علق عضو المكتب السياسي لحركة حماس صلاح البردويل، على ما يشاع حول منع مصر رئيسَ المكتب السياسي إسماعيل هنية من دخول أراضيها أو تضرر علاقات الحركة أكثر مع السعودية.
وقال البردويل في تصريحات لصحيفة "فلسطين" المحلية، "لم نبلغ رسميا بأي شيء من مصر، وهذا كلام مصدره ملغوم وقصص غير واقعية مصدرها الاحتلال".
وأشار إلى أن السعودية خففت من إجراء اعتقال أبناء حماس بالمملكة وأفرجت عن بعضهم في الآونة الأخيرة، مؤكدًا أن حركته تسعى لتطوير العلاقة مع الرياض من قبيل أن القضية الفلسطينية ليست قضية حماس بل قضية عربية وإسلامية يجب أن يحملها كل العرب، وأنه ليس بين الحركة والسعودية أي تناقض أو عداء، وأن المملكة هي دولة عربية لها تاريخ طويل في دعم القضية الفلسطينية.
وبشأن إرجاء الوفد المصري زيارته لغزة وإن كانت هناك رؤية مصرية جديدة للمصالحة كما يشاع، أوضح البردويل أنه لم يتم الحديث عن ورقة للمصالحة، وأنه لأسباب فنية معينة غادر الوفد المصري (تل أبيب)، وأن هناك اتصالات يومية بين حماس والمخابرات المصرية، معربًا عن أمله في "حل اللبس الذي وقع" ويعود الوفد ويأخذ دوره، وأن تُحل أزمة البضائع والغاز المصري من خلال الحوار.
وبخصوص مشاركة حماس في تشييع جثمان الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وتعرضها لانتقادات من بعض الأطراف ، ذكر أن ما تراه حماس وتطلع عليه يجعلها في النهاية تتخذ هذا القرار، ومن لا يرى الصورة كاملة يحاول الطعن بقصد إرباك المشهد، كما تفعل السلطة بمحاولة إثارة النعرات بالهجوم على حماس، مشيرا إلى أن الحركة عزت في سليماني وكذلك عزت بوفاة سلطان عمان قابوس بن سعيد.
مسيرة العودة
وفيما يتعلق بمسيرات العودة، قال البردويل إن المسيرات حققت أهدافًا عدة أولها توحيد الفصائل الفلسطينية ووضع قضية عودة اللاجئين على الطاولة وأنها أعادت إحياء القضية الفلسطينية وأسهمت بالتخفيف من الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وأعطت قيمة للبعد الشعبي، وفضحت الاحتلال إعلاميا وقانونيا، مؤكدا أن مواصلة هذا النهج "مهمة جدا".
ورد عضو المكتب السياسي لحماس على من يحاول إظهار أن المسيرات انتهت، بالقول: "إن المسيرة شكل نضالي قد يمر بمرحلة استراحة مقاتل، لكن في المصلحة لا يمكن التنازل عن استمراريتها، وأنها ستُستأنف من جديد".
وبين أن المسيرات تمر حاليا بمرحلة إعادة تقييم وتصحيح وترتيب، من خلال عقد اجتماعات وتحضيرات بالبحث عن وسائل مختلفة لتطوير المسيرات، مشيرًا إلى أنها ستشهد انطلاقة جديدة في 30 مارس/ آذار القادم، بعد ذلك يتم الاتفاق على أن تكون في حراك جماهيري حاشد بالمناسبات الوطنية، والتحرك لإدانة الاحتلال دوليًا.
وعلق البردويل على ما نشره موقع إسرائيلي حول تحضير لواء جفعاتي في جيش الاحتلال لأكبر تدريب عسكري "للمعركة الكبرى" أمام حماس وحزب الله، مبينا أن الشعب الفلسطيني يريد حقوقه وأن القضية ليست معارك بقدر ما هي تحقيق أهداف وطنية.
وقال: "لا نخشى من تهديدات الاحتلال، ونحن لا نبدأ معارك لكننا نستطيع أن ننهيها بالانتصار وأن نواجه الاحتلال الذي عرفنا بالميدان، وهذه المرة سنكون أكثر شراسة وقوة، وهو الذي عليه أن يخشى المقاومة".
الانتخابات
أكد البردويل، أن الشعب الفلسطيني وفصائله ولجنة الانتخابات المركزية، ينتظرون صدور مرسوم الانتخابات التشريعية والرئاسية، مشددًا على أن الكرة الآن في ملعب الرئيس محمود عباس، إذا كانت لديه إرادة حقيقية من عدمها لإجرائها.
وقال البردويل، "كنا ننتظر أن يصدر المرسوم الرئاسي الذي يحدد موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية ثم نتفق على انتخابات المجلس الوطني، لكن عباس لم يصدر حتى الآن مرسومًا، وكأنه كان يتوقع أن ترفض حماس الانتخابات ومن ثم يحمّلها المسؤولية، ويبقى هو في سدة الحكم".
ونبه إلى أنه بموافقة حماس والفصائل على شروط عباس "لم يعد له أي حجة سوى أن يصدر المرسوم".
وأضاف البردويل: "الآن وجد عباس حجة ثانية، ما دام أنه لم يستطع إدانة حماس، بأنه يريد انتخابات يوافق عليها الاحتلال، رغم أنها معركة فلسطينية واشتباك خاصة في القدس"، مشددًا على أنه "ليس شرطًا أن يوافق الاحتلال عليها لإجرائها حيث اتخذ عباس تلك الموافقة شماعة يعلق عليها هروبه من الانتخابات".
وذكر أن عباس لم يقتنع بدعوات الفصائل أن تكون الانتخابات بالقدس ساحة اشتباك، وبدأ يهاجم حماس ويتهمها بأنها تريد انتخابات دون المدينة المقدسة.
وأكد البردويل أن حركته أكدت أنه لا انتخابات دون القدس، وأن المدينة "خط أحمر"، منبهًا إلى أن معركة فرض الإرادة الفلسطينية بالقدس "لا تحتاج لإذن من الاحتلال.. عباس يعرف الحقيقة ويحاول تحميل حماس المسؤولية".
وأضاف البردويل: "للأسف الشديد قيادات في فتح حول عباس يشجعونه على إرجاء العملية الانتخابية ليجدوا فرصة لوراثته، وهذا أمر محزن بأن يصبح القرار الفلسطيني مرهونًا بقيادات فتح المتنفذة وإرادة عباس".
"لعبة خطيرة"
وبشأن إن كان يتوقع صدور المرسوم الرئاسي في ظل ما يرشح من مؤشرات عن موقف عباس، قال عضو المكتب السياسي لحماس: "من الواضح حتى اللحظة أن عباس يصر على عدم إصدار المرسوم إلا بإذن من الاحتلال ويصر على التنسيق معه في الشأن الداخلي الفلسطيني ولا يريد الاشتباك والمقاومة".
وأضاف أن الاحتلال حتى اللحظة لم يُجب بنعم أو لا، لأنه لو رفض الانتخابات سيكون محرجًا دوليًا وسينسف اتفاق أوسلو، لكن عباس يشدد على موافقة الاحتلال لأنه يريد من الأخير الرفض أو عدم الإجابة، عادّا ذلك "لعبة خطيرة وسيئة، وتلاعبًا بمصير الشعب الفلسطيني من العديد من الأشخاص".
ولفت إلى أن حماس كانت حريصة مع باقي الفصائل لا سيما الفصائل الثمانية التي وضعت مبادرة للمصالحة، على أن تبدأ بالاجتماع القيادي الموحد الذي تنتج عنه حكومة وحدة وطنية تشرف على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني تحت قاعدة مواجهة الاحتلال "وأننا أمام مشروع تحرري يمارس حياته الديمقراطية ويعمل على مواجهة الاحتلال".
واستدرك: "للأسف الشديد هذا لم يعجب فتح وعباس، فطرحا موضوع الانتخابات أولا"، لافتا إلى أنه "وأمام إصرار عباس قدمت حماس مرونة كبيرة، ووافقت على أن يصدر المرسوم أولا ثم التحاور حول آليات الانتخابات، مع أنه أسلوب خطأ ووافقت على كل ما اشترطه عباس، وقدمت ردها الإيجابي لرئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر".
وعن استعدادات حماس لخوض الانتخابات، أوضح البردويل أن الحركة لو لم تكن مستعدة لها لما أبدت كل هذه المرونة والتنازل أمام إرادة الشعب الفلسطيني، لأن نسبة 85% من الشعب حسب استطلاعات الرأي تريد إجراء الانتخابات، مؤكدا أن حماس "مستعدة من الصباح لخوضها وأنها لم تتوقف عن التحضير لها كمهرجان وطني مهم".
مروان البرغوثي
وبشأن ما نشرته صحيفة "الأخبار" اللبنانية بأن هناك تمسكًا من حركة حماس بإدراج القيادي في حركة "فتح" مروان البرغوثي في أيّ صفقة تبادل أسرى مقبلة، قال البردويل: "صحيح حماس لن تتنازل عن أن يكون مروان البرغوثي في صفقة التبادل القادمة، وهذا شرف لأي فصيل بأن يحرص على إخراج الأبطال والأسرى الفلسطينيين ومنهم أحمد سعدات وحسن سلامة ونائل ومروان وعبد الله البرغوثي وإبراهيم حامد وغيرهم من الأسرى، ولا غرابة في ذلك لأن حماس من وازع وطني واحترام شديد للمقاومة أخرجت الأسرى قبل ذلك".
وتابع: "حتى في صفقة وفاء الأحرار الماضية كان هناك إصرار كبير من حماس على إخراج مروان البرغوثي، لكنها لم تنجح، وأنها تصر على إخراجه" في صفقة التبادل القادمة.
وقال: "قد يكون البعض لا يرغب بإخراج البرغوثي ويحاول أن يقطع الطريق ويشجع الاحتلال على ألا يوافق على الانتخابات خوفا من أن يضيع مستقبله السياسي أمام البرغوثي، كونه له شعبية كبيرة بالضفة الغربية"، مضيفًا أن بعض القيادات "تريد تغييب الرجل بالسجن، ولا تريد أن يكون ضمن النظام السياسي، لأنه سيعطل مصالحهم الشخصية التي حققوها في غياب قيادات كبيرة بفتح".
وحول حملات الاعتقالات اليومية بالضفة الغربية لأبناء حماس وإن كانت مرتبطة بالانتخابات، أشار إلى أن "الاعتقالات مستمرة منذ مدة طويلة، تتعامل بها أجهزة أمن السلطة دون حس وطني وكل ما يهمهم إرضاء الاحتلال، ولا يريدون أي صوت خارج مخططاتهم في سياسة التنسيق الأمني".
وأردف عضو المكتب السياسي لحماس: "عندما بدأ الحديث عن موضوع الانتخابات، وشعروا أنهم فقدوا شعبيتهم أرادوا تعويض ذلك بإرهاب أبناء حماس بالضفة من خلال الاعتقالات لعدم خوض الانتخابات، كما فعلوا في تجربة الانتخابات البلدية حينما اعتقلوا مرشحي حماس وألغوا الانتخابات في غزة، من خلال الاعتماد على التنسيق الأمني والغدر أكثر"، مشيرا إلى أن السلطة تمارس ذلك خدمة لأجندة الاحتلال وخوفا على مصالح قياداتها الشخصية.