ما الذي يثير فزع اسرائيل من اسقاط حزب الله للمسيرة الاسرائيلية؟!محمد النوباني

الثلاثاء 10 سبتمبر 2019 10:59 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ما الذي يثير فزع اسرائيل من اسقاط حزب الله للمسيرة الاسرائيلية؟!محمد النوباني



ما من شك بان عملية اسقاط حزب الله اليوم لطائرة تجسس اسرائيلية مسيرة، بعد عمليته في “اوفافيم”، التي ادت الى قتل وجرح خمسة جنود اسرائيليين هو أمر في غاية الاهمية ستترتب عليه نتائج استراتيجية كبيرة على مستقبل الصراع العربي الاسرائيلي برمته.

وفي هذا السياق يمكن القول ان العمليتين اكدتا المؤكد وهو ان مصداقية امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الذي كان قد وعد بعد استشهاد عنصرين من الحزب في سوريا والغارة التي شنتها طائرتين اسرائيليتين مسيرتين على ضاحية بيروت الجنوبية ، وعلى موقع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة، بالرد على تلك الاعتداءات، هو امر لايرقى اليه الشك . 

واثبتتا ان محاولة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو كسر قواعد الاشتباك التي كان معمولا بها منذ حرب 2006. وتثبيت قواعد اشتباك جديدة لم تمنى بفشل ذريع فقط بقدر ، ما ارتدت خطرا على امن اسرائيل ومستقبل وجودها في المنطقة.

فقد تمكن حزب الله ليس من تثبيت قواعد الاشتباك القديمة التي افرزها انتصاره على اسرائيل في حرب 2006 فحسب بقدر ما اضاف اليها انجازا نوعيا جديدا تمثل بالرد على الاعتداءات الاسرائيلية ليس في مزارع شبعا باعتبارها ارضا لبنانية محتلة وانما في داخل اراضي فلسطين التاريخية.

ولكي نوضح معنى هذا التطور الهام فان غباء نتنياهو السياسي مكن حزب الله من تجاوز مناكفات وتخرصات بعض النخب السياسيةاللبنانية التي يزعم ممثلوها من ان لا مشكلة للبنان مع اسرائيل او في احسن الاحوال فانها يجب ان تنتهي بتحرير مزارع شبعا وتلال كفار شوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر فجاء رد حزب الله العاشورائي الكربلائي ليؤكد بان المهمة لن تنتهي الا بتحرير فلسطين وصلاة اميته العام في المسجد الاقصى. 

وغني عن القول بان اسقاط المسيرة الاسرائيلية سوف يؤثر على نتائج الانتخابات الاسرائيلية من جهة اضعاف نتنياهو لانه لن يستطيع الرد على عملية حزب الله الجديدة في لبنان ،مما سيفتح المجال لخصومه السياسيين لاتهامه بالاجهاز النهائي على قوة الردع الاسرائيلية. 

وهنا فانني لا استبعد بان يقوم نتنياهو بالتعويض عن فشله بتوجيه ضربات لحلقات يعتقد بانها الاضغف مثل سوريا قبيل او بعيد زيارته المقررة الى موسكو ولقائه بوتين يوم الخميس القادم لكي يقول للناخب الاسرائيلي بانه لا يزال ممسكا بزمام الامور ، ولكن لاشيء يضمن بان لا ترد سوريا هذه المرة فتقلب السحر على الساحر كما فعل حزب الله..

بقي القول بان اكثر ما يثير فزع حكام اسرائيل ليس اسقاط المسيرات ،رغم اهميته ، وانما ان يكون هذا التطور مقدمة لاسقاط الطائرات الحربية الاسرائيلية الماهولة مما سيشكل كارثة لاسرائيل سيما وان كل ما تملكه ايران يملكه حزب الله كما يؤكد المحللون والخبراء العسكريون.

كاتب فلسطيني