مكانك .. سر ،،، محمد سالم

الأحد 08 سبتمبر 2019 10:16 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مكانك .. سر ،،، محمد سالم



الاحساس بالمسؤولية صعب كما هو العيش بعقلية اسمها مكانك سر ، عندما تصل اليها جماعة فأنها تحرص كل الحرص علي التمسك بها والي الابد وتبذل كل ما في وسعها ليبقي الوضع على ما هو قائم . . لا جديدً تحت الشمس، ولست خبيرا في السياسة، أنا فقط أجيد قراءة تحركات الممثلين على مسرح الحياة ، و عادة التفكير والتامل بين الضمير والوجب .

فكل المعاني العامة على وجه الأرض، العاجزة عن التحقق هي مجرد حروف مرصوصة بجوار بعضها البعض تسكت صرخات الجوع بغير أن تملأ المعدة... احاديث شكلية لا تقدم ولا تؤخر وإن كنت أعترف أنها قادرة على خداع عدد كبير من الناس. من خدعك فانخدعت له فقد خدعته ،  تلك العبارات الفخمة الطنانة الرنانة التي ينشرها الزعماء فتذهب مذاهب الحكم والامثال! ويفقد بعض الناس اهميتهم لفرط إحساسهم الزائف بالاهمية 

لكن البشر في عصرنا هذا لا يستسيغون الأفكار العامة ويفضلون معرفة الواقع ، وللسان حالنا يقول الحديث عن الوحدة الوطنية يؤلم المنتفعين ، وبعض الأيادي الخفية التى تدفع الامور الى التجاهل التام ، والزعماء ينظرون الى الوحدة الوطنية لكنها نظرة استخفاف ، او بلا نظرة على وجه العموم والاستجابة سلبية في الغالب .

 من الواجب الان التوجه نحو المصالحة من اجل المصلحة العليا للوطن ، وتغليب هذه المصلحة على كل العوامل الاخرى . فالجماهير التي اتخمت بالإحباط يعبروا عن تذمرهم من الانقسام المدمر ، ومن الزعماء ذوى الأداء السياسي السيئ ، ومن خلق أزمات لا تليق بقضيتنا. طبعا لا شيء يقاس هنا اكبر من كارثة الانقسام المدمر.

والتأخير يؤدى الى فتح الباب امام طاقات الصراع السياسي والاجتماعي صراعات دفع شعبنا المظلوم, كما دفع اسرانا الابطال ضريبتها من حياتهم في جحيم الاحتلال الصهيوني . بعد ان اكتوي بنار الحروب وويلاتها ، اذن فلماذا يثقل الزعماء الهم على اكتاف الشعب؟

الزعماء الكبار يعلمون الحقيقة ، ولم يحدث في العديد من الدول كلها ان ارتبط وجود بعض الزعماء او الجماعات بهذا العدد الكبير من الكوارث المتتالية التي حدثت وتحدث في عهد الانقسام المدمر .

وحق الشعب في معرفة ما يدور ، وحقه في الوحدة الوطنية التي اصبحت من القضايا الحالمة ، اعرف بكل وضوح تام ان الاخبار السياسية متاحة للجميع ، وكفيلة بفتح اعين الناس على الحقيقة، لكن الشعب هنا لا حيلة له الا التضحية والقهر, وذلك لعدم وجود الضغط الشعبي لأنهاء هذا الانقسام المدمر. الوقع ان يجنب شعبنا والقضية التفكير المندفع والكثير من السياسات الخطاء من قبل الزعماء ، بسمات بارزة من الضعف وعدم القدرة على الإنجاز، والعجز عن تمثيل وحدة الوطن ،كل ذلك يعد بمثابة ناقوس خطر ينبه إلى ضرورة الشعور بأبناء الوطن وحل مشكلاتهم المزمنة التي لم يعد في الإمكان تجاهلها ولا القفز عليها .

فالشعب الفلسطيني مؤدب ، او ان شئت يستطيع دائما ان يغلب ادبه على كل شيء ، ولكن لصبر حدود.. فلا يوجد كتالوج جاهز نعرف منه تفاصيل ممارسة السياسة الرشيدة، توجد فقط النفوس الناضجة التي تكره الألم وتحاول قدر استطاعتها أن تبعده عن الناس. وتخفف الهم عن الشعب . وهو - كما ترى - إحساس من المستحيل أن تتعلمه في الجامعات أو الجماعات والجمعيات .