أكد الرئيس محمود عباس، مساء اليوم الجمعة، على تصميمه إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية في أسرع وقت ممكن، مشدداً في الوقت ذاته على التمسك بإجراء الانتخابات تصويتاً وترشيحاً داخل القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين المحتلة.
جاء ذلك خلال اجتماعه مع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، والذي قدم خلاله لأعضاء اللجنة شرحاً مفصلاً عن آخر اتصالاته ولقاءاته المحلية والإقليمية والدولية الهادفة إلى الحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني، المتمثل بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وحل قضايا الوضع النهائي كافة وعلى رأسها قضية اللاجئين والأسرى، استناداً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة والقانون الدولي.
وناقش الرئيس مع اللجنة التنفيذية ممارسات وإجراءات الاحتلال والتي ترقى إلى جرائم حرب ضد شعبنا، وخاصة الضم وتسجيل الأراضي الفلسطينية لدى "وزارة العدل الإسرائيلية"، واستمرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في محاولة شرعنة الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي، ودعم نوايا سلطة الاحتلال في ضم أراضي دولة فلسطين المحتلة، والتي كانت آخرها تصريحات وزير الخارجية مايك بامبيو والتي أعلن فيها أن الاستيطان الإسرائيلي لا يتعارض مع القانون، بل على العكس يدفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الأمام، وكذلك تصريحات السفير الأميركي ديفيد فريدمان التي أعلن من خلالها تأييد بلاده للضم والاستيطان وتهويد القدس.
من جانبها، عبرت اللجنة التنفيذية عن إدانتها لكل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وخاصة في مدينة القدس المحتلة وما حولها، والتي شملت تحويل بلدة العيسوية إلى سجن كبير، وإلى اعتقال محافظ القدس، وعضو اللجنة التنفيذية، ورجال الدين، وأمين سر حركة "فتح"، واعتقال طاقم تلفزيون فلسطين، وغيرها من الممارسات المخالفة للاتفاقيات الموقعة والقانون الدولي والشرعية الدولية، إضافة إلى الإعلان عن بناء آلاف الوحدات الاستيطانية، وبؤرة استيطانية في قلب مدينة الخليل، وسرقة الكرفانات التي قامت منظمة "اوتشا" التابعة للأمم المتحدة بتوفيرها للبدو في بلدة العوجا في محافظة أريحا والأغوار، واستمرت في فرض الحصار على قطاع غزة.
ورحبت اللجنة بتقرير المدعية العامة الدولية للمحكمة الجنائية الدولية فاتوا بنسودا، والذي أكد ارتكاب الاحتلال جرائم حرب في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، وإعلان نيتها فتح تحقيق قضائي مع المسؤولين الإسرائيليين الذين يرتكبون جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني.
وثمنت اللجنة مواقف دول العالم التي صوتت بغالبية ساحقة لمشاريع القرارات الخاصة بالقضية الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة وخاصة تجديد تفويض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) حتى تتمكن من تحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين من الجوانب كافة الى حين حل قضيتهم إستناداً للقرار 194.
وحذرت من إقدام الاحتلال على إغلاق مدارس وكالة الغوث في القدس الشرقية، والتي تدخل في إطار تصفية القضية الفلسطينية تنفيذاً لما تسمى "صفقة القرن"، كما تشكل جزءاً من الهيمنة الإسرائيلية على اللاجئين وعلى العملية التعليمية بكاملها في القدس.
وقدمت تهنئتها لحركة "فتح" بمناسبة الذكرى الـ55 لانطلاقة الثورة الفلسطينية، مؤكدة أن جماهير شعبنا التي شاركت في إحياء هذه الذكرى في دولة فلسطين المحتلة (الضفة، والقدس، وقطاع غزة) وفي الشتات، والتي تميزت هذا العام بالحشود البشرية غير المسبوقة وخاصة في قطاع غزة، تؤكد تمسك الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده بحقوقه الوطنية المشروعة والتي تشمل حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية وحقه في العودة إستناداً لقرار 194.
ووجهت تحية الفخر وإعتزاز وإكبار إلى أسرانا البواسل، وصمودهم الأسطوري أمام السجان الإسرائيلي وطغيانه، وإلى الجرحى الأبطال، وأسر الشهداء. مشددةً أنها لن ترضخ لجميع التهديدات التي تمارس ضد دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الفلسطينية لوقف صرف مخصصاتهم واستحقاقاتهم، معتبرة ذلك أولوية فوق كل الأولويات.
وطالبت اللجنة التنفيذية دول الاتحاد الأوروبي بإلغاء الشروط الجديدة التي تحاول إلزام مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني قبولها، معتبرة هذه الشروط خارجة عن إطار دعم وتقوية مؤسسات المجتمع المدني، حيث سيؤدي عدم إلغائها إلى إضعاف وتراجع هذه المؤسسات.
وأعادت تأييدها التام لإعلان الرئيس محمود عباس لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، بحرية ونزاهة، وبما لا يتعارض مع أنظمة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، مطالبة المجتمع الدولي بإلزام سلطة الاحتلال بعدم الاستمرار في عرقلة إجراء الانتخابات وخاصة في مدينة القدس الشرقية المحتلة.
واعتبرت أن توقيع دولة فلسطين على اتفاقية "سيداو" عام 2014 الخاصة بحقوق المرأة يعتبر إنجازاً وطنياً للشعب الفلسطيني، مشيرةً إلى أن بنود هذا الاتفاق لا تحتوي على أي بند مما حاول البعض ترويجه ضد هذه الاتفاقية.
ووجهت التحية لصمود أبناء شعبنا في مخيمات اللجوء، لافتةً إلى استمرار توفير كل ما يمكن تقديمه لمواجهة التحديات والمشاكل التي تواجههم إلى حين عودتهم إلى وطنهم فلسطين.