ظل جدار برلين الذي أسقط في تشرين الثاني 1989 وسط أجواء من الفرح، لسنوات رمزا مؤلما لتقسيم ألمانيا ولمواجهة بين معسكر سوفياتي والعالم الغربي.
وفي ما يلي خمس حقائق يجب معرفتها عن هذا الجدار الذي جعل من برلين الغربية كيانا في المعسكر الشرقي طوال 30 عاما :
جدار برلين الذي تم بناؤه اعتبارا من 13 آب 1961 لوقف هجرة الألمان من الشرق إلى الغرب (ثلاثة ملايين شخص بين 1945 و1961) امتد على 155 كلم : 43 كلم قطعت برلين من الشمال إلى الجنوب في حين عزلت 122 كلم برلين الغربية عن باقي جمهورية ألمانية الديموقراطية.
وكان الجدار في قسم كبير منه مكونا من كتل من الاسمنت المسلح ارتفاعها 3,6 أمتار تم تحصينها لثني أي محاولة لتسلقه.
في الجانب الشرقي منطقة فاصلة تخضع لحراسة مشددة على امتداد الجدار أطلق عليها اسم "شريط الموت" كانت تمنع سكان برلين الشرقية من الاقتراب من الحدود.
وسمحت أبراج المراقبة ال302 والتحصينات ال20 لأكثر من 7 آلاف جندي بتولي الحراسة. وليلا جعلت إضاءة الشوارع كل 30 مترا من الجدار المكان الأكثر إضاءة في المدينة في تناقض تام مع الظلمة التي غرقت فيها برلين الشرقية.
ولتحصين الجدار بشكل أفضل نشرت أنظمة إنذار وأسلاك شائكة وحراسا وآلية اطلاق نار أوتوماتيكية وحفرت خنادق. وكانت المنطقة الفاصلة التي حظرت حتى على العسكريين، تسمح باقتفاء أي أثر لخطى.
كان على طول الجدار سبع نقاط عبور رسمية أشهرها نقطة تفتيش تشارلي الواقعة بين حيي كروزبرغ غربا وميت شرقا.
وشهدت هذه النقطة في تشرين الأول/أكتوبر 1961 مواجهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي : تواجه جنود ودبابات من الجانبين لساعات بعد خلاف حول حرية تنقل الدبلوماسي الأميركي آلان لايتنر.
وبعد عام أصبح عامل البناء من ألمانيا الشرقية بيتر فيشتر (18 عاما) أحد أول ضحايا الجدار الذي قتله الحراس وهو يحاول تسلقه قرب نقطة تشارلي وتركوه ينازع في المنطقة الفاصلة.
خلال 28 سنة تضاعفت محاولات الفرار إلى الغرب التي غالبا ما أدت إلى الموت. وبحسب النصب التذكاري لجدار برلين قتل أكثر من مئة شخص بين 1961 و1989.
وعملية الفرار الأكبر كانت عبر "نفق 57" وأطلقت عليها هذه التسمية لأنها سمحت في تشرين الأول/أكتوبر 1964 ل57 شخصا بالفرار إلى الغرب. وكان طلاب من الغرب حفروا نفقا بطول 140 مترا من قبو مخبز مهجور.
وبين عمليات الفرار الشهيرة انتقال أسرة من أربعة أشخاص في آب/أغسطس 1988 إلى برلين في طائرة صغيرة تستخدم لرش الأراضي الزراعية.
وكان المهندس الإلكتروني وينفريد فرودنبرغ آخر ضحايا الجدار بعد تحطم المنطاد الذي صنعه، أثناء تحليقه في برلين الغربية في آذار/مارس 1989.
وخلال زيارة تاريخية لبرلين في 26 حزيران/يونيو 1963 قال الرئيس جون فيتزجيرالد كينيدي "أنا برليني" وهي عبارة بقيت عالقة في الأذهان.
وبعد عامين على تشييد "جدار العار" طمأن الرئيس الأميركي بهذه العبارة سكان برلين مؤكدا تضامن المعسكر الغربي معهم.
وقبل سنوات من سقوط جدار برلين أطلق الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران في 1985 إلى جانب المستشار الألماني هلموت كول عبارة توقعت الأحداث التي تلت قائلا "برلين أخذت قسطها من المعاناة والآن عليها أن تحصل على قسطها من الأمل".