القائد.. محمد ابراهيم ابو دقة

الجمعة 15 نوفمبر 2019 11:05 م / بتوقيت القدس +2GMT




قبيل النكسه بقليل  كانت المنطقه العربيه يسودها ثلات تيارات سياسيه رئيسيه وهى حركه القومين العرب وحركه الاخوان المسلمين والحركه الشيوعيه ..والتى كانت جميعها تتعامل مع القضايا الوطنيه من خلال منظور قومى او اسلامى او اممي .وكان انشاء اى فيصل يتبع لاحدى هذة الحركات الرئيسيه يعطيه زخم وقوه اقليميا ودوليا ومحليا ..ولكن الياسر الخالد فينا قائد الثوره الفلسطينه انطلق بالثوره الفلسطينيه على ارضيه وطنيه خالصه وضمن فضاء وطنى مستقل وعمل على توفير دعم عربى و دولى لاحقا  ..مما جعل مهمته مستحيله فى البدايات كونه يسير ضد التيار وضد كل الحركات القائمه والمنتشره حينها ..
مما جعله قائدا وطنيا نجح  فى تحويل معسكرات اللجوء الى قواعد للثوره وللصمود ..وبعد معركه الكرامه نجح فى ابراز الهويه الفلسطينيه واستنهض كل طاقات الشعب الفلسطينى من ثوار وكتاب ومهندسين وفنانين وغيرهم  .عرفات نجح فى انطلاقه حركه فتح التى ضمت كل الاطياف والايدلوجيات السياسيه فضمت اولا الوطنيين الفلسطينين الذين كان همهم وهدفهم تحرير فلسطين وضمت كل من يتفق على هذا الهدف من اسلاميين وشيوعين ويساريين وقوميين ومستقلين وعرب واجانب ثم عمل القائد ياسر عرفات على دمج كل امكانيات فتح الماديه والاعلاميه الى منظمه التحرير الفلسطينيه حتى اصبحت اذاعه فتح هى اذاعه الثوره الفلسطيينيه واصبحت مقرات اتحادات الطلبه (فتح ) مقرات لسفارات منظمه التحرير الفلسطينيه ولاحقا وبعد الاعتراف بالدوله اصبحت هذه المقار هى مقرات لسفارات دوله فلسطين .
لكل منا قصه مع عرفات هكذا قال لى ابوناصر رحمه الله مدير عام ارشيف الرئيس عندما طلبت منه ان يكتب عن ابوعمار ...فقال مهما كتبت لن تكون اكثر من حركه صغيره لريشه فنان صغيره فى لوحه كبيره اسمها نضال الشعب الفلسطينى فلكل وطنى فلسطينى ناضل من اجل فلسطين نصيب فى ان يخط جزء من هذه اللوحه التى تشكل معا لوحه نضال الشعب الفلسطينى بقياده الشهيد القائد ياسر عرفات .. عرفات الذى حول فتح الى منظمه وثوره والى حلم وامل وعمل من اجل استعاده وبناء الوطن ..
عرفات عاش ومات شهيدا فقط من اجل وطنه وشعبه ...وعندما استشهد لم يكن عزائه فى المقرات الرسميه بل فى قلوب وبيوت كل الفلسطينين والاحرار فى العالم ..اما خيمه عزائه فكان فى استقبال المعزيين كل ممثلى الفصائل الوطنيه الفلسطينيه والشخصيات الوطنيه كونه زعيم وقائد الشعب الفلسطينى وليس قائد حركه فتح فقط ...لذا عندما تمنع حركه حماس احياء ذكرى اغتيال الشهيد ياسر عرفات فهذا القرار ليس ضد حركه فتح وضد ابناء فتح فقط بل هى تستهدف الفكره والرؤيه التى ناضل واستشهد من اجلها ياسر عرفات وهى الوطن لذا هى منعت الوطنين من ابناء فتح ومنعت العرفاتين الوطنين  من كل الفصائل ومن ابناء الشعب الفلسطينى الذين مازالوا يتمسكون بالنهج العرفاتى وبالوطنيه الفلسطينيه والذين مازال عرفات يوحدهم بعد رحيله باكثر من 15 عاما ...
قد تنجح حماس وغيرها من افشال ومنع احياء ذكرى اسشتهاد القائد ياسر عرفات ولكنها وبكل تأكيد لن تنجح فى ان يكون تمس الولاء والمحبه والمكانه التى يحتفظ بها شعبنا لقائده ياسر عرفات ...كما لن تنجح فى ان تستبدل هذا الرمز الوطنى او تغيب ارثه ونهجه ورايته الوطنيه عن سماء فلسطين ..
رحمك الله سيدى ...رحمك الله قائدنا ومفجر ثورتنا ...وستبقى ذكراك نبراسا لنا ينير الطريق .
محمد ابراهيم ابودقه