مرحلة جديدة لن تكون أفضل من سابقاتها..جاك خزمو

الجمعة 20 سبتمبر 2019 07:30 م / بتوقيت القدس +2GMT
مرحلة جديدة لن تكون أفضل من سابقاتها..جاك خزمو




إذا تم النظر إلى نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي جرت يوم الثلاثاء الماضي، فإنه من الممكن القول إن الساحة السياسية الإسرائيلية الداخلية عادت إلى نفس مربع نتائج الانتخابات التي جرت قبل خمسة شهور، في نيسان الماضي، مع تغيير يتمثل في أن القائمة العربية المشتركة حصلت على 13 مقعدا في البرلمان الإسرائيلي، كما أن إمكانية تشكيل حكومة وطنية إسرائيلية أصبحت أقوى مما سبق، والأهم من كل هذه النتائج أن رئيس وزراء إسرائيل الحالي بنيامين نتنياهو قد يسقط إلا إذا أنقذه من يخون حزبه من المعارضة، وينضم إلى حكومة برئاسته.
والتساؤل الذي يطرح نفسه الآن: هل سيكون هناك فرق بين حكومة بقيادة بيني غانتس أو بقيادة نتنياهو؟
الجواب الرئيس والواضح والجريء والواقعي هو أنه ليس هناك فرق كبير تجاه مسيرة السلام، وتجاه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، فمعظم قادة الأحزاب الإسرائيلية يرفضون خيار حل الدولتين، ويرفضون حتى منح حكم ذاتي للفلسطينيين، ويرفضون التنازل عن السيادة على القدس وغور الأردن والمستوطنات في القدس والضفة والجولان، كما أنهم لا يقبلون حق العودة للشعب الفلسطيني! وهذا الرفض الإسرائيلي مدعوم كاملا من قبل الإدارة الأميركية الحالية، ومن قبل إدارات سابقة.
ولكن هناك فرقا مهما وهو أن سقوط نتنياهو سيكون لصالح إسرائيل إلى حد كبير من عدة جوانب ومنها أن رئيس الحكومة الجديد سيّجمل وجه إسرائيل أمام العالم، وكذلك سيضع حداً لتنامي قوة المتطرفين المتعصبين الذين يشكلون خطراً على الديمقراطية الإسرائيلية، ويعززون الخلافات الاجتماعية والدينية الداخلية.
رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديدة سيعمل على كسب الرأي العام العالمي من خلال خفض وتيرة الاستيطان في الضفة، ولغة الوعيد والتهديد التي كان يتحلى بها نتنياهو، وقد يستطيع وضع حد لنفوذ الأحزاب المتدينة في إسرائيل، وبالتالي يقود إسرائيل لتصبح دولة علمانية ليست لديها تعقيدات وقيود على حرية التنقل والحركة والتجارة أيام السبت.
أما بالنسبة للقضية الفلسطينية، فقد يحاول العودة إلى مفاوضات مع الجانب الفلسطيني لإدارة الأزمة فقط، وكسب الوقت، و"الضحك" على العالم بأن هناك نية لتحقيق سلام مع الجانب الفلسطيني.
لذلك فإن بقاء نتنياهو في الحكم أفضل إلى حد ما لقضيتنا، لأن العالم سيدين كل خطوة يتخذها، ولأنه سيقود إسرائيل إلى الدمار الاجتماعي والسياسي، وسيدخلها في أتون حرب مدمرة لكل المنطقة.
ورغم أن قرار تولي أي زعيم إسرائيلي لمنصب رئيس الوزراء هو شأن داخلي إسرائيلي، فإن الأمنيات الفلسطينية تتركز في أن يأتي زعيم إسرائيلي عاقل يقرأ المستقبل جيداً، وتكون لديه نية لإنهاء احتلال إسرائيل لجميع الأراضي العربية المحتلة، ولديه أيضاً القوة لتنفيذ قرارات الشرعية لقضيتنا العادلة، ولكن هذه الأمنيات لن تتحقق في المستقبل القريب لأن كل قادة إسرائيل الحاليين هم وجوه متعددة الأشكال لنتنياهو، وبالتالي علينا توقع عدم الحل، وبقاء قضيتنا من دون حل مشرف وعادل لفترة طويلة. وبالتالي من المهم والواجب علينا أن نقوي صمودنا، ونعزز صبرنا، ونثبت وجودنا، لأن المرحلة القادمة لن تكون أفضل من سابقاتها.