اعترف أكاديمي إسرائيلي بارز، بفشل مختلف زعماء وحكومات "إسرائيل" في التعامل مع قطاع غزة، محذرا من خطورة نقل فصائل المقاومة الفلسطينية خبرتها العسكرية إلى الضفة الغربية المحتلة.
ورأى الأكاديمي الإسرائيلي حاييم مسغاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف" أنه "ليس للجرح الملتهب الذي يسمى قطاع غزة، أي سبيل للشفاء؛ فهو معنا منذ نهاية حرب 1948، وهناك عدد لا يحصى من محاولات التصدي له فشلت".
وأضاف: "موشيه دايان (وزير حرب إسرائيلي سابق) كان بين البارزين في قائمة طويلة من العسكريين، ممن اعتقدوا بأن لديهم حلا جيدا؛ وبعده جاء الكثيرون"، لافتا أن "عشرات الآلاف من العرب (الفلسطينيين) اندفعوا إلى هناك من المدن التي احتلها الجيش الإسرائيلي خلال الحرب، أصبحوا لاجئين إلى الأبد، وبقوا على وضعهم"، بحسب قوله.
وذكر مسغاف، أن "الأونروا تشكلت لهم ولأجلهم، ولا أحد غير معني بحلها، إذ إنها توفر مصدر رزق لآلاف الأشخاص، ومع ذلك لا يمكن القول بأن الوضع بقي ثابتا، فمنظمات مختلفة سيطرت بين الحين والآخر على القطاع، وفي كل مرة لم تتغير سوى الأسماء".
وأفاد بأن "مصر لم ترغب في غزة في أي مرة، وحاول مناحيم بيغن (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق) أن يفرض على أنور السادات (الرئيس المصري الأسبق) تلقي المسؤولية عن القطاع في إطار اتفاق السلام، لكنه رفض، وكل مناطق سيناء أعيدت إلى مصر، وبقي قطاع غزة كالشوكة في حلقنا".
ونوه إلى أنه "في إطار خطة القرن للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توجد محاولة لجعله جزءا من الدولة الفلسطينية، من خلال ما يسمى "الممر الآمن"، ولكني لا أرى كيف يمكن لمثل هذا المبنى أن يعمل"، محذرا من أن يتم عبر ما يسمى "الممر الأمن"، نقل المنظمات والفصائل الفلسطينية "مجالات عملها إلى الضفة"، في إشارة منه إلى محاولات المقاومة الفلسطينية نقل خبرتها في مقاومة الاحتلال إلى الضفة الغربية المحتلة.
وتابع: "كل هذه حقائق لا يمكن الكفر بصحتها؛ ومع ذلك في كل حملة انتخابات تصعد مسألة الحل للعناوين الرئيسة، فمن ليس وراء دفة الحكم يطلق الوعود، ولكن الجميع يعرفون بأنه لا يوجد حل حقيقي".
وأكد الكاتب، أن "أي حملة أخرى ودخول بري آخر لن يجديا نفعا، والكل يعرف هذا ومن الأفضل لسكان غلاف غزة أيضا أن يتعلموا كيف يتعايشون مع هذا الوضع وانعدام الحل".
وقدر أن ما تقوم به قطر من تحويل الأموال للقطاع بعد أن أوقف رئيس السلطة محمود عباس تحويل الأموال إلى غزة، "لن يكون حلا عمليا في غزة"، مضيفا: "جربت إسرائيل حتى الآن كل شيء، فرابين وبيرس سلما السيطرة في القطاع لياسر عرفات، وهذا لم يجد نفعا، وأرئيل شارون واصل ذات الطريق وأخرج من مستوطنة "غوش قطيف" آلاف العائلات اليهودية" التي كانت تستوطن في القطاع.
وبين أن الفصائل الفلسطينية "تواصل عادتها، ولا يوجد أي سبيل لإبعادها من هناك، مثلما هو الوضع في جنوب لبنان، فإيهود باراك أمر بانصراف الجيش الإسرائيلي من هناك، وتسبب بتطوير منظمة عنيدة (حزب الله) مع أكثر من 100 ألف صاروخ بعضها دقيقة بشكل رهيب، وحزب الله يجلس في هذه اللحظة بهدوء، وبالتأكيد ليس بسبب مخاوفه من القيادة الإسرائيلية الحالية، وذلك لأنه إذا ما أرادت إيران، فكل شيء سيحصل".
وقال مسغاف: "لقد مللنا سماع كل أولئك الذين يعدوننا بأن لديهم الحل، كثيرون وعدوا في الماضي بذات الأمر وفشلوا"، مؤكدا أنه "لا يمكن إيقاع الهزيمة بهذه المنظمات؛ لا يوجد أي سبيل للضغط عليها".
ونوه أن "أمريكا تعلمت هذا، فيمكن لها سحق رأس آخر تلو آخر، ولكن الجسد يواصل إنتاج الرؤوس الجديدة، كما أن أعمال الرد لا تساعد إلا للحظة، وهذا أيضا ليس دوما".
وفي ظل هذا الواقع، شدد الأكاديمي الإسرائيلي، على وجوب عدم "التنازل حتى ولا عن شبر واحد من الأرض من غربي نهر الأردن، وعلى الجيش الإسرائيلي أن يسيطر في كل الأرض والبلدات المدنية، التي يجب أن تكون جزءا من منظومة الدفاع، لأنه لا سبيل آخر لضمان سلامة السهل الساحلي ومنع دخول المنظمات المسلحة بالصواريخ إلى الضفة الغربية".