كشف عضو المكتب السياسي لحركة حماس، صلاح البردويل، عن نقطة الخلاف التي أعاقت قدوم وفد المنظمة إلى قطاع غزة.
وقال البردويل إن حركته منذ اليوم الأول بدأت بالتنسيق لزيارة وفد المنظمة، وطلبت لقاءً خماسيًا يجمع حركته والجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية وفتح، وألا يكون ثنائيًا بين حماس وفتح فقط.
وأضاف خلال لقائه على قناة "فلسطين اليوم" ليلة أمس، أن اللقاءات الثنائية أثبتت فشلها وتؤدي إلى مزيد من الانشقاق، لافتًا إلى أن وفد "فتح" الذي كان في غزة طلب لقاءً ثنائيًا مع حماس.
وأوضح أن "فتح" تصر لغاية الآن على الالتقاء ثنائيا بحماس وتقول إنه لا يوجد بينها وبين الفصائل أي مشكلة إنما المشكلة مع "حماس"، معتبرًا أن تفكير "فتح" "عقيم وتقليدي" وينم عن عقلية "هيمنة".
وأكد أنه لا يوجد من يمنع قدوم الرئيس محمود عباس إلى غزة، لافتاً إلى أن رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بادر ودعاه لذلك.
وبين أن وفد "فتح" عندما وصل لغزة طلب لقاء ثنائيا مع "حماس"، لافتاً إلى" موقف حركته باللقاء كما تم الاتفاق سابقا مع كل الفصائل بما فيها فصائل المقاومة، ثم تبدأ اجتماعات فصائلية دون فصائل المقاومة لكنهم تراجعوا عن ذلك"، وفق البردويل.
وتابع:" يجب احترام فصائل المقاومة، ونحن في مرحلة بحاجة إلى الجميع"، مشدداً على ضرورة إجراء حوار وطني قوي لوضع أسس لمواجهة صفقة القرن والاحتلال.
وعلق البردويل على التهديدات الإسرائيلية المتواصلة ضد قطاع غزة، محذراً من إمكانية أن يقوم الاحتلال بتنفيذ عملية اغتيال نوعية في القطاع.
وقال:" نرى أن هذه التهديدات تتمثل في الدعاية الانتخابية لنتنياهو والتي يحاول من خلالها تسويق نفسه بأنه حصل على صفقة كبيرة جدا تؤهله أن يكون الأكثر أهمية في تاريخ القيادة الإسرائيلية ويحاول أن يصعد فيها من أسهمه وأوراقه الانتخابية مقابل المعارضة".
وأكد ضرورة أن تؤخذ هذه التهديدات على محمل الجد، متابعاً:" قد لا يكون المقصود عدوان كبير ولا أعتقد أن تقوم إسرائيل بذلك في هذه المرحلة لأنه يحتاج لمساحة في الوقت واستقرار في النظام السياسي الإسرائيلي".
وأردف البردويل قائلاً:" قد يكون ذلك وهو الأرجح من خلال عملية عسكرية يقوم فيها باغتيال أحد قادة المقاومة في غزة أو خارجها.. ومن الممكن أن يقوم الاحتلال بعملية اغتيال نوعية في القطاع وهذا الذي يعتبره ضربة كبيرة جداً للمقاومة وللروح المعنوية".
كما حذر عضو المكتب السياسي لحماس، نتنياهو من الإقدام على هذه الخطوة، قائلاً:" إذا قام بذلك سيواجه صعوبة كبيرة جداً تودي به وبكل آماله الانتخابية بلا عودة".
وأكد أن المقاومة ستوجه لنتنياهو ضربة قوية جداً. وبحسب البردويل، فإن الاحتلال يعلم أن عملية عسكرية واسعة في غزة مغامرة كبيرة جداً سيفقد فيها كثير من الجنود والآليات وسيفاجئ بأن المقاومة غير عادية كما عرفها وفي النهاية سينسحب لأنه لا يوجد هدف سياسي من احتلال القطاع.
وأكد البردويل أن الاحتلال لن يتمكن من إسقاط حركة حماس وسيواجه ضربة عسكرية نوعية كبيرة جداً قد لا يتوقعها في أي عملية سواء اغتيال أو اجتياح لقطاع غزة.
وشدد على ضرورة أن تظل شعلة المقاومة مشتعلة، وأن يفهم الاحتلال أنه في كل لحظة يجب أن يكون مستعداً لخطر وجوده، حيث أن" الاحتلال سيعجل نهايته إذا أراد عكس الأمر وحسمه مع المقاومة".
من جهته، قال امين سر المجلس الثوري لحركة فتح ماجد الفتياني، إن زيارة وفد عضوي اللجنة المركزية لحركة فتح لغزة لعدة أيام تدلل على الانفتاح الكبير من الحركة على فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، من خلال الاجتماعات التي عُقدت.
وأضاف: الادعاء التي تتحدث به حماس أننا اشترطنا عقد لقاء ثنائي غير صحيح على الإطلاق.
وبحسب الفتياني، حماس حاولت الزج بأطراف أخرى من أجل "تعويم الملف" من خلال عقد اجتماع عام يضم شخصيات وقوى في قطاع غزة، وذلك بعيد عن الإطار الرسمي الذي يمثل الحالة الفلسطينية.
وتابع: حماس ساوفت وماطلت في ملف زيارة وفد فتح وفصائل المنظمة لغزة، وعاد وفد اللجنة المركزية إلى رام الله دون أن تبدي حماس أي رغبة في لقائه.
وشدد الفتياني على أن حركته لم تغلق الباب يومًا حول إنجاز الوحدة الوطنية.