عقد المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" اجتماعا بعد ظهر يوم أمس الأحد الموافق 26/1/2020 استمر حتى ساعة متأخرة من مساء اليوم ذاته وكان على رأس جدول أعماله موضوع الخطة المسماة "صفقة القرن" والمتوقع الإعلان عنها اليوم الاثنين أو غدا الثلاثاء على أبعد تقدير، وبحث بشكل مطول ومفصل بنود الخطة وأبعادها وتداعياتها وأهدافها وسبل مواجهاتها، مؤكدا أنها ليست "حدثا تاريخيا" كما وصفها المجرم نتنياهو أو داعمه البلطجي ترامب، بل وصمة عار في سجل العلاقات الدولية وصفعة للشرعية الدولية وقراراتها، واتفاق ثنائي إسرائيلي-أمريكي لا يخدم إلا مصالح الطرفين الانتخابية والاستعمارية، من جهة، ويستهدف ضرب المشروع الوطني الفلسطيني في الصميم وتصفية القضية الوطنية الفلسطينية برمتها والإجهاز على حل الدولتين المقبول فلسطينيا رغم إجحافه والمدعوم دوليا باعتباره يتضمن أسس ومبادئ الحل الممكنة للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، من جهة ثانية.
وشدد المكتب السياسي لـ"فدا" أن الصورة باتت أوضح من أي وقت مضى وتقف فيها إسرائيل والولايات المتحدة كعدوين سافرين، بشكل جلي وبأبشع أنواع العداء لشعبنا وحقوقه وتطلعاته، يستهدفان شطب هذه الحقوق والانقضاض عليها لتصفيتها برمتها، وعليه لم يعد كافيا ولا مقبولا مراوحة المكان في إعلان الرفض لما تسمى "صفقة القرن"، وهو الأمر المجمع عليه من فصائل العمل الوطني والإسلامي الفلسطيني كافة، وعلى القيادة الفلسطينية المباشرة بشكل فوري وعاجل تطبيق القرارات التي أعلنت عنها في الاجتماعات المتعاقبة للمجلسين الوطني والمركزي واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والقاضية بإنهاء التزامات المنظمة والسلطة كافة تجاه اتفاقاتها مع سلطة الاحتلال (إسرائيل)، ووقف التنسيق الأمني بأشكاله كافة، والانفكاك الاقتصادي على اعتبار أن المرحلة الانتقالية وبما فيها اتفاق باريس لم تعد قائمة، وعلى أساس تحديد ركائز وخطوات عملية للاستمرار في عملية الانتقال من مرحلة السلطة إلى تجسيد استقلال الدولة ذات السيادة.
وطالب المكتب السياسي الكل الفلسطيني بأن يكون بمستوى التحدي الذي تمثله الآثار المدمرة والكارثية لتلك الصفقة على قضيتنا والتصدي لها بكل قوة مؤكدا أن ذلك يتطلب أولا إنهاء الانقسام الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية عبر تطبيق الفوري لكل بنود اتفاق عام 2017 المبرم بالخصوص، وثانيا بعقد اجتماع عاجل للمجلس المركزي الفلسطيني لوضع استراتيجيه فلسطينية جديدة تشحذ الهمم وتستنهض الأوضاع الفلسطينية، وتقطع بشكل نهائي مع كل طرائق العمل السياسي الفلسطيني السابقة؛ لأن التجربة أثبتت فشلها؛ ولأن عجلة التطورات والمواقف والقرارات العدائية الإسرائيلية والأمريكية قد تجاوزتها. كما طالب المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" القيادة الفلسطيني بتكثيف تحركها في موازاة ذلك والعمل مع كل أطراف المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات الدولية لتحمل مسؤولياتهم والانتقال من موقع الرافض والمندد لجملة المواقف والقرارات الأمريكية والإسرائيلية المشار إليها إلى موقع المتصدي إليها عمليا بما يؤدي إلى إفشالها، وأكد أن على جامعة الدول العربية مجتمعة وعلى كل دولة عربية بشكل منفصل مسؤولية قومية كبيرة لاستخدام ثقلها وشبكة علاقاتها ومصالحها لإفشال هذه الصفقة، منوها أن رفض تجاوب الدول العربية والإسلامية لدعوات التطبيع المجاني مع إسرائيل يقف رأس حربة في هذا المجال.
وشدد المكتب السياسي لـ"فدا" أن الحزب بكافة منظماته وفروعه وأعضائه وطاقاته سيكون مسخرا للعمل الميداني مع باقي الأخوة والرفاق في فصائل العمل الوطني والإسلامي الفلسطيني من أجل مواجهة ما تسمى "صفقة القرن" وإفشالها، والاشتباك ومواجهة كل إجراءات وقرارات سلطات الاحتلال الإسرائيلي وحليفتها وداعمتها المتمثلة بالامبريالية الأمريكية، وتم التعميم على كل منظمات وفروع وأعضاء "فدا" ليكونوا في الميدان وينخرطوا مع باقي أبناء شعبهم ويخوضوا هذه الوقفة البطولية والمشرفة، وليثبتوا مجددا أن شعبنا، وكما أحبط على مدار مراحل سابقة من محطات نضاله العديد من مخططات التصفية التي استهدفت قضيته، قادر اليوم على إحباط هذا المخطط التصفوي الجديد، وأنه سيواصل، وأكثر من كل وقت مضى، وبكل حزم وعزيمة وإصرار، مسيرته المظفرة من أجل تجسيد تطلعاته في الحرية والاستقلال الناجز والعودة.
وكان المكتب السياسي استهل اجتماعه بوقوف الرفيقات والرفاق من أعضائه دقيقة صمت إجلالا وإكبارا لأرواح الشهداء وتضحياتهم مجددين العهد على المضي على ذات الدرب الذي ساروا عليه، ومستذكرين عددا من قادة ومناضلي فدا الذين صادفت ذكرى رحيلهم هذه الأيام، كما بحث المكتب عددا من القضايا الداخلية والتنظيمية واتخذ جملة من القرارات الحزبية.