يعتبر التهاب البنكرياس، أكثر أمراض البنكرياس انتشارا حتى يطلق عليه البعض مرض "الحياة الجيدة"، لأن أسبابه تكمن في الإفراط بتناول الطعام والمشروبات الكحولية.
ويفيد البروفيسور أندريه كريغر من المركز الوطني للبحوث الطبية في مركز فيشنيفسكي للجراحة، بأن تفاقم التهاب البنكرياس يحصل عادة في أيام الأعياد حيث لا يتمكن حتى الذين يتبعون حمية غذائية معينة من كبح رغباتهم أمام وفرة الأطعمة وتنوعها.
ويضيف التهاب البنكرياس نوعين - التهاب حاد ومزمن. ويمكن أن يتطور الأول إلى مزمن، بسبب تناول أطعمة دهنية وحادة ومشروبات كحولية. أما خطورة الالتهاب الحاد فتكمن في أنه يمكن أن يتطور إلى مرض نخر البنكرياس القاتل.
ويقول الخبير، "للأسف، لا يمكن تحديد جرعة المشروبات الضارة والمواد الغذائية. لذلك فإن شخص ما يمكنه تناول المشروبات الكحولية والأطعمة الدهنية مدى الحياة دون أن يصاب بالتهاب البنكرياس، في حين شخص آخر يكفي أن يشرب الكحول مرة واحدة أو يتناول أطعمة دهنية أو مصنعة ليصاب بالتهاب البنكرياس الحاد، وهنا يكمن لغز هذا المرض. كما أن هذا المرض يصيب حتى الأشخاص الذين لم يتناولوا المشروبات الكحولية في حياتهم. يمكن أن تكون حصى المرارة سببا في الإصابة بالمرض، وأيضا بعض أمراض المناعة الذاتية أو تناول بعض الأدوية".
ويضيف، "يشعر المصاب بالتهاب البنكرياس المزمن بالغثيان بعد تناول الطعام ويعاني من الإسهال والغازات ومشكلات في الشهية وفقدان الوزن، والأهم آلام في الجزء العلوي من البطن، التي تظهر بعد الإفراط في تناول طعام غير صحي. وبما أن البنكرياس يقع خلف المعدة بالقرب من العمود الفقري، يظهر الألم في الظهر. لذلك يمكن أن يعتقد أن الشخص يعاني من مرض عظمي غضروفي وليس التهاب البنكرياس".
ولتشخيص التهاب البنكرياس بسرعة يجب إجراء تحاليل معينة، ولكن الناس عادة تحاول تشخيص سبب الألم وعلاجه بأنفسهم، ما يؤدي إلى تحوله إلى مرض مزمن وفي بعض الأحيان يكون السرطان سبب الألم، وهذا يعني تطوره إلى مراحل متقدمة غير قابلة للعلاج.