"فيسبوك": NSO استغلت ثغرة بـ"واتسآب" للتجسس على ناشطين حقوقيين

الأربعاء 30 أكتوبر 2019 08:26 ص / بتوقيت القدس +2GMT
"فيسبوك": NSO استغلت ثغرة بـ"واتسآب" للتجسس على ناشطين حقوقيين



القدس المحتلة/سما/

قدمت شركة "واتسآب" التابعة لـ"فيسبوك" دعوى قضائية ضد شركة NSO الإسرائيليّة التي تعمل على تطوير برامج سيبرانية، لاستغلال الأخيرة ثغرة في تطبيق الرسائل النصية "واتسآب" للتجسس على ناشطون في مجال حقوق الإنسان.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن شركة "واتسآب" رفعت دعوى قضائية ضد شركة NSO الإسرائيليّة، في محكمة اتحادية (فيدرالية)، اليوم الثلاثاء، في شمال كاليفورنيا. مشددة على أن الشركة الإسرائيلية استخدمت خدمة المراسلة النصية في حملة تجسس واسعة النطاق ضد صحافيين وناشطين في مجال حقوق الإنسان.

وأوضحت شركة "واتسآب" في الدعوى القضائية، أن شركة خدمات التجسس الإسرائيلية، NSO، التي تتخذ من هرتسليا مقرًا لها، استخدم "واتسآب" للتجسس على أكثر من 1400 هدف في 20 دولة مختلفة، بما في ذلك 100 صحافي وناشط حقوقي.

وفي الدعوى القضائية، أعلنت "واتسآب" أنها تأكدت أن المجموعة الإسرائيلية اخترقت فعلا في أيار/ مايو الماضي هواتف ناشطين من البحرين والإمارات العربية المتحدة والمكسيك وغيرها من البلدان، وتم التأكد من ذلك وفقا لرموز البلدان للأرقام المستهدفة.

وقال مدير "واتسآب" ويل كاثكارت، في مقالة نشرتها صحيفة أميركية، الثلاثاء "بعد أشهر من التحقيقات بات بإمكاننا معرفة من شن هذا الهجوم". واتهم شركة NSO لبرمجيات التجسس، بأنها استهدفت "مئة شخص من المدافعين عن حقوق الإنسان وصحافيين وناشطين آخرين في المجتمع المدني حول العالم".

وقالت "واتسآب" في بيان صدر عنها، إنها دعت المشرعين إلى حظر استخدام الأسلحة الإلكترونية، مثل التي تبيعها NSO لحكومات حول العالم.

كما أكدت "واتسآب" في بيانها أنها "تؤيد دعوى مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، ديفيد كاي، بوقف مثل هذه الهجمات". وأنهت بيانها بضرورة وجود إشراف أمني قوي للحد من الأسلحة الإلكترونية لضمان عدم استخدامها بهدف انتهاك الحقوق الفردية وعلى رأسها الخصوصية وحرية التعبير.

ومنذ أيار/ مايو الماضي، بدأت "واتسآب" بالتحقيق  في ادعاء منظمة "Citizen Lab" الحقوقية، أن شركة التجسس السيبراني الإسرائيلية استغلت الثغرة الموجودة في برمجية "واتسآب"، لاختراق محادثات محامٍ يعيش في لندن واتصالاته، كانت له علاقة بدعوى قضائية مرفوعة ضد شركة NSO تتهمها باختراق هاتف الناشط السعودي المقيم في كندا، عمر عبد العزيز، وهاتف مواطن قطري ومجموعة من الصحافيين المكسيكيين.

وكانت شركة "واتسآب" التابعة لـ"فيسبوك"، قد طالبت مستخدميها الذين يتجاوز عددهم مليارًا ونصف مليار مستخدم، في أيار/ مايو الماضي، تحديث التطبيق بشكل فوري، بعد اكتشافها ثغرة استغلتها شركة NSO لاختراق محادثات تمت بواسطة التطبيق للتجسس على مجموعة من الصحافيين وناشطين في مجال حقوق الإنسان.

واستغلت شركة الخدمات السيبرانية الثغرة الموجودة في برمجية "واتسآب"، لاختراق هواتف ناشطين حقوقيين، ونشرت الشركة الإسرائيلية برمجيات خبيثة داخل التطبيق لسرقة بيانات موجودة على هواتف أندرويد أو آيفون من خلال الاتصال بالهاتف المراد اختراقه على تطبيق المراسلات الفورية التابع لـ"فيسبوك"، بحيث تتمكن المكالمة من إصابة الهدف بالبرمجية، سواء أجاب المستخدم على الاتصال أم لا. وغالباً ما تمّ مسح سجل المكالمات الواردة.

وقالت "واتسآب" إنّه تمّ اكتشاف الثغرة الأمنية في أيار/ مايو الماضي، وأنّ الشركة عالجت المشكلة "بسرعة" داخل بنيتها التحتية الخاصة؛ وأبلغت الشركة جهات إنفاذ القانون الأميركيّة، ونشرت ورقةً لتنبيه خبراء الأمن السيبراني الآخرين إلى الثغرات الشائعة.

وتبيع NSO برامج التجسس لوكالات استخبارات حكومية. ويستطيع برنامج "بيغاسوس"، بمجرّد تثبيته على الهاتف، استخراج جميع البيانات الموجودة على الجهاز من رسائل نصيّة وجهات الاتصال وبيانات الموقع الجغرافي والبريد الإلكتروني وسجلّ التصفح للمستخدمين. هذا بالإضافة إلى إنشاء بياناتٍ جديدة باستخدام مايكروفون وكاميرا هاتف المستخدم المستهدف لتسجيل ما يدور حوله، بحسب ما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" سابقًا.

وسبق أن استخدمت الإمارات والسعودية برامج تجسس للشركة الإسرائيليّة لاستهداف معارضين. وتجسست الشركة أيضًا على ناشطين فلسطينيين.