عادة ما يقع المستخدم في حيرة من أمره عندما يرغب في شراء سماعة بلوتوث؛ نظرا للتنوع الكبير بين الموديلات بدءا من السماعات الصغيرة، التي يمكن حملها في جيب الجاكت للاستماع إلى الموسيقى أثناء التجوال أو سماعات الساوند بار الثابتة المخصصة لغرف المعيشة. وتزخر الأسواق بمختلف الموديلات، التي تلبي مختلف الأذواق ومختلف الميزانيات.
وقال ميشيل كنوت، من بوابة تكنولوجيا المعلومات "نيتس فيلت.دي" الألمانية، إنه يجب التمييز بين سماعة البلوتوث والسماعات الذكية، على الرغم من أن الحدود بينهما ذابت مع مرور الوقت.
وأوضح الخبير الألماني قائلا: "عادة ما تقوم السماعات الذكية بالاتصال بشبكة WLAN المنزلية وتتضمن تطبيقات المساعد الرقمي مثل أمازون Alexa أو أبل Siri أو جوجل Assistant". وإذا رغب المستخدم في الاستماع إلى الموسيقى من هاتفه الذكي فقط، ففي هذه الحالة يكون من الأفضل الاعتماد على سماعة البلوتوث الأقل تكلفة.
ولا يتوقف اختيار السماعة المناسبة على الميزانية فقط، بل إن فولفجانج باولير، من مجلة الحاسوب "شيب" الألمانية، أوضح أن الأمر يتوقف على المتطلبات الخاصة. كما يرتبط السعر بجودة الصوت، ولكن بشكل محدود، فليس من الضروري أن تتمتع السماعات باهظة التكلفة بجودة صوت فائقة، ولكن العلاقة بين السعر وجودة الصوت تصلح في الاتجاه الآخر؛ حيث لن يحصل المستخدم على سماعة فائقة الجودة نظير تكلفة منخفضة.
وإلى جانب التكلفة هناك عوامل أخرى تحدد اختيار السماعة المناسبة؛ فإذا كان المستخدم يرغب في الاستماع إلى الموسيقى أثناء التنقل، فمن الأفضل أن يختار سماعة بلوتوث صغيرة وخفيفة، وهنا يتعين عليه أن يقدم بعض التنازلات فيما يتعلق بجودة الصوت؛ لأن السماعات الصغيرة لن تتيح الاستمتاع بالنغمات العميقة. وبطبيعة الحال هناك فروق بين السماعات الصغيرة منخفضة التكلفة وبين الموديلات، التي تقدم صوتا فائق الجودة من خلال بعض التدابير التقنية على الرغم من الأبعاد المدمجة لها.
الاستعمال الجوال
وعند الاستعمال الجوال لسماعات البلوتوث، فإن فترة تشغيل البطارية تعتبر من معايير الشراء المهمة، وأوضح فولفجانج باولير قائلا: "أكثر من نصف سماعات البلوتوث، التي تم اختبارها، تتمتع بفترة تشغيل بطارية تصل إلى 10 ساعات على الأقل، مع تشغيل الصوت بدرجة مرتفعة".
وإذا رغب المستخدم في الاستماع للموسيقى على الشاطئ أو حمام السباحة، فلابد أن تكون السماعة مقاومة لرذاذ الماء والأتربة، وعادة ما يتم التعرف على ذلك من خلال فئة الحماية IP، ويشير أول رقم خلف هذه الحروف إلى الحماية من توغل الأجسام الغريبة، بينما يوضح الرقم الثاني درجة الحماية من رذاذ الماء، وكلما كان الرقم أعلى، كانت درجة الحماية أفضل.
ويمكن استعمال السماعات المزودة بميكروفون كتجهيزة تحدث حر، غير أن هذه الوظيفة لا تعمل بشكل سليم في بعض الأحيان، وأضاف فولفجانج باولير قائلا: "ينبغي على المستخدم مراعاة أن سماعات البلوتوث الرديئة والمزودة بتجهيزة تحدث حر تشتمل أيضا على معادلة سيئة للصدى أو أنها تتوقف بشكل متكرر لتجنب ظهور الصدى".
ومن الوظائف العملية أن يتم اقتران عدة سماعات من نفس النوع مع بعضها البعض، وأن يتم تشغيلها كنظام ستريو، وهو ما يصب في النهاية في صالح جودة الصوت، وهناك بعض الشركات تروج لموديلاتها من خلال أن السماعات الصغيرة يمكنها أن تغني المستخدم عن نظام ستريو بفضل تقنية "الصوت المجسم الافتراضي" أو غيرها من التقنيات المتطورة، ومع ذلك لا يمكن للسماعات 360 درجة أن تتحايل على القوانين الفيزيائية، ولذلك يتعين على المستخدم تجريب السماعات في المتجر قبل الشراء.
وأشار ميشيل كنوت إلى العديد من الوظائف الإضافية الأخرى، التي قد توفرها سماعات البلوتوث مثل وظيفة الراديو أو تشغيل الموسيقى من عدة مصادر، وهناك بعض السماعات تتضمن بطارية كبيرة، بحيث يمكن استعمالها لإعادة شحن الهواتف الذكية، وتعد هذه الوظيفة من الوظائف المهمة عند فراغ شحنة البطارية أثناء التنقل والتجول، وتوفر بعض السماعات الأخرى ميزة تشغيل الموسيقى من بطاقة SD أو وحدة التخزين الفلاشية USB أو مقبس الجاك، ويتطلب الأمر هنا أن تشتمل السماعة على مثل هذه المنافذ.
معيار نقل البيانات
بالإضافة إلى أن معيار نقل البيانات يلعب دورا مهما في جودة الموسيقى، فهناك بعض الخوارزميات، أو ما يعرف باسم برامج الترميز Codecs، تهتم بضغط الإشارات.
وأوضح سيفن هانسن، من مجلة الحاسوب «c't» الألمانية، أنه يتم ضغط الموسيقى بشدة عند استعمال ترميز SBC، أما معيار AAC أو aptX فإنه يعمل على نقل الصوت بشكل أفضل، وإذا رغب المستخدم في تشغيل الموسيقى بصوت فائق النقاء، فإنه يتعين عليه شراء سماعة بلوتوث تدعم المعيار المناسب لنقل الصوت.