حذرت إدارة جامعة بيرزيت الواقعة شمال رام الله اليوم الأربعاء، من استمرار إغلاق الحرم الجامعي للأسبوع الثالث على التوالي، مشيرة إلى أن ذلك من شأنه أن يهدد مصير العملية الأكاديمية في الجامعة، فيما دعت إدارة الجامعة إلى فتح حوار لإنهاء الأزمة الراهنة.
وقالت إدارة جامعة بيرزيت في بيان لها، "إن الاستمرار في إغلاق الحرم الجامعي هو جوهر الأزمة الحالية، ويهدد مصير العملية الأكاديمية في الجامعة، بما فيه تأخير البدء في الفصل الثاني، وانعكاس ذلك سلباً على عقد الدورة الصيفية لهذا العام".
ورأت إدارة الجامعة أن إغلاق الحرم الجامعي أمام أربعة عشر ألف طالب، وألف موظف، ومنعهم من القيام بأعمالهم، بالإضافة إلى مئات الزائرين المحليين والدوليين، يعد مخالفة جسيمة لأنظمة وقوانين الجامعة بالدرجة الأولى، وللأعراف والمعايير النقابية الحقة بالدرجة الثانية.
وقالت إدارة الجامعة: "مع دخول الإغلاق القسري للجامعة أسبوعه الثالث، والذي نتج عنه حرمان الطلبة والأساتذة والموظفين من ممارسة أبسط حقوقهم داخل الحرم الجامعي، وتعطيل الحياة الأكاديمية والثقافية في الجامعة، فإن إدارة جامعة بيرزيت ترغب في توضيح أبعاد هذه الازمة الخطيرة التي تمر بها الجامعة، من حيث مسبباتها والنواتج المترتبة عليها".
وأكدت إدارة جامعة بيرزيت على حق الطلبة في ممارسة النضال النقابي والنشاطات الطلابية بمختلف أشكالها داخل الحرم الجامعي، ضمن أنظمة وقوانين الجامعة، وعلى الحفاظ على الأجواء الليبيرالية والتعددية التي تتسع لكافة أنواع الطيف الفلسطيني على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم.
وأوضحت الجامعة أنه "لم تنشأ الأزمة الحالية على خلفية مطالب نقابية طلابية، وإنما بسبب إصرار الطلبة على ممارسة نشاطات مخالفة لأنظمة وقوانين الجامعة، بالرغم من تنبيه الطلبة من قبل الإدارة في حوارات سابقة إلى ضرورة الالتزام بهذه القوانين والأنظمة، وقد فوجئت إدارة الجامعة بإغلاق الحرم الجامعي من قبل الطلبة بعد ساعات الدوام، وعقد مؤتمر صحفي لرئيس مجلس الطلبة، عرض فيه مطالب نقابية لم تسمع بها الإدارة من قبل".
ورأت إدارة الجامعة أنه بالرغم مما حدث، أن السبيل للخروج من هذه الأزمة يتمثل في فتح بوابات الجامعة للعاملين والطلبة، ليتمكنوا من القيام بمهامهم في بيئة أكاديمية طبيعية داخل الحرم الجامعي، ومن ثم الجلوس إلى طاولة الحوار للتباحث في الأمور النقابية المطروحة، وذلك استناداً لأنظمة وقوانين الجامعة سارية المفعول.
وشددت على أن الحفاظ على جامعة بيرزيت كمؤسسة تعليم عالٍ ريادية ليس مسؤولية إدارة جامعة بيرزيت فحسب، بل هي مسؤولية الكل الفلسطيني بمؤسساته الفاعلة وأفراده المخلصين.
وأهابت إدارة جامعة بيرزيت بالمخلصين من أبناء شعبنا الوقوف إلى جانب الجامعة في هذه الأزمة، التي تتعدى كونها أزمة مطالب نقابية طلابية، والتي إن تفاقمت ستنعكس آثارها سلباً على دور الجامعة الريادي ورسالتها النبيلة في المجتمع الفلسطيني.
وكانت الحركة الطلابية ومجلس طلبة جامعة بيرزيت قرروا خلال مؤتمر صحافي قبل نحو أسبوعين، خوض اعتصام داخل الحرم الجامعي مع تعليق الدوام حتى تحقيق مطالبهم النقابية والطلابية، فيما جاء هذا الإعلان، بعد نحو أسبوع من المد والجزر في الاحتجاجات وإخلاء الجامعة من قبل إدارتها، بعد عدم استجابة الكتل الطلابية لمطلب الجامعة بعدم "عسكرة" الأنشطة الطلابية.