أكد المجلس الوطني الفلسطيني رفضه القاطع لـ"صفقة المؤامرة" الأميركية- الإسرائيلية التي أعلنها ترمب والهادفة لتصفية حقوق شعبنا في تقرير مصيره وعودته إلى أرضه وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة بعاصمتها مدينة القدس على حدود الرابع من حزيران 1967.
وشدد المجلس الوطني خلال اجتماع طارئ لأعضاء المجلس الوطني المتواجدين في الأردن، برئاسة رئيس المجلس سليم الزعنون، في العاصمة الأردنية عمان، على أن حل القضية الفلسطينية لا يكون إلا بتنفيذ قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، وليس كما ذهب إليه ترمب في خطته المشبوهة التي لن تؤدي إلى أي حل، لأنها تنكرت واعتدت على مبادئ وأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقرارات الدولية الخاصة بالقدس واللاجئين وشرعت الاستيطان واقترحت دولة فلسطينية مجزأة بلا سيادة ولا حدود، وابقت سيادة الاحتلال على المستوطنات وغور الأردن.
وناقش الأعضاء خلال اجتماعهم سبل الرد على إعلان "صفقة المؤامرة" الأميركية التي أعلنها ترمب، وبحث كيفية مواجهتها على المستويات كافة.
وحيا المجتمعون الرئيس محمود عباس على صموده الذي عبر موقف الشعب الفلسطيني وارداته في رفض تلك "الصفقة"، والبناء على ما اتخذته القيادة باتخاذ كافة الاجراءات التي تتطلب تغيير الدور الوظيفي للسلطة الوطنية الفلسطينية، تجسيدا لاستقلال دولة فلسطين وتنفيذا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 67/19 لعام 2012 الذي نص على إقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها مدينة القدس على كامل حدود الرابع من حزيران 1967، وتحميل المجتمع الدولي مسؤولية انهاء هذا الاحتلال.
ودعا المجتمعون كافة الفصائل والقوى والاتحادات لتقديم كامل الدعم للوفد الذي قررت القيادة إرساله إلى قطاع غزة لتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وانهاء الانقسام، ودعم الشرعية الفلسطينية بقيادة الرئيس تمهيدا لتوجه سيادته إلى القطاع الصامد.
وتوجه المجتمعون بالتحية والاكبار لاهلنا الصامدين في مدينة القدس العاصمة الابدية للدولة الفلسطينية، مطالبين بتوفير كافة مقومات تثبيتهم في مدينتهم وحماية مقدساتها المسيحية الاسلامية.
وأكدوا تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي خاصة بعد تنكر وتحلل إسرائيل من كافة التزاماتها وفقا للاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، وبعد موافقتها على صفقة القرن، إضافة إلى التأكيد على كافة ما ورد في بيان المجلس الوطني الذي صدر بتاريخ 26-1-2020 بهذا الخصوص.
ودعا المجتمعون إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لتفعيل وتصعيد المقاومة والنضال بكافة أشكاله وصوره في وجه الاحتلال، وتعزيز صمود شعبنا على أرضه، وتمتين وحدته الوطنية لإفشال صفقة المؤامرة الأميركية التي تصادر حق شعبنا في تقرير مصيره.
وثمنوا المواقف المشرفة والمبدئية للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة بقيادة الملك عبد الله الثاني بن الحسين في الدفاع عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، ورفضها لصفقة المؤامرة الأميركية، وتقدير الدور الريادي للبرلمان والشعب الأردني الشقيق في الدفاع عن حقوق شعبنا.
وطالب المجتمعون الدول العربية والاسلامية وبرلماناتها بالالتزام بما أقرته القمم العربية والاسلامية المتتالية في إطار مبادرة السلام العربية والتمسك بكافة بنودها، واتخاذ القرارات والخطوات الكفيلة بموجهة ورفض "خطة ترمب"، مسجلين رفضهم مشاركة بعض ذوي القربى في إعلان المؤامرة، سعيا منهم لاسترضاء إدارة ترمب وحكومة الاحتلال على حساب الحقوق الفلسطينية.
وخاطب المجلس الوطني الاتحادات البرلمانية الدولية والإقليمية، لشرح مخاطر ما يسمى "صفقة القرن" على حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ونيل حريته واستقلاله وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس، ومطالبتها برفض تلك الصفقة المشؤومة التي ستؤدي إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة، نظرا لتنكرها للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، واتخاذ الاجراءات العملية لمساندة لشعبنا في دفاعه عن حقوقه المشروعة.
وثمن المجتمعون كافة المواقف التي رفضت وتصدت لهذه الصفقة المشبوهة من دول وبرلمانات وهيئات إسلامية وكنائس مسيحية، والتي عبرت عن دعم حقوق شعبنا الفلسطيني في نيل حريته ودحر الاحتلال وتحقيق استقلاله على أرضه.