أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" د. محمود الزهار، أن القضاء على الاحتلال بات ضرورة للمنطقة كلها، لافتا إلى أهمية أن تكون هناك علاقة على تحرير فلسطين، بين إيران والدول العربية التي ترغب بتحرير فلسطين والمقاومة الفلسطينية والدولة السورية واللبنانية.
وأضاف الزهار في حديث متلفز، مساء الاثنين، أن قاسم سليماني الذي اغتيل مؤخرا بغارة أمريكية في العراق، كان أداة إيران في التعامل مع الملف الإسرائيلي وبرنامج المقاومة.
وأكد أن "معركة وعد الآخرة، أقرب مما يتصورها المتشائم". بحسب قوله، مشددا على ضرورة أن يكون هناك "إرادة لتحرير فلسطين، وقوة مادية بالسلاح، وقوة سياسية".
وتابع الزهار : "يجب أن نتقوى بكل القوة التي تمكننا من منع الاحتلال أن يبقى هنا، وإسناد الضفة الغربية، وأن نأخذ الخطوة الاستراتيجية وتحقيق الغايات الكلية، وهي معركة وعد الآخرة".
ونوه الى أن "من يتخوف من إيران يعرف أنها تحقق انتصارات"، لافتا الى أن "الرد الإيراني جاء بعد توفر القرار السياسي والعسكري".
وبحسب الزهار، فإن إيران لم تطلب من "حماس" شيء مقابل دعمها، مضيفا : "نحن بحاجة إلى مساعدات من كل الدول العربية والإسلامية؛ لأن القضية ليست فلسطينية بالدرجة الأولى، إنما القضية عامة".
واستطرد: "الرد الايراني أعطى ردعا لأكثر من طرف، سواء لمن أراد أن يحتمي بأمريكا من الدول العربية وإسرائيل"، مبينا أنه أعطى أيضا "طمأنة لبرنامج المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا وإيران وغيرها".
وألمح الزهار إلى أن "العراق لم تعد دولة واحدة ذات سيادة لذلك تستغلها أمريكا في خدمة سياساتها للانتخابات"، مشيرا إلى أن "أمريكا تريد البقاء في المنطقة لتحقيق مصالحها".
التهدئة الطويلة
وبشأن ما يتم ترويجه حول "التهدئة الطويلة" مع الاحتلال، قال الزهار : "هذه اختراعات لفظية مضللة"، مؤكدا أن الاحتلال لا يقبلها أبدا.
وبين الزهار أن مسيرات العودة جاءت لتقول إن الشارع الفلسطيني وليس المقاومة فقط يريد كامل فلسطين.
إقامة هنية
وفي رده على سؤال حول حقيقة وجود نية أن تكون إقامة هنية في الخارج، أجاب الزهار : "جربنا أن تكون رئاسة الحركة في الخارج عبر أبو الوليد (خالد مشعل)، ولم يتأثر دورها هنا، وكذلك في الداخل"، موضحا أن "حماس مؤسسة ولا يديرها شخص في الداخل أو الخارج".
وذكر أن الهدف واحد وهو "جلب الدعم للحركة والمقاومة وفك الحصار عن قطاع غزة وتخفيف الحصار عن الضفة ومنع التهويد".
وأضاف : "بناء على التقديرات، إذا كانت الإقامة في الخارج أفضل فلا مانع، وإذا كانت في الداخل أفضل فلا مانع أيضا"، مبينا أن القضية ليست في مكان الإقامة إنما بما تحققه.
زيارة سلطنة عمان
وحول زيارة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة إلى سلطنة عمان لتقديم التعازي بوفاة السلطان قابوس بن سعيد، رغم أن الأخير كان قد استقبل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، قال الزهار إن "الغريق يتعلق بأي شيء، وشعبنا غريق؛ لأن الحصار من حولنا خانق وقاتل ووصل إلى مرحلة العلاج والدواء والسفر وغيره".
وأضاف : "نحن لم ندخل بعلاقات تجعلنا تابعين أو تجعل الآخرين تابعين (..) نحاول أن نبني علاقات متوازنة مع الجميع، ونحن شعب عينه لم تغفل عن الاحتلال ونحتاج وقوف كل الدول العربية معنا؛ لذلك لا نتأخر عن إنشاء علاقات".
وتابع إن "من يثق في القيادة الإسرائيلية أنها مشروع سلام، فهو جاهل (..) هذا الكيان بني على الاحتلال، وكل الدول العربية التي شاركت في الحروب تلقت ضربات منه".
وبحسب الزهار، فإنه لم يطرح على حركة "حماس" القبول بشروط الرباعية الدولية، إلا من جهة عربية واحدة -لم يسمها-.
الانتخابات
وتطرق القيادي في "حماس" إلى موضوع الانتخابات. واعتبر أن السلطة الفلسطينية "رمّت هذه الورقة حتى تحمل حماس مسؤولية عدم الانتخابات"، مستطردا : "حينما وافقنا تبين أن إمكانية إجراء الانتخابات بالضفة صفر".
ونوه إلى أن خركته ذهبت للانتخابات؛ لأنها لا تريد أن تتحمل مسؤولية عدم إجرائها، مبينا أنه "حال فازت حماس فيها، ستطبق برنامج غزة، الذي تتخوف السلطة والاحتلال من تطبيقه". كما قال.
وتحدث عن مرحلة ما بعد الرئيس عباس، قائلا إنه "لن يخرج طوعا أو قسرا؛ لأنه مطلوب منه ان يظل في موقعه.. إلا حال التدخل الإلهي (الوفاة)". وفق حديث الزهار.
وقال : "لو حصل التدخل الإلهي، من سيستلم الضفة الغربية بدلا منه وما هو برنامجه (..) الضفة وضعت على هامش القضية الفلسطينية. بقدر الله يُمكن أن تتغير". مضيفا : "إسرائيل استطاعت أن تصهين كل الأجهزة الأمنية، والضفة الغربية دون مقاومة ستبقى هكذا". وفق قوله.
المعتقلون بالسعودية
وبخصوص المعتقلين في السعودية، أكد الزهار أن المشكلة لم تُحل بعد والوضع على ما هو، لافتا إلى وجود محاولات عبر وسطاء من أجل الإفراج عنهم.
وفي ما يتعلق بتطبيع بعض الدول العربية مع الاحتلال، أكد الزهار أن "ما يحدث في الاونة الاخيرة هو عملية تطويع الانظمة الضعيفة"، مشددا على أن "التاريخ يقول إن الانتصار يأتي بالمقاومة لاسترداد الارض".