روحاني مهددا: الجنود الأوروبيون بالشرق الأوسط "قد يتعرضون للخطر"

الأربعاء 15 يناير 2020 03:28 م / بتوقيت القدس +2GMT
روحاني مهددا: الجنود الأوروبيون بالشرق الأوسط "قد يتعرضون للخطر"



طهران /سما/

هدد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الأربعاء، بأن الجنود الأوروبيين في الشرق الأوسط "قد يتعرضون للخطر" بعد أن تحدت ثلاث دول طهران بشأن انتهاك اتفاقها النووي.

وتصريحات روحاني، في اجتماع متلفز للحكومة، تمثل أول تهديد مباشر لأوروبا مع استمرار التوتر بين طهران وواشنطن بشأن انسحاب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي، في أيار/مايو 2018.

وقال روحاني "اليوم، الجندي الأمريكي في خطر، وغداً قد يكون الجندي الأوروبي في خطر. نريد منكم مغادرة هذه المنطقة ولكن ليس بالحرب. نريد منكم أن تذهبوا بحكمة. هذا لمصلحتكم".

وتنتشر القوات الأوروبية إلى جانب الأميركيين في العراق وأفغانستان. وتحتفظ فرنسا أيضًا بقاعدة بحرية في أبو ظبي، في حين فتحت بريطانيا قاعدة في البحرين.

وانتقد روحاني التصريحات الأوروبية، التي وصفها بأنها "لا أساس لها من الصحة" والمتعلقة بالاتفاق النووي. وتنتظر إيران توصل أوروبا إلى آلية تستطيع من خلالها طهران بيع نفطها إلى الخارج على الرغم من العقوبات الأميركية.

وقد أعلنت إيران عقب اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري، قاسم سليماني، رفضها الالتزام ببنود الاتفاق النووي، لكنها أعلنت أنها ستواصل السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة مواقعها النووية. كما أكد روحاني، اليوم، على تعهد إيراني طويل الأمد بعدم السعي لإنتاج قنبلة نووية.

وأطلقت الدول الأوروبية على مضض آلية لفض النزاع، أمس، لإجبار إيران على الدخول في مناقشات.

وقال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، أمام البرلمان إن الأوروبيين شعروا بأنهم مضطرون للعمل، رغم اعتراضات روسيا والصين، لأن أي انتهاك للاتفاق يقصر الوقت الذي تحتاجه إيران لإنتاج قنبلة نووية. وبموجب بنود الاتفاق، يعتقد الخبراء أن إيران تحتاج إلى عام لتتمكن من امتلاك ما يكفي من اليورانيوم لإنتاج قنبلة.

في هذه الاثناء، ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية (إرنا) أن السفير البريطاني في طهران، روبرت ماكير، غادر البلاد بعد تلقيه ما وصفته إرنا "إشعاراً مسبقاً" دون إيضاح.

وشددت الخارجية البريطانية على أن عودة ماكير للندن هي رحلة "عمل معتادة" وإنها كانت مقررة قبل احتجازه في طهران. وأضافت الخارجية أنه خطط للعودة لإيران.

وكان ماكير قد احتُجز عقب مشاركته في أمسية تذكارية نظمت في طهران، يوم السبت الماضي، عقب قيام إيران بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية ومقتل 176 شخصًا كانوا على متنها. وسرعان ما تحولت الأمسية إلى احتجاجات مناهضة للحكومة وغادر ماكير بعد ذلك بوقت قصير، غير أن الشرطة ألقت القبض عليه.

أوكرانيا تطالب بالصندوقين الأسودين

وطلبت كييف من ايران تسليمها الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة. وقدمت النيابة العامة وأجهزة الأمن الأوكرانية طلبا رسميا في هذا الصدد للسلطات الإيرانية، كما أوضحت النيابة في بيان، اليوم.

وأكدت النيابة العامة أن "الجانب الأوكراني يبذل أقصى جهوده لضمان فك تسجيلات الصندوقين الأسودين بشكل جيد والحفاظ على الأدلة في التحقيق بالكارثة".

وكانت أوكرانيا أعلنت، أمس، أن مسؤولا ايرانيا كبيرا سيزور كييف في الأيام المقبلة "لتحديد المختبر" الذي يمكن أن يكلف تحليل مضمون الصندوقين الأسودين. وبحسب وسائل الإعلام الأوكرانية فان الوجهة الأخرى المحتملة لتحليل تسجيلات الصندوقين الأسودين هي فرنسا.

وأعلن مسؤولون كنديون، أول من أمس، أن الخبراء الكنديين الذين أوفدوا الى طهران للتحقيق في تحطم الطائرة، سيتفقدون أيضا الحطام وسيطلعون على الصندوقين الاسودين للطائرة.

وأسقطت الطائرة الأوكرانية بصاروخ بعيد إقلاعها، يوم الأربعاء الماضي، وبعدما نفت طهران لأيام مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة ما أعلنته دول غربية حول إسقاط الطائرة، عادت القوات المسلحة الإيرانية واعترفت، صباح يوم السبت الماضي، بمسؤوليتها عن المأساة، متحدثة عن "خطأ بشري".

واعترف وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بالغضب الذي شعر به الإيرانيون جراء سقوط الطائرة. وقال إنه "في الليالي القليلة الماضية، كان لدينا أشخاص في شوارع طهران يتظاهرون ضد حقيقة أنه كُذب عليهم لبضعة أيام." وأثنى ظريف على الجيش الإيراني لكونه "شجاعًا بما يكفي ليعلن مسؤوليته مبكراً."

وأضاف أنه والرئيس حسن روحاني علما فقط بأن صاروخا أصاب الطائرة يوم الجمعة الماضي. وعلم الحرس الثوري الإيراني، الذي أسقط الطائرة، فورا بأنه كان سببا في الكارثة. لا يخضع الحرس الثوري إلا لإشراف المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي.