قالت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الجمعة، أن اعتقال أفراد خلية الجبهة الشعبية المكونة من 50 عنصرًا بينهم قيادات وكوادر بارزة بالجبهة، منذ نحو شهرين، هدفه سياسي وليس أمني كما ادعى جهاز الشاباك.
وأوضحت الصحيفة، أن معظم المعتقلين طلاب، وأن غالبيتهم ليس لهم أي علاقة بعملية تفجير العبوة في عين بوبين التي وقعت في آب/ أغسطس الماضي وأدت لمقتل مستوطنة. مشيرةً إلى أن غالبيتهم اتهموا فقط بالانتماء للشعبية وبعضهم نقل للاعتقال الإداري.
وبينت أنه تم توجيه تهم سياسية لهم بهدف الانتقام، وللقضاء على هذه المنظمة "الجبهة" التي تقلصت قوتها في السنوات الأخيرة بالضفة، مع حظر أي جمعية سياسية لها بموجب قوانين الاحتلال.
ولفتت إلى أن غالبية أعضاء الخلية تعرضوا لتعذيب شديد وليس فقط سامر عربيد الذي كسر 16 ضلعًا من جسده وتضررت أعضاء جسده الداخلية ونقل في حالة حرجة لأحد المستشفيات قبل أن تتحسن حالته مؤخرًا.
وتحدثت الصحيفة في تقريرها عن الطالبة ميس أبو غوش من مخيم قلنديا والتي اعتقلت ضمن الخلية، حيث وجهت لها اتهامات وصفتها الصحيفة بـ "السخيفة" مشيرةً إلى تعرضها لتعذيب قاسٍ.
وقال والدها محمد أبو غوش إن اعتقال ابنته أصعب عليه من استشهاد ابنه الذي نفذ عملية طعن منذ نحو 4 سنوات.
ووجهت لائحة اتهام ضد أبو غوش تضمنت عملها في لجنة طلاب الإعلام بجامعة بيرزيت، والعمل التنظيمي الطلابي للشعبية، وحمل قنابل مولوتوف، والتواصل "مع عدو"، وحضور مؤتمر حول العودة، وحديثها الإعلامي عبر لقاء إذاعي حول شقيقها الشهيد، وإعدادها مع عدد من الطلاب لمعسكر صيفي خاص بالشعبية.
واستهزأت الصحيفة بما أسمتها انجازات الشاباك الوهمية، خاصةً تلك المعلومة الخطيرة (استهزاء من الصحيفة) بإحباط تشكيل مخيم صيفي للشعبية.
وأشار والد الفتاة، إلى أنه سيتم رفع دعوى قضائية من فريق الدفاع عنها بشأن الإجراءات التي اتبعت في التحقيقات ضدها.
وأشارت الصحيفة، إلى أن جيش الاحتلال هدم شقة سكنية تعود لعائلة الفتاة أبو غوش بعد استشهاد شقيقها.
وتحدث والدها عن حالة الرعب التي تسبب بها الجنود خلال عملية الاقتحام الكبيرة التي قام بها جيش الاحتلال لاعتقال ميس.
ولفت والدها إلى أنه تم استدعائه أكثر من مرة وتوجيه أسئلة له حول ابنته وكان يرفض التعاون مع ضباط الشاباك في الإجابة على أسألتهم، وكانوا يهددونه بالحكم بالسجن 20 عامًا بحق ابنته، ويتهمونها بأنها "إرهابية".
وأشار إلى أن ضباط الشاباك حاولوا "دق إسفين" بينه وبين ابنته بعد محاولة إحداث نزاع بينهما بشأن الشاب قسام البرغوثي أحد المشاركين في عملية عين بونين، والذي كان يتجهز للزواج من ابنته ميس. وبعد التهديدات قال للضباط بسخرية "كلاهما معتقلان، وليتم محاكمتهما 20 عامًا ويتزوجان في السجن".
وبين أنه تم في مرة أخرى استدعائه وزوجته، وتم جمعهما بابنتهما التي لم يتعرفوا عليها من شدة التعذيب الذي تعرضت له، وكانت تمشي بصعوبة، وفقدت الكثير من وزنها، مشيرًا إلى أنه وزوجته عانقوا ابنتهم وعبروا عن فخرهم بها، وفور انتهاء الجلسة معها وعودته لبيته اتصل بالمحامي لإطلاعه على ما جرى.
وقال والدها أنه زارها منذ نحو شهر وسألها عما فعله الاحتلال بها، فقالت له "لا أريد أن أجيبك الآن" وكانت تذرف الدموع.