سؤال وجواب حول فيروس "كورونا" مع خبراء جامعة القدس

السبت 07 مارس 2020 07:29 م / بتوقيت القدس +2GMT
سؤال وجواب حول فيروس "كورونا" مع خبراء جامعة القدس



رام الله / سما /

على ضوء ظهور فيروس "كورونا" في فلسطين، نشرت جامعة القدس، نشرة لرفع الوعي تجاه هذا المرض، وكيفية التعامل معه تحديدا في ظل تداول العديد من الأنباء والتقديرات المتضاربة غير المبنية على أسس علمية.

ما مدى سرعة انتشار الفيروس؟

يكمن اتساع نطاق انتشار هذا الفيروس في طول مدة حضانته، وهي الفترة الممتدة بين دخول الفيروس الى جسم الإنسان وحتى بداية ظهور الأعراض (تصل لمدة 14 يوما)، ينقل فيها المصاب المرض لمحيطه خلال تلك الفترة، كونه يستمر في حياته الطبيعية خلال فترة الحضانة الطويلة، بما في ذلك الاختلاط اليومي دون اتخاذ إجراءات وقائية لعدم اليقين بأنه حامل للفيروس.

لم تحسم الدراسات العلمية معدل عدد الاشخاص الذي يمكن أن يتسبب حامل الفيروس قبل ظهور الأعراض عليه بنقل المرض لهم، ولكن تشير الدراسات الى ان حامل الفيروس خلال فترة الحضانة مؤهل لنقل العدوى.

كيف ينتقل فيروس الكورونا؟

ينتقل الفيروس من شخص لآخر بذات الطريقة التي ينتقل فيها فيروس الأنفلونزا، من خلال الرذاذ الناجم عن العطس او السعال الحامل للفيروس، الذي قد يستنشقه الآخرين، او قد يقع على الأسطح (كالأبواب والطاولات وغيرها)، وتنتقل الى الايدي عند ملامسة تلك الأسطح التي وقع عليها الفيروس، وتعرض من يلمسها الى احتمالية الاصابة اذا ما لامس الانف او الاذن او الفم، او تناول الطعام بالأيدي التي تحمل الفيروس، وينقلها للآخرين عبر السلام باليد او التقبيل، الأمر الذي يمكن الحد منه من خلال غسل الأيدي بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، واستخدام المعقمات التي تحتوي على كحول الإيثانول بنسبة 70% كحد ادنى، وتنظيف الأسطح التي يكثر ملامستها، كأيدي الأبواب، صنابير المياه في الأماكن العامة، الطاولات، وغيرها.

هل يوجد دواء أو مصل أو مضاد لفيروس الكورونا COVID-19؟

لا، لم يتم التوصل بعد لدواء للفيروس أو الى لقاح مضاد، وتعتمد عملية الشفاء من الفيروس على جهاز المناعة الذاتي، كما هو الحال بالنسبة لأنواع أخرى من فيروسات الانفلونزا، ويتم اعطاء ادوية للتخفيف من الاعراض التي يسببها الفيروس، كالحرارة العالية، وآلام المفاصل، والسعال، وغيرها من الاعراض، مع التأكيد ان حوالي 70% من المصابين لا تظهر عليهم اي اعراضasymptomatic او يظهرون أعراض خفيفة، ونسبة 20% تظهر أعراض قوية، والباقي يظهر عليهم أعراض حادة، وذلك وفقاً للعديد من الدراسات التي نشرتها المنظمات الدولية ذات الصلة، مع الإشارة الى وجود تباين في بعض الارقام في تلك الدراسات، كون الفيروس ما زال حديثاً وتعتمد هذه الأرقام على نتائج العينات الاحصائية والمنهجية المسحية التي تعتمدها كل دراسة.

معطيات كثيرة عن الفيروس ما زالت مجهولة بسبب حداثته، كالمدة التي تعيشها على الاسطح، او درجة الحرارة في الخارج التي تقتله، وما يتم تداوله حول تلك المعطيات يأتي في إطار التقديرات التي لم يتم إثباتها بأدلة علمية حاسمة.

لماذا تختلف الأعراض من شخص لآخر من حيث قوتها؟

التباين في حدة الأعراض يتعلق بمقدار قوة جهاز المناعة الذاتي الذي يختلف من شخص لآخر والتي تعتمد على عدة عوامل، كالسن، وإذا ما كان المصاب يعاني من أمراض اخرى مزمنة تضعف من جهاز المناعة.

أكثر من 80% من الذين اظهروا اعراضاً حادة هم من كبار السن، أو ممن يعانون من أمراض مزمنة تؤدي الى اضعاف كفاءة جهاز المناعة الذاتي.

ما مدى إمكانية اعتبار فيروس الكورونا مرضًا قاتلا؟

تشير الدراسات إلى أن حوالي 97% ممن أصيبوا بالفيروس تماثلوا للشفاء التام من المرض، وهي نسبة مماثلة تقريبا لنسبة الشفاء من الانفلونزا الموسمية، وهي نسبة أفضل بكثير من نسب الشفاء من اشكال اخرى من الانفلونزا كالSARS، او MERS، وحتمًا افضل بكثير من نسب الشفاء من أمراض بكتيرية اوفيروسية أخرى.

اذا لا داعي للخوف، أليس كذلك؟

نعم، لا داعي للخوف، ولكن هذا لا يعني الاتكال أو التعامل باهمال، اذ هناك داعي وضرورة إتباع الإرشادات الوقائية لحماية الذات والاسرة والمحيط، كتلك الواردة في هذه النشرة، الصادرة عن الجهات المختصة، والإكثار من تناول الأغذية الغنية بالفيتامينات، خاصة فيتامين C، كالحمضيات، والكيوي، والفلفل الأخضر.

في ظل عدم وجود دواء، ما هي الطريقة الأفضل للتعامل مع هذا المرض؟

الوقاية هي خط الدفاع الأول والوسيلة الأفضل لمنع تفشي المرض، والوقاية تستوجب إجراءات جماعية، كتلك التي بادرت الجامعة الى اتخاذها، للحد من الحشود والاحتكاك وإجراءات فردية لحماية الذات والمحيط من الإصابة بالفيروس أو نقله، أبرزها التخلي عن العادات التي تزيد من فرص نقل المرض، كالسلام بالبيد والتقبيل والعناق، وضرورة مراعاة ما يعرف بالتباعد الاجتماعي social distancing، التي تستوجب تلافي المناسبات الاجتماعية خلال هذه الفترة، وبالذات المناسبات التي فيها حشود وفي قاعات مغلقة، وضرورة المواظبة على غسل الأيدي بالماء والصابون واستخدام المعقمات التي تحتوي على كحول الإيثانول نسبة 70%على الأقل، ومسح الاسطح التي يكثر ملامستها بالمعقمات، كأيدي الأبواب والمصاعد وصنابير المياه، وغيرها.

ماذا أفعل إذا شعرت بأعراض الانفلونزا؟

الاتصال فورا بمراكز الرعاية الصحية التي أعلنت عنها وزارة الصحة، واتباع التوجيهات، والحد من الحركة قدر الامكان لتقليل امكانية نقل الفيروس الى افراد الاسرة او المحيط.


وشارك في إعداد هذه النشرة، مجموعة من أهم الخبراء في فلسطين في مجال الصحة العامة وعلوم الأوبئة والعلوم الطبية، الذين قدموا هذه المعلومات بناءً على الدراسات والأبحاث العلمية التي تم نشرها حول هذا المرض من المصادر العلمية الرسمية، ومستندين إلى خبراتهم في مجال الأوبئة والرعاية الطبية والعلوم الدوائية، وهم:

الدكتور معتصم حمدان: بروفيسور الصحة العامة، والمدير الأسبق لبرنامج الصحة العامة الوطني في منظمة الصحة العالمية WHO – فرع فلسطين

الدكتور هاني عابدين: عميد كلية الطب، الأستاذ المشارك في الأمراض الصدرية، وزير الصحة الأسبق

الدكتور أحمد عمرو: عميد كلية الصيدلة، الأستاذ المشارك في العلوم الدوائية والأوبئة Epidemiology

الباحث في جامعة الشاريتيه للطب في برلين – ألمانيا

الدكتورة نهى الشريف: الأستاذ المشارك في علوم الأوبئة Epidemiology

الدكتورة رانية أبو سير: الأستاذ المساعد في علوم الدم، الباحثة في العلوم الطبية المخبرية