شهادات حية.. هكذا انقضى "الأسبوع الكابوسي" على سكان الغلاف

الإثنين 10 فبراير 2020 03:25 م / بتوقيت القدس +2GMT
شهادات حية.. هكذا انقضى "الأسبوع الكابوسي" على سكان الغلاف



القدس المحتلة / سما /

ضاقت الأرض بسكان غلاف غزة ذرعاً من الوضع الراهن، حيث عادت القذائف الصاروخية مرة أخرى، وأصبحت البالونات الحارقة وصفارات الإنذار وهروب الأطفال إلى الملاجئ، من روتين حياة سكان جنوب إسرائيل.
 
بالتزامن مع افتتاح مهرجان "الجنوب الأحمر" في نهاية الأسبوع الماضي، فقد كان الأسبوع الماضي الأصعب في المنطقة منذ جولة القتال الأخيرة، إذ أطلقت سبع قذائف صاروخية وأكثر من 40 بالون متفجر سقطت في إسرائيل تم إطلاقها من قطاع غزة.
 
 بسبب ذلك الروتين القاتل اقتصرت مطالب سكان غلاف غزة، من اليمن واليسار، فقط بتوفير حالة من الهدوء وتركهم يعيشون بأمان.
 
إحدى سكان مدينة "سديروت" قالت: "لقد مر علينا أسبوع عاصف بما تعنيه الكلمة على دولة إسرائيل ودولة غلاف إسرائيل".
 
وأضافت، في الوقت الذي نحتفل ومنشغلين في صفقة القرن والسيادة على الضفة الغربية، هناك من يثبت لنا أنه حتى في شمال غرب النقب، يجب تطبيق السيادة على الفور.
 
وتابعت "أخبرتني أمي هذا الأسبوع عن صبي صغير كان قد رأى مجموعة بالونات موصول بها عبوة متفجرة تنفجر فوقه في حديقة ترفيه للأطفال، عاد إلى البيت يرتعد خوفاً لوجبة العشاء وأيضاً اضطر للركض للغرفة المحصنة بسبب "صفارات الإنذار".
 
 بعد ساعات من التوتر كهذه، عندما ذهب للنوم استيقظ على صوت قصف الجيش الاسرائيلي وفي اليوم التالي يستيقظ للروتين العادي.
 
وتساءلت المستوطنة، ما الذي يجب أن يحدث في دولتنا " أقصد الغلاف" من أجل وقف هذا الواقع؟ 
 
الجواب فظيع لكنه معروف مسبقاً "فقط عندما لا سمح الله عبوة متشظية مثل كهذه تنفجر في حديقة ترفيه للأطفال مليئة بالأطفال، بدون وجود صفارات إنذار وعدم القدرة على الدفاع – حينها فقط سيتحرك شخص ما".
 
" يكفي من هذه السياسة المثيرة للاشمئزاز من الاحتواء والتراخي"
وأضافت، "سكان الغلاف يطلبون توجيه ضربة قاضية لحماس ضربة حقيقية ربما تعيد لنا شيء من الكرامة الوطنية، وتتيح لنا أن نعيش هنا هذه الحياة الساحرة والطبيعية في أجمل بلد في العالم".
 
"ولا ديغيلوف" هي مستوطنة آخرى من سكان مدينة "سديروت" التي ركضت مع طفلتها باتجاه الغرفة المحصنة واصيب طفلها الصغيرة.
 
سردت قصتها فقالت، كنت على الدرج وأدركت أنني سأسقط للأمام مع طفلتي وهي بين يدي كل ذلك حدث خلال ثواني التفت مع ظهر ي وسقطت بينما كانت الطفلة في يدي لم تسقط من يدي ولم تسقط على الارض وكلانا أصبنا من الدرج في برؤوسنا ".
 
وأصلت حديثها تصف ما حدث في ذلك المساء قائلة " لقد وضعتها للحظة في العربة لأنني شعرت أنني لا أستطيع الاحتفاظ بها. ثم استغرق الأمر عدة ثوان وأدركت أن الفتاة قد تلقت ضربة وأنها تبكي، قلت لزوجي " اتصل علي الإسعاف وعندما وصل في غضون دقيقتين بعد أن جردوها من الملابس وفحصوها قرروا نقلها إلى المستشفى ".
 
 قالت "ميراف كوهن" إحدى سكان كيبوتس "كيسوفيم" (أن سكان "سديروت" وكذلك في كيبوتسات والمجلس الإقليمي "أشكول"، "شاعر هنيغيف"، "خوف أشكلون" يواجهون البالونات المتفجرة التي أصبحت الروتين اليومي لسكان الغلاف. "بعد التفكير في أننا رأينا كل شيء بالفعل وشهدنا كل شيء فإن الوضع الأمني في غلاف غزة في الأيام الأخيرة يوقفنا أمام معضلات جديدة وأكثر صعوبة، وأكثر تحديات، وفي الأساس أكثر من ذلك بكثير لا يطاق".
 
"الروتين الذي يشمل إطلاق البالونات على مدار الساعة وإطلاق قذائف الهاون وصواريخ القسام على بشكل يومي هو روتين لا يمكننا قبوله ولن نقبل أن يكبر أطفالنا على ذلك.
 
الانفجارات الكثيرة والمخيفة التي تهز بيوتنا وأنفسنا هي ليست ضجيجاً في الخلفية يجب أن يتعرض له المدنيين".
 
واتهمت قائلة " لا ينبغي أن يخاف الأطفال في أي مكان في العالم من البالونات، ويجب علينا نحن وآبائهم، وكذلك مسؤولي الأمن ألا نحذرهم مراراً وتكراراً من تلك البالونات التي تهدد حياتهم.
 
طالبت بعقد جلسات نقاش طارئة حول القضية والعمل على السماح لسكان النقب الغربي بالأمن الطبيعي والشخصي في الوقت نفسه دعا كوهين الجمهور إلى القدوم إلى المهرجان وعلى "لمساعدة الشركات المحلية، الذين يتعاملون مع وقاع يجعل وجودهم صعباً لفترة طويلة جداً".
 
أعرب "شارون كالديرون" أحدى سكان كيبوتس "صوفا"، عن إحباطها لما وصفته بتدهور الوضع الأمني في المنطقة.
 
 وقالت " لقد عادت أصوات الداعية  للحرب إلى كونها ضجيج حرب، كل هذا إلى جانب أجمل وقت في السنة في الجنوب".
 
 " الليالي بلا نوم، نحن في حالة تأهب على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ونحاول نقل الهدوء إلى الأطفال الذين يعانون من الضغط الشديد.
 
 ترتفع نسبة الإحالات إلى مراكز الحصانة بوتيرة مذهلة، ومرة أخرى نشعر أننا غير معنيين لأي أحد، لا توجد حكومة ستتحمل المسؤولية على ما يحدث هنا". 
 
هناك من يعتقد من بين سكان المنطقة أنه ينبغي القيام بعملية عسكرية في قطاع غزة من أجل إعادة الهدوء.
 
يقول "ألبرت غباي" من "سديروت" "الوضع أصبح لا يحتمل، لا أرى أي حل سوى عملية كبيرة تشمل الدخول البري من أجل استعادة قوة الردع".
 
أنا على دراية بالمخاطر المترتبة على ذلك، لكن أطفالنا ليسوا لقطاء، وليسوا رهائن للمنظمات الإرهابية " لقد بلغ السيل الزبى".