استعان مقربون من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بخدمات شركة الاستخبارات التجارية الخاصة CGI Group، لجمع معلومات محرجة من شأنها أن تورط رئيس قائمة "كاحول لافان" بيني غانتس، في إطار الحملة الإعلامية التي تسبق انتخابات الكنيست الـ23 المقررة في الثاني من آذار/ مارس المقبل.
وكشفت صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية الإسرائيلية في تقرير نشر مساء اليوم، الثلاثاء، أن العلاقة التجارية تشكلت بين شركة التجسس الخاصة وهيئة تابعة حزب الليكود، التي استأجرت خدمات شركة التجسس وتولت دفع تكاليف الخدمات.
وشددت الصحيفة على أن الشخص الذي لعب دور الوسيط بين الهيئة الحزبية في الليكود والشركة الاستخباراتية الخاصة، هو "أحد الأشخاص المقربين للغاية من عائلة نتنياهو". وأشارت إلى أن قيمة الصفقة تقدر بمئات الآلاف من الشواقل. ومن غير المعروف ما إذا كانت الهيئة الحزبية قد سددت كلفة الخدمات الاستخباراتية التي تتعلق بمعلومات حول غانتس.
وبحسب "ذا ماركر" فقد تم التعاقد مع CGI Group منذ عدة أسابيع للحصول على مستندات مختلفة تتعلق بالاتصالات القائمة بين "كاحول لافان" مع شركة "تسور تكشوريت" المملوك لمستشار حملة غانتس الانتخابية، رونين تسور.
وطلبت الهيئة الحزبية المتعاقدة مع شركة التجسس التجاري، وفقًا لـ"ذا ماركر"، فحص طلبات من "كاحول لافان" بتعيين أشخاص معينين (لم تحددهم) في مكتب "تسور تكشوريت" للاستشارات الإعلامية الأمر الذي قد يفيد حملة الليكود.
وأفاد التقرير بأن الطرف المتعاقد مع CGI Group سعى للحصول على العقد الذي أبرمه غانتس و"كاحول لافان" مع شركة "تسور تكشوريت"، وحتى هذه اللحظة، من غير المعروف ما إذا كان الغرض من التعاقد مع شركة التجسس التجارية قد تحقق.
ولفت التقرير إلى التسريبات التي تداولتها وسائل الإعلام الإسرائيلية عشية انتخابات نيسان/ أبريل 2019 من مقاطع مسجلة ومصورة لمناقشات داخلية في "كاحول لافان" ما أضر بصورة القائمة خلال حملتها الانتخابية وتسبب لها بأضرار جسيمة انتخابيا، بينما أفيد حينها بأن هاتف غانتس الخاص تعرض لاختراق من قبل أطراف مرتبطة بإيران.
وكانت "كاحول لافان" قد تعاقدت مع شركة CGI Group لفحص احتمال تعرض غانتس بالإضافة إلى مسؤولين آخرين في قائمة "كاحول لافان" إلى اختراق هواتفهم أو أجهزتهم الشخصية من قبل أطراف خارجية، أو إذا ما كانت التسريبات التي نشرت بوسائل الإعلام تم الحصول عليها عبر اختراق أجهزة مسؤولين في القائمة. علما بأن الشركة مملوكة تسفيكا نافيه والرئيس السابق لجهاز الشاباك، يعقوب بيري، الذي كان عضو كنيست عن "يش عتيد" - أحد مكونات "كاحول لافان".
وكانت التقرير الذي أعدته شركة CGI Group في إطار تعاقدها مع "كاحول لافان" قد خلص إلى أنه هناك إمكانية كبيرة أن تكون أجهزة مسؤولين في القائمة قد تعرضت للاختراق فعلا من قبل أطراف خارجية، يذكر أن تقرير الشركة الخاصة تسرب إلى وسائل الإعلام، ما أثار نوعًا من الريبة في تعاطي "كاحول لافان" مع الشركة.
وبعد انقطاع الاتصالات بين شركة CGI وقائمة "كاحول لافان"، توجه أحد أكثر المقربين من عائلة نتنياهو بمكتب التحقيق الخاص في CGI Group واستأجر المكتب بغرض الحصول على مواد تدين "كاحول لافان" على أمل أن تكون سلاحًا قد تكسر حالة التوازن بين المعسكرات السياسية في إسرائيلية خلال الحملة الانتخابية للكنيست الـ23. وفي الأيام الأخيرة، قام نجل رئيس الحكومة، يائير نتنياهو، بتغريد عدد من التغريدات على تويتر تطرق من خلالها بشكل غير مباشر للمعلومات التي تم استئجار خدمة الشركة الخاصة لتحليلها.