تقول الأقوال المأثورة أنه كلما تقدم المرء في العمر صار من الصعب عليه تعلم مهارة جديدة. وبالتالي لماذا قد يبدأ أي شخص تجاوز الخمسين في تعلم العزف على آلة موسيقية، وهي أحد أكثر التحديات الإدراكية تعقيدا وتطلبا التي عرفتها البشرية؟
هناك الكثير من الأسباب، بحسب ماركوس لوفلر، وهو معلم تشيلو وكمان الدبلبس بألمانيا. ويقول: "بحسب خبرتي، يبدأ المزيد والمزيد من الاشخاص الذين بلغوا الخمسين فما فوقها في العزف على آلة أو آلة جديدة".
ويقول لوفلر إن أكبر طالب عنده يبلغ 70 عاما من العمر.
ونصيحته لأي شخص كبير في السن يبحث عن تعلم آلة موسيقية جديدة هي أن يكون مستعدا لبذل بعض الجهد.
ويضيف أنه يجب أن يأخذ المرء دروسا كل 14 يوما على الأقل كبداية ثم الممارسة بانتظام. ويقول: "الممارسة لنحو 30 دقيقة في اليوم منطقية. أما الممارسة لعشر دقائق في اليوم فإن التقدم يكون بطيئا للغاية".
ويجب على الطلاب مناقشة مع معلمهم ما يريدونه من عملية التعلم. أي موسيقى تفضل؟ هل هي كلاسيكية أم جاز أم بوب؟ هل تريد الانضمام لأوركسترا أم فرقة، أم أنك تبحث عن هواية يومية جديدة؟
ومثلما هو الحال مع الأطفال، يتمتع البالغون بقدرات تعلم مختلفة. ويقول ماتياس بانس، المدير الإداري لرابطة مدارس الموسيقى الألمانية في بون: "سوف يتعلم الشخص الذين لديه مهارات حركية قوية آلة بشكل مختلف عن الشخص الذي لديه مواطن قوة لغوية أكثر".
بعض الآلات الموسيقية أكثر ملاءمة من غيرها. ويوضح لوفلر: "بدء تعلم آلة وترية في سن السبعين ليس منطقيا". ولكن البيانو خيار أفضل، على حد قوله، طالما أن لديك القدرة البدنية والعقلية المطلوبة.
ويختتم لوفلر كلامه قائلا إنه لا يجب أن يمتلك المرء خبرة موسيقية سابقة، مشيرا إلى أنه لم يفت الأوان للبدء. ويضيف: "تعلم آلة موسيقية في سن الخمسين فيما فوق يستحق عناء التجربة".