قال صحفي إسرائيلي إن "هناك جملة عوامل دفعت بتحقيق فوز كاسح لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، من بينها الكاريزما الشخصية، والدوافع الأمنية، والتحريض على العرب، وكل هذه الدوافع أثرت على فوزه، ولكن ماذا عن الفساد؟".
وأضاف آساف فريدور، المحاضر في جامعة تل أبيب، في مقاله على موقع زمن إسرائيل أن "فوز نتنياهو تم رغم أننا أمام ثلاث لوائح اتهام بالفساد موجهة إليه من مختلف مؤسسات الدولة القانونية والقضائية والشرطية، لكنها لم تؤثر -كما يبدو- على تأييد الجمهور الإسرائيلي لنتنياهو".
وأشار فريدور، المهتم بقضايا الحكم والديمقراطية، أن "كل ذلك يؤكد أن الإسرائيليين لم يعودوا مهتمين كثيرا بفساد السلطة ونظام الحكم، لكن لمزيد من الدقة فإنه في طور الاعتبارات التي وضعها الناخب الإسرائيلي بين يديه لدى توجهه إلى صناديق الاقتراع، فإنه لم يضع موضوع الفساد عاملا حاسما في اختياراته الانتخابية والتصويتية حين يدعم هذا المرشح أو هذا الحزب".
وأكد أن "من يرى في الفساد مشكلة داخلية حقيقية في إسرائيل، وعمليتها الانتخابية، هم أولئك الـ120 مسؤولا إسرائيليا ممن وقعوا على عريضة رفعوها إلى رئيس الدولة رؤوفين ريفلين، ولأعضاء الكنيست الـ120، وطلبوا منهم عدم تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة القادمة".
وأوضح أننا "أمام شخصيات رفيعة المستوى ممن حازوا على جوائز الدولة في مجالات مختلفة، ورؤساء جامعات وأكاديميين من شتى التخصصات".
وأكد أننا "أمام العريضة الثانية التي يستلمها ريفلين في مدة زمنية قصيرة، فقبل وقت قصير أرسل 540 طيارا وضابطا من سلاح الجو، وطالبوه بعدم منح نتنياهو فرصة تشكيل الحكومة القادمة؛ بسبب تورطاته في قضايا الفساد السلطوي، ومن الواضح أن هؤلاء الطيارين قد وصلوا إلى هذا الاستنتاج، ربما لأنهم ينظرون للدولة من مكان عال، ويطلبون من الحكومة أن تمثل قيم الدولة التي يجب أن تكون حاضرة في شخصية رئيس الحكومة".
وأضاف أن "واحدة من التعريفات الأكاديمية للفساد هي استخدام مؤسسات الدولة لأغراض شخصية، وفي هذه الحالة يتخذ الجمهور قرارا بعدم انتخاب من يلجأ لمثل هذه الأساليب لتمثيل الجمهور في تنفيذ مصالحه العامة، مع العلم أن نتنياهو متورط في قضية بيع الغواصات، ما عرّض أمن الدولة للخطر خدمة لأغراض سياسية وحزبية عشية الذهاب إلى الانتخابات".
وأكد أن "الغريب أن الجمهور الإسرائيلي لم يخرج إلى الشوارع للمطالبة بإسقاط رئيس الحكومة المتهم بالفساد، ولم يطلب خوض صراع معه لإسقاطه، وقد كانت أمام الجمهور الإسرائيلي فرصة لمنع تدهور النظام السياسي الإسرائيلي إلى مستويات أخرى من الفساد، وخوض صراع على صورة الدولة ومستقبلها".