انطلاق أعمال المنتدى الفلسطيني للتدريب 2019 في البيرة

الثلاثاء 12 نوفمبر 2019 03:36 م / بتوقيت القدس +2GMT



البيرة /سما/

انطلقت بمدينة البيرة، اليوم الثلاثاء، أعمال المنتدى الفلسطيني للتدريب بعنوان "تقييم أثر التدريب وتعظيم العائد منه"، بحضور نخبة من المدربين والمهتمين.

وأجمع المتحدثون في الجلسة الافتتاحية للمنتدى، الذي تنظمه جمعية المدربين الفلسطينيين، على أهمية المنتدى في توفير مساحة لتبادل الأفكار والخبرات بمجال التدريب، ولتوفير مجال واسع للتفاعل، وتبادل الخبرات، إضافة إلى توفير فرص التشبيك، واستكشاف سبل العمل المشترك.

وقال رئيس جمعية المدربين وحيد جبران، إن الجمعية تعمل على الارتقاء بجودة التدريب، وتطوير قدرات المدربين الفلسطينيين، وتوفير حيز مكاني وزماني لهم، لتبادل المعارف والخبرات والتفاعل فيما بينهم، من خلال تنظيم عدة فعاليات، أهمها: تنظيم المنتدى الفلسطيني للتدريب، بالتعاون مع مجموعة من الشركاء، على نحو سنوي، تحت شعار "شركاء.. نرتقي بالتدريب".

وأضاف: ان المنتدى ينظم بالتعاون مع الجمعية الألمانية لتعليم الكبار، وبالشراكة مع 17 مؤسسة عامة، وأهلية وخاصة، وتم اختيار عنوانه ليجسد إحدى توصيات المنتدى الأول، والتي نصت على ضرورة العمل المشترك على تعزيز الثقة بأثر التدريب والعائد منه.

وأضاف جبران، ان التركيز على تقييم أثر التدريب جاء لأننا نتحدث عن أن البرامج التدريبية أدت إلى نتائج عدة، كثيرا ما تكون قد استندت إلى الانطباعات، والتساؤلات التي تطرح نفسها بقوة، هي: كيف تحققنا من هذه النتائج؟ وكيف تأكدنا من حدوثها فعلا؟ وكيف نتجاوز التحدث عن انطباعاتنا عن أثر التدريب، إلى التحدث عن أدواتنا وأساليبنا ومنهجياتنا في تقييم أثر التدريب؟ أم التحديات الذي تمثل أمامنا جميعاً وعلينا مخاطبتها، فهي كيف نقوم بالفعل بقياس وتقييم أثر التدريب؟ وكيف نعظم العائد منه؟ وكيف نعزز قدراتنا في هذا المجال.

من جهته، قال رئيس ديوان الموظفين العام، رئيس مجلس إدارة المدرسة الوطنية للإدارة موسى أبو زيد إن عنوان المنتدى يشكل حجر الزاوية في ديمومة عمل المؤسسات وتعزيزها، عبر تدريب الكادر البشري خاصة أن دولة فلسطين لا تمتك الكثير من الموارد الطبيعية أو عوامل الترف الأخرى، ما يجعلنا نتجه للاستثمار في الانسان من خلال مواكبة التطور العالمي، واكسابه المهارات اللازمة لتدخل المؤسسات الفلسطينية سواء العامة او الخاصة الى حلقة الانتاج.

وأضاف "منذ تأسيس السلطة الوطنية وما واكب ذلك من احداث وصولا الى تحويل مؤسسات السلطة الوطنية الى مؤسسات دولة، أدركت القيادة أهمية التدريب وتطوير الكادر البشري ليكون قادرا على حمل أعباء الانتاج والاستمرار في تقديم الخدمة للمواطن، وهو ما يتطلب ان تتحول تلك المؤسسات الى ورشة متواصلة للوصول الى هذا الهدف".

وتابع "تمكنت المدرسة الوطنية للإدارة خلال فترة وجيزة من اثبات نفسها على المستويات المحلية والاقليمية والدولية، حيث اصبحت فلسطين بؤرة استقطاب للتدريب، واستطاعت من خلال كادرها من باحثين ومربين خلال الثلاث سنوات الاخيرة تنفيذ أكثر البرامج تخصصا في مجال التدريب".

وأردف أبو زيد بالقول إن تحسين الممارسات الوظيفية في المؤسسات المختلفة لا يمكن صياغته الا من خلال التدريب وتبادل الخبرات والمعارف، لذا استقبالنا المدربين والمتدربين وأخضعناهم الى اختبارات، تمت صياغتها بالتعاون مع خبراء واساتذة جامعات، اضافة الى الاختبارات الشفوية.

وأوضح، ان البرامج التدريبية التي نفذتها المدرسة لقياس أثر التدريب كانت له أهمية في ذلك، لمعرفة مدى استفادة المتدربين من القطاعين العام والخاص، وهو ما انعكس على التنمية المستدامة في عمل المؤسسات.

بدوره، شدد المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف في كلمة ألقاها نيابة عنه مدير عام التدريب والتطوير في وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" عدنان نعيم، على أن التنمية البشرية كانت وما زالت ركيزة أساسية في عملية التنمية الوطنية بكافة مجالاتها، وكما قال الشهيد الخالد الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي صادفت ذكرى رحيله الخامسة عشرة يوم أمس: "إن الانسان الفلسطيني أغلى ما نملك"، وكذلك الحال ما أكده الرئيس محمود عباس على التزام فلسطين الى جانب دول العالم في السعي الحثيث لتوطين اهداف التنمية المستدامة 2030 والتي وضعت من اجل الارتقاء بالإنسان ورفاهيته.

وقال: "يلعب التدريب دورا مهما ومحوريا في رفع معدلات الأداء والإنتاجية، ودولة فلسطين قطعت شوطا كبيرا ومميزا في عملية التدريب والتنمية البشرية للعاملين في القطاع العام من خلال المدرسة الوطنية للإدارة، وهذا مدعاة للفخر ليس على المستوى الوطني فقط وانما على المستوى الدولي أيضا".

وأضاف: عبر هذه المؤسسة الوطنية، وضعت الخطة الوطنية للتدريب للأعوام 2017-2020 التي شملت كافة القطاعات وليس فقط العام، فنحن نعتبر أنفسنا شركاء وفاعلين من خلال انخراطنا في كافة برامج المدرسة التي نعتز بها ونسعى دائما للارتقاء وتطوير هذه العلاقة، اضافة الى كافة المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية التي تعنى بالتنمية البشرية وعلى وجه الخصوص في مجال الاعلام.

وتابع: "ان رعايتنا الإعلامية ومشاركتنا في فعاليات هذا المنتدى تعكس التزاما مهنيا وقناعة منا بأن التدريب وبناء القدرات خيار استراتيجي من دونه لا يمكن تحقيق التنمية المستدامة، فعملية التدريب والتطوير ليست ارتجالية وموسمية إنما مستمرة ومخططة، ونسعى الى المساهمة بتطوير كادرنا على مستوى المعارف والمهارات ليكون قادرا وباقتدار على "أخذ فلسطين الى العالم، وجلب العالم الى فلسطين"، فقضيتنا العادلة تحتاج الى من يحملها الى العالم، وتوظيف كل أدوات الاعلام الحديثة في خدمتها".

وبين أن التسارع في تكنولوجيا الاعلام والاتصال، يحتاج الى معارف ومهارات عالية، وهذا لا يتأتى الا من خلال التدريب والتطوير المتواصل، وبناء جسور مع كافة المؤسسات الوطنية والشريكة العاملة في هذا المجال.

وقال: "خلال السنوات الماضية استطاعت مؤسسات الاعلام الوطني الرسمي بناء جسور تواصل مع عدد من المؤسسات التدريبية الوطنية والإقليمية والدولية، واكتسبت من خلال مشاركتها في البرامج التدريبية المتنوعة العديد من المهارات، ما انعكس إيجابا على أداء الكادر الإعلامي والإداري، والنقلة التي يشهدها، لم تكن لولا وجود رؤية حقيقية وايمان بأن اكتساب المعارف والمهارات عملية مستمرة، تطال كافة المستويات".

وأشار إلى انه تم تنظيم العديد من البرامج التدريبية في كلا الاتجاهين بيننا وبين شركائنا، بالشراكة مع المؤسسات الاكاديمية ومراكز التدريب الإعلامي، واكتسبنا معارف ومهارات، وكذلك نقلنا معارف ومهارات إعلامية كعملية تبادلية، معربا عن أمله بأن يصبح الاهتمام بالتدريب وتقييمه وقياس أثره ومردوده ثقافة تتبناها كوادر العمل في كافة المستويات.

بدوره، شدد رئيس اتحاد المدربين العرب يونس خطايبة، في كلمة مسجلة على أهمية المنتدى الذي يعقد في فلسطين، والتي تعتبر عاصمتها القدس عاصمة التدريب العربي.

واستعرض أهمية موضوع تقييم جودة التدريب، وان كان هناك اختلافا في آليات ومستويات التقييم، فإننا نسعى ان تكون مخرجاته لائحة تنظيمية لتقييم اثر التدريب.

وفي كلمته نيابة عن وزير العمل نصري أبو جيش، قال مدير عام التدريب المهني في الوزارة نضال عايش، إن المنتدى يكتسب أهميته في ظل الظروف التي تمر بتطوير التدريب والتعليم المهني والتقني، التي تأخذ أهمية كبرى، أملا في بناء نظام فلسطيني يرتقي للأهداف المرجوة.

وأضاف ان اهمية المنتدى ترتبط بأهمية التدريب بمفهومه الواسع والمتكامل، والذي يعتبر ركيزة في التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية، من خلال تعزيزها للإنتاجية والكفاءة، لافتا إلى ان هناك إجماعا على أن التدريب فعل استثماري واداة تنموية، تلبي حاجات الافراد والمجتمع، وان التقييم شكل ضمانة مهنية وعلمية لضمان جودة التدريب.

من ناحيته، شدد وكيل وزارة التربية والتعليم بصري صالح على ان تقييم اثر التدريب والعائد منه سؤال يطرح باستمرار، ويقلق المدرب والمستفيد، لان الجميع يتساءل كيف سيكون الحال بعد التدريب، ونحن سنوات طويلة نجري تدريبات مكثفة لكننا نختلف في مدى تحقيق أهدافها.

واستعرض تجارب الوزارة في هذا المجال، والخبرة التي اكتسبها الكادر، والأهمية التي توليها الوزارة لقياس اثر التدريب.

وتطرق المدير الاقليمي للجمعية الالمانية لتعليم الكبار نازرت نازرتيان، إلى اهمية محور المنتدى الحوار في هذا الموضوع، مستعرضا دور الجمعية في فلسطين ومجال عملها، وتقاطعها مع المؤسسات الأكاديمية.

وتضمن المنتدى عرض 14 ورقة عمل متخصصة في قياس اثر التدريب والعائد منه، من مشاركين محليين واقليميين، من بينها ورقة عمل لوكالة "وفا" أعدها وعرضها مدير عام التدريب والتطوير عدنان نعيم.