسعي إثيوبيا للهيمنة عليها.
وأكد البيان ​أن قرار الجامعة العربية يعكس خيبة الأمل والانزعاج الشديد إزاء المواقف الإثيوبية طوال مسار المفاوضات الممتد حول سد النهضة، وبالأخص منذ إبرام اتفاق إعلان المبادئ عام 2015، حيث إن النهج الإثيوبي يدل على نية في ممارسة الهيمنة على نهر النيل وتنصيب نفسها كمستفيد أوحد من خيراته. وقد تجلى ذلك في إصرار إثيوبيا على ملء سد النهضة بشكل منفرد في شهر يوليو 2020 دون التوصل لاتفاق مع دولتي المصب، في محاولة منها لجعل مسار المفاوضات رهينة لاعتبارات سياسية داخلية، وهو ما يمثل خرقاً مادياً لاتفاق إعلان المبادئ ويثبت بما لا يدع مجالاً للشك سوء نية إثيوبيا وافتقادها للإرادة السياسية للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن بشأن سد النهضة.
وتابع بيان الخارجية المصرية: “​​وقد ثبتت حقيقة مواقف إثيوبيا بجلاء في عدم موافقتها على اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة الذي أعده الوسطاء المحايدون، وهما الولايات المتحدة الأمريكية بالتنسيق مع البنك الدولي. وكتعبير عن دعمها السياسي، رحبت الجامعة العربية بهذا الاتفاق ودعت إثيوبيا لمراجعة موقفها والنظر في توقيع هذا الاتفاق.
وعلى ضوء سياساتها خلال مفاوضات سد النهضة، فإن إثيوبيا ليس من حقها أن تعطي دروساً لجامعة الدول العربية أو دولها الأعضاء حول الصلات والوشائج التي تجمع الشعوب العربية والأفريقية، وهي الروابط التاريخية التي ليس لإثيوبيا أن تحدد مضمونها. إن مواقف إثيوبيا إزاء موضوع سد النهضة ما هي إلا مثال آخر على منهجها على الصعيد الإقليمي المبني على اتخاذ إجراءات أحادية، وهو ما ألحق الضرر والمعاناة بالعديد من إخواننا الأفارقة.”
ودعت الخارجية المصرية المجتمع الدولي للانضمام للجامعة العربية في إدراك طبيعة سياسة إثيوبيا القائمة على العناد وفرض الأمر الواقع، وهو ما يهدد بالإضرار بالاستقرار والأمن الإقليميين. كما دعت إثيوبيا لتأكيد التزامها بعدم البدء في ملء سد النهضة بدون اتفاق، وللموافقة على الاتفاق الذي أعده الوسطاء المحايدون.
واختتم البيان قائلا: ​​”وختاماً تؤكد وزارة الخارجية أنه لا يزال أمامنا حل متوازن لموضوع سد النهضة يؤمّن المصالح المشتركة لكافة الأطراف ويوفر فرصة تاريخية لكتابة فصل جديد من التعاون بين الدول المشاطئة للنيل الأزرق، وهي الفرصة التي يجب اغتنامها لمصلحة ٢٤٠ مليون مواطن في مصر والسودان وإثيوبيا”.
من ناحيته قال د.محمد نصر علام وزير الري المصري الأسبق إن التصرفات العدائية الفجة للحكومة السودانية تجاه مصر تذكّر بتصرفات وتحركات حكومة السودان بعد استقلاله عن مصر خلال الفترة ٥٤-١٩٥٨ وكان بعدها فرجا حسب تعبيره.
هاني رسلان الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية مجلة ذكّر بقول الشاعر: “لكِ يا مصرُ السَّلامة وسلامًا يا بلادي إنْ رَمَى الدهرُ سِهَامَه أتَّقِيها بفؤادي واسْلَمِي في كُلِّ حين”.
إنها الحرب!
في السياق نفسه، ذكّر مراقبون بعبارة فرعونية منقوشة على جدران مقياس النيل بمعبد حورس بمدينة إدفو تقول: “إذا انخفض منسوب النهر ،فليهرع كل جنود الملك ولا يعودوا إلا بعد تحرير النيل مما يقيد جريانه “.