قال رئيس الوزراء محمد اشتية إن أحد الأهداف الرئيسية للحكومة الحالية، هو إنجاز نموذج فلسطيني متميز لمنظومة متطورة وفعالة للتعليم والتدريب المهني والتقني في فلسطين، داعياً الجامعات إلى إعادة النظر في برامجها الأكاديمية لتكون قادرة على الاستجابة لاحتياجات سوق العمل والواقع الاجتماعي والاقتصادي.
جاءت تصريحات رئيس الوزراء خلال رعايته في رام الله، اليوم الأربعاء، افتتاح اليوم التعريفي لبعثة التعاون الفلسطيني الأوروبي للتعليم العالي "ايراسموس بلس"، بدعم من الاتحاد الأوروبي، وذلك بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي محمود أبو مويس، ورئيس قطاع دعم الاقتصاد الكلي والتنمية الاجتماعية والبناء المؤسسي في الاتحاد الأوروبي ادواردو كومو، ومدير بعثة التعاون الفلسطيني الأوروبي للتعليم العالي نضال الجيوسي، وممثلون عن البعثات الدبلوماسية والجامعات والمؤسسات الأكاديمية والجمعيات والقطاع الخاص.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن الحكومة أطلقت برنامجا للتدريب المهني، يشمل مستويات مختلفة، بدءا من المدارس وانتهاء بإنشاء جامعة للتدريب التقني والمهني، مرورا بإنشاء منظومة مراكز للتدريب، وربط ترخيص الجامعات بإنشائها كليات للعلوم التطبيقية والتدريب المهني، موضحاً أنه يجري الترتيب لوضع حجر الأساس لجامعة التدريب التقني والمهني، بالشراكة مع جامعة تكساس في الولايات المتحدة الأميركية.
وأشار اشتية إلى تشكيل لجنة وطنية لمراجعة العملية التعليمية وكيفية ربطها بسوق العمل، آملاً أن تكون مخرجات اللجنة في القريب العاجل.
وشكر اشتية الاتحاد الأوروبي الذي يعمل على تعزيز وبناء المؤسسات التعليمية في فلسطين ودعم البرامج الأكاديمية وتقديم المنح لدراسة الماجستير والدكتوراه، مثمناً في ذات الوقت دور برنامج ايراسموس بلس في حصول جامعات فلسطين على مشاريع تقدر قيمتها بخمسة ملايين دولار كجزء من منحة قيمتها 44 مليون دولار مقدمة من الاتحاد الأوروبي.
وأشار اشتية إلى أن عملية فصل وزارة التربية والتعليم عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جاء استجابة لتوصيات من رؤساء الجامعات، وبهدف النهوض بالعملية التعليمية لتصبح ذات بعد تطبيقي، وأن يتم الانتقال من التعليم إلى التعلم.
وقال: "يجب إعادة صياغة المنهاج الفلسطيني حيث لا يعقل ان يبقى مبنيا على الحفظ، بل يجب علينا نقله ليصبح من التعليم الى التعلم والتطبيق والتحليل".
ودعا رئيس الوزراء الجامعات إلى إعادة النظر في برامج التعليم الموازي، قائلاً: إن التعليم الموازي يضرب نوعية وجودة التعليم، ويجب علينا المحافظة على نوعية التعليم الذي يعد استراتيجية بقاء لشعبنا.
كما طالب القطاع الخاص بتخصيص جزء من موازنته السنوية لدعم البحث العلمي، مؤكداً ضرورة الاعتماد على ذاتنا وتقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية.
بدوره، أشاد أبو مويس بدور بعثة التعاون الفلسطيني الأوروبي؛ خاصةً على صعيد الاستمرار بدعم قطاع التعليم العالي والبحث العلمي وتطوير برامج دراسات عليا جديدة في الصحة والزراعة والحكومة الالكترونية والطاقة البديلة وتكنولوجيا المعلومات وغيرها، مؤكداً ضرورة تكاتف جهود كل الشركاء المحليين والدوليين لدعم التعليم العالي والبحث العلمي.
وأكد ضرورة الاستفادة من التجارب الأوروبية التطويرية، مشيداً بالباحثين ومؤسسات التعليم العالي وتجربتهم الغنية ومبادراتهم الفاعلة لرفع شراع البحث العلمي الفلسطيني.
ولفت إلى حرص الوزارة على تعزيز وتفعيل البحث العلمي المشترك والنوعي على المستويين المحلي والدولي، داعياً إدارة برنامج ايراسموس بلس إلى ضرورة توجيه المشاريع نحو تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية؛ وتطوير قطاع التعليم المهني والتقني في فلسطين.
من جهته، قال كومو: إن التعليم العالي هو روح المجتمعات المعاصرة، مشيراً إلى أن التعليم العالي له دور رئيسي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات، ولا سيما في تعزيز قدرات الشباب الفلسطيني على مواجهة تحدي بناء دولة فلسطينية ديمقراطية وقابلة للحياة بما يتماشى مع حل الدولتين.
ورأى أن التعليم والتدريب يسهمان في معالجة مشكلة البطالة، خاصة بين الشباب، موضحاً أن برنامج ايراسموس بلس يسهم من خلال نشاطاته في تضييق الفجوة بين مخرجات التعليم وسوق العمل.
وأكد أن التعليم العالي في فلسطين هو استثمار في مستقبل الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بمواصلة دعم قطاع التعليم والمؤسسات الأكاديمية الفلسطينية وتشجيع البحث العلمي والابتكار.
من جانبه، قال الجيوسي: إن برنامج ايراسموس يعنى ببناء قدرات مؤسسات التعليم العالي من خلال تعزيز فرص مشاركة الطلبة وكوادر الجامعات الإدارية والأكاديمية في التبادل المعرفي والمهني فلسطينياً وإقليمياً ودولياً، وتوفير منح طلابية على مستويات التعليم المختلفة والذي يُسهم في دعم وزارة التربية والتعليم العالي والجامعات والقطاع الخاص فنياً ومالياً.
وأضاف: "تمكنّا هذا العام من الفوز بمشاريع وصلت قيمتها الإجمالية إلى 6 ملايين يورو".
وأشار إلى أن مكتبة بعثة التعاون الفلسطيني الأوروبي للتعليم العالي تتابع 50 مشروعا تصل قيمتها إلى نحو 43 مليون يورو لبناء القدرات، يتم تنفيذها في الجامعات الفلسطينية بالشراكة مع جامعات أوروبية وإقليمية، بالإضافة إلى مؤسسات القطاع الخاص، ومنح التنقل الطلابي التي استفاد منها أكثر من 2200 طالب درسوا من خلالها في الدول الاوروبية.
وقال: "نفخر بأن فلسطين تحتل النسبة الأعلى في عدد المشاريع التي تديرها في منطقة جنوب الحوض المتوسط فهي تتفوق على كافة الدول المجاورة"، موضحاً أن لهذه المشاريع دورا في توثيق التعاون بين الجامعات الفلسطينية في الضفة والقطاع وتساهم في تعزيز التبادل المعرفي الأكاديمي محليا بين جامعاتنا وإقليميا وعالميا مع الجامعات الأوروبية، حيث كانت مشاريع بناء القدرات فرصة لكل الأطراف المشاركة للاستفادة من التجربة والمعرفة الأوروبية والإقليمية لمنطقة جنوب حوض البحر المتوسط.
وتخلل اليوم عرض مفصل لآلية التقديم لبرامج ايراسموس+ المختلفة وكيفية الاستفادة من هذه المنح التي تضم: بناء قدرات مؤسسات التعليم العالي والطواقم الأكاديمية والإدارية وبرامج الماجستير المشتركة.
وجرى تسليم شهادات تقدير لرؤساء الجامعات التي فازت بمشاريع ايراسموس+ لبناء القدرات لهذا العام.
يذكر أن بعثة التعاون الفلسطيني الأوروبي للتعليم العالي، هي الممثل الرسمي لبرنامج ايراسموس بلس في فلسطين، حيث تتابع تنفيذ أكثر من 50 مشروعا، تسهم في بناء قدرات مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية. كما تعمل البعثة على إدارة وتسهيل عملية الحراك الأكاديمي وتبادل الطلاب والموظفين بين مؤسسات التعليم العالي في فلسطين ودول الاتحاد الأوروبي. كما تسهم في زيادة الوعي لدى مؤسسات التعليم العالي لبرامج ايراسموس بلس، وضمان مواءمة مكونات برامج ايراسموس بلس لعملية التعليم في فلسطين.