صحيفة عبرية : قرارات الضم قد تتأخر رغم تعجل نتنياهو

الخميس 30 يناير 2020 07:44 ص / بتوقيت القدس +2GMT
صحيفة عبرية : قرارات الضم قد تتأخر رغم تعجل نتنياهو



القدس المحتلة / سما /

على الرغم من التصريحات التي صدرت، الثلاثاء، عن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وأوحت بأن حكومته ستتخذ إجراءات عملية فورية في ما يتعلق بضم مناطق في الضفة الغربية المحتلة إلى السيادة الإسرائيلية، تشير التقديرات إلى أن الخطوات الإسرائيلية في هذا السياق، ستكون بطيئة ومدروسة وبالتوافق مع الجانب الأميركي، بما يتلاءم بنود "صفقة القرن"، وقد تستغرق وقتًا.

ولفت تقرير لصحيفة "يسرائيل هيوم" إلى تحول في موقف نتنياهو الذي يتعجّل خطوات الضم وفرض القانون الإسرائيلي على مواقع في الضفة المحتلة، حتى قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في الثاني من آذار/ مارس المقبل.

وشددت الصحيفة على أنه بعد أن وعد نتنياهو بالحصول على موافقة الحكومة، في جلستها الأسبوعية التي تعقد يوم الأحد المقبل، على قرار فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت، إلا أن المحطين به خلصوا إلى أنه لم يحن الوقت المناسب بعد لإصدار قرار حكومي في هذا الشأن، وذلك لأسباب "فنيّة"، نظرا للحاجة إلى ما وصفته الصحيفة بـ"إجراءات إدارية معقدة وواسعة".

ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة"، أن عملية الضم ستستغرق وقتًا أطول لأنها ستتطلب ترسيمًا للخرائط لمطابقتها مع تلك الواردة في خطة ترامب، بالإضافة إلى ضرورة تنسيقها بدقة مع الإدارة الأميركية، وبالتزامن مع ذلك، يجري العمل مع رؤساء التجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة لضمان إدراج جميع المستوطنات في القرار وفقًا للخطط الرئيسية التي تحددها "صفقة القرن"، والتأكد من أن هذه التجمعات الاستيطانية "لن تتضرر من القرار على المدى الطويل".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رافق نتنياهو في رحلته الأخيرة إلى واشنطن (لم تحدده)، قوله إن "مكتب رئيس الحكومة يعمل بجد على إعداد القرار"، مضيفًا أن الحديث يدور عن "عمل معقد يتضمن خرائط وصور جوية"، وعبّر عن أمله "في استكمال إجراءات إعداد القرار في أقرب وقت ممكن"، حتى يتمكن نتنياهو من طرحه لموافقة الحكومة.

يأتي ذلك بالتزامن مع تراجع سفير واشنطن لدى تل أبيب ديفيد فريدمان، عن تصريحات سابقة أكد فيها أن بإمكان إسرائيل البدء "فورا" بضم غور الأردن، وباقي مستوطنات الضفة الغربية، في إطار "صفقة القرن"، حيث أوضح فريدمان في حديث لصحفيين إسرائيليين بواشنطن، أن لجنة أميركية - إسرائيلية مشتركة سيتم تشكيلها لبحث هذه الخطوة.

جاء ذلك في رد فريدمان عن سؤال إزاء إمكانية اتخاذ إسرائيل خطوة أحادية الجانب، لضم غور الأردن وباقي مستوطنات الضفة إليها، بموجب الخطة الأميركية التي أعلنها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب. وقال فريدمان: "تريد الإدارة الأميركية تشكيل لجنة مع إسرائيل لبحث هذه المسألة"، وأضاف "هذه عملية ستتطلب جهدا ودقة وضمان أنها تتوافق مع خطتنا"، وشدد على أنه "سيتم تشكيل اللجنة في أقرب وقت ممكن، وسنحاول الانتهاء بسرعة، لكني لا أعرف مدة الوقت الذي يستغرقه ذلك".

كما رفض نتنياهو، الإجابة على أسئلة الصحافيين حول الضم، وذلك عندما سأل عن هذه المسألة قبل صعوده على متن الطائرة في مطار واشنطن متجهًا إلى العاصمة الروسية، موسكو، واكتفى بالقول: "ستكون الأمور على ما يرام".

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (كان) عن مصادر لم تحددها أن المسؤولين في قائمة "كاحول لافان" التي تصدرت نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، تواصلوا مع البيت الأبيض، مساء الأربعاء، وحذروا من خطوة أحادية الجانب لفرض السيادة الإسرائيلي في غور الأردن وشمال البحر الميت والمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة في وقت قريب.

وأشارت الهيئة إلى أنه على الرغم من زخم التصريحات التي صدرت عن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية بشأن "الضم الفوري" لمناطق في الضفة الغربية المحتلة، إلا أن الحكومة الإسرائيلية لم تتوجه حتى هذه اللحظة، أي طلب للمستشار القضائي للحكومة، لإصدار وجهة نظر قانونية في هذا الخصوص، وأوضحت القناة الرسمية أن الحكومة لا تستطيع اتخاذ أي قرار حول الضم دون إصدار وجهة نظر قانونية مفصلة "قد يستغرق إعدادها عدة أيام".

وعلى صلة، نقلت "يسرائيل هيوم" عن دبلوماسي غربي قوله: إن "ترحيب الدول الأوروبية بـ‘صفقة القرن‘ ليس مصادفة"، موضحًا أن كوشنر والمنظومة الدبلوماسية في البيت الأبيض، أجروا استعدادات مكثفة قبل إعلان ترامب عن تفاصيل "صفقة القرن"، لتلقي دعم أوروبي ودولي فور طرح الخطة الأميركية، وبرز ذلك في ردود الفعل الأوروبية غير القاطعة في موقفها من الصفقة، بما في ذلك المملكة المتحدة وفرنسا والنمسا وكذلك في الاتحاد الأوروبي.

وأفادت الصحيفة بأن مستشار الرئيس الأميركي وصهره، جاريد كوشنر، أطلع كبار الدبلوماسيين في واشنطن على تفاصيل "صفقة القرن" الأميركية، في إحاطة شارك فيها عدد من السفراء لدى واشنطن، طلبًا دعمهم في تقديمها إلى المجتمع الدولي.