عالم آثار إسرائيليٍّ ينفي قصة خروج اليهود بقيادة النبي موسى من مصر

الأحد 08 مارس 2020 12:44 م / بتوقيت القدس +2GMT
عالم آثار إسرائيليٍّ ينفي قصة خروج اليهود بقيادة النبي موسى من مصر



القدس المحتلة / سما /

“قصة خروج اليهود من مصر، كما وردت في العهد القديم، لم تحدث، على الأرجح، وهي مجرد أسطورة”. هذا ما استخلصه عالم الآثار الإسرائيلي زئيف هيرتسوغ، الذي قال إنّ اليهود كانوا بالتأكيد في إسرائيل قبل 3000 سنة، لكنّهم لم يأتوا من مصر”.
وتابع في مقالٍ نشره بصحيفة (هآرتس) العبريّة إنّه بعد 72 عامًا، أيْ منذ العام 1948، من الحفريات المُكثفّة في “أرض إسرائيل” (!)، توصّل علماء الآثار إلى نتيجةٍ مُرعبةٍ بأنّ الرواية اليهوديّة لم تكُن، مُضيفًا في الوقت عينه إنّ أعمال الآباء لا يتعدوا كونهم أساطير، فاليهود لم يمُرّوا في مصر، ولم يصِلوا إلى البلاد من مصر، كما أننّا، شدّدّ عالم الآثار الإسرائيليّ، لم نحتَّل هذه الأرض، ولا يوجد أيّ إثبات على إمبراطوريّة دافيد وشلومو، على حدّ قوله.
وأوضح البروفسور هرتزوغ، الذي يعمل في جامعة تل أبيب، إنّ سنوات السبي الطويلة للشعب اليهوديّ في مصر، والهروب الخارق بقيادة موسى عبر البحر الأحمر، ومكوثهم 40 عامًا هي سنوات التيه في صحراء سيناء، والتصديق على وعد الرب للشعب اليهودي على جبل طور سيناء، وصولاً إلى غزو أرض الميعاد، كل هذه القصة مجرد أسطورة، هذه هي الخلاصة التي توصل إليها.  ويضيف: لم يكن بنو إسرائيل في مصر، وما يذكر عن ذلك هو إعادة تركيب لتاريخ لم يحدث مطلقًا.
وذكر عالم الآثار ميشيل هوبينك أنّ علم الآثار في إسرائيل هو علم مشحون بالتوقعات، ومنذ القرن التاسع عشر، يجري التنقيب في الأرض للعثور على أدلّةٍ ملموسةٍ حول تاريخ الشعب اليهوديّ كما جاء في التوراة، لكن، بعد مرور قرن، لم تتوصل الحفائر إلى العثور على ما يؤكّد على هذا التاريخ، بل على العكس من ذلك، تشير الدلائل إلى اتجاهٍ مُعاكسٍ، وتوافِق غالبية علماء الآثار على أنّ معظم قصص التوراة لم تحدث بالفعل، ويجب اعتبارها مجرد أساطير، وحتى عالم إسرائيليّ مثل زئيف هرتسوغ، توصّل إلى قناعة بأنّ البحث عن أشياءٍ لا وجود لها ليس مُجديًا، كما قال.
والسبب الرئيسيّ وراء عدم اقتناع معظم علماء الآثار بالحقيقة التاريخيّة لقصة خروج اليهود من مصر، كما وردت في التوراة، هو الغياب التّام لما يشير إلى وجود بني إسرائيل لدى المصريين القدامى، وتابع أنّ الفراعنة حافظوا على تاريخهم  بكل عناية في النقوش والمخطوطات والمراسلات التاريخية، ولكن لا ذكر في تاريخهم أبدًا لمجموعة ضخمة تزيد عن مليوني إسرائيلي، جاء ذكرهم في التوراة، ولا عن رحيلهم المفاجئ، أوْ هزيمة الجيش المصريّ.
“لا يوجد في العديد من الوثائق المصرية القديمة التي عثر عليها ما يشير إلى إقامة بني إسرائيل في مصر وخروجهم منها، قال هرتسوغ لصحيفة USA Today. وكذلك لم يعثر علماء الآثار على أيّ أثرٍ لبقائهم تائهين 40 عاما في صحراء سيناء، الأمر نفسه ينطبق على الغزو الدمويّ لأرض الميعاد، كما جاء ذكره في التوراة.
والمتداول أنّ الخروج حدث في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، لكن علماء الآثار يفترضون أن هذه القصة أصغر عمرا من ذلك. ومن المرجح أنها مستوحاة من قصة السبي البابلي لليهود، في القرن السادس قبل الميلاد، وهناك أدلة تاريخية على ذلك. وربما حدث شيء من هذا القبيل، في وقت سابق في مصر مع مجموعة صغيرة من بني إسرائيل، وتم تضخيمه في بابل ليصبح نوعا من الأسطورة الوطنية.
وتابع أنّ الأدلة الأثرية على وجود بني إسرائيل في مكانهم الحالي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وكل شيء يشير إلى أن جذورهم تعود إلى هذه المنطقة التي حطوا رحالهم فيها، لافتًا إلى أنّ حضارة أولى المستوطنات الإسرائيلية مشابهة لمستوطنات الشعوب الكنعانية الأخرى: تركوا الأواني الفخارية نفسها، واستخدموا الأبجدية نفسها، وعبدوا الإله (يهوه) نفسه. الشيء الوحيد الذي ميزهم عن بقية الشعوب الكنعانية أنهم لم يكونوا يأكلون لحم الخنزير.
لكن الأمر الأكثر إثارة للصدمة لدى المسلمين والمسيحيين واليهود هو أنهم كانوا يعبدون العديد من الآلهة، إذْ أنّ البروفيسور هرتسوع قال لصحيفة (هآرتس) عام 1999: يهوه، إله إسرائيل، كانت لديه زوجة، وهي إلهة تدعى عشيرة Ashera. كذلك بدأ بنو إسرائيل بعبادة الإله الواحد في القرن العاشر قبل الميلاد، وليس على جبل طور سيناء، على حدّ تعبيره.