دعوات للتصدي وتحذيرات من تفجر الأوضاع بالقدس.. اقتحام باحات الأقصى سيشعل المنطقة بأكملها

الجمعة 09 أغسطس 2019 06:03 م / بتوقيت القدس +2GMT
دعوات للتصدي وتحذيرات من تفجر الأوضاع بالقدس.. اقتحام باحات الأقصى سيشعل المنطقة بأكملها



غزة / سما /

علقت فصائل و مؤسسات حكومية و شخصيات اعتبارية، اليوم الجمعة، على مخطط المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس في عيد الأضحى المبارك.

 وقال قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، ان نية الجماعات اليهودية المتطرفة ومجموعات المستوطنين اقتحام باحات الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك في أول أيام عيد الأضحى المبارك وبحماية من شرطة الاحتلال تحت ذريعة ما يسمى ذكرى "خراب الهيكل"، يمكن ان يفتح الباب على مصراعيه أمام جميع الاحتمالات، وقد يشعل المنطقة بأكملها ولن يكون أحد بمنأى عن تداعيات هذه الجريمة وتبعاتها .

وأضاف الهباش في بيان صحفي اليوم الجمعة، ان على العالم ان يعمل على منع هذه الجريمة قبل فوات الأوان، وان يمنع إشعال فتيل الحرب الدينية التي تسعى دولة الاحتلال لإشعالها بكل الطرق من أجل فرض واقع جديد في الحرم القدسي الشريف تمهيدا لتنفيذ مخطط التهويد الإجرامي .

وأكد ان شعبنا الفلسطيني سيحافظ على المسجد الأقصى المبارك وحرمته بكل ما أوتي من قوة وعزيمة ولن تمر هذه المؤامرة أبدا مهما كانت التضحيات، مؤكدا في نفس الوقت على قرار هيئة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس التي دعت الى إغلاق كافة مساجد مدينة القدس وتوحيد صلاة العيد في الاقصى المبارك وتأجيل ذبح الأضاحي الى ثاني أيام العيد، للرباط فيه وإفشال مخطط الاقتحام وتواجد أكبر عدد من المرابطين والمصلين في باحات الأقصى طيلة نهار يوم العيد .

وطالب الهباش، كافة أبناء شعبنا الفلسطيني القادرين على الوصول الى المسجد الأقصى للتوجه لصلاة العيد في الحرم القدسي الشريف ومؤازرة المرابطين والمواطنين المقدسيين في حماية المسجد والدفاع عنه، مؤكدا ان القيادة الفلسطينية وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عباس تتابع بغضب وقلق التطورات الحاصلة في القدس أولا بأول وسوف تعمل كل ما يمكن ومعها كل جماهير شعبنا من أجل حماية المسجد الأقصى المبارك. 

بدورها، دعت حركة فتح، أبناء الشعب الفلسطيني لأوسع مشاركة في صلاة عيد الأضحى المبارك بالمسجد الأقصى ورحابه، تأكيدا على مكانته الرفيعة، ودفاعا عن هويته التي لا يمكن لقوة في الأرض أن تغيرها، ورداً على دعوات المستوطنين لاقتحامه.

وقال عضو المجلس الثوري، المتحدث باسم حركة "فتح" أسامة القواسمي، في بيان صحفي، اليوم الجمعة، إن كل ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي باطل، ولن يخلق حقا مهما طال الزمن، وأننا جاهزون لاستمرار النضال وتصعيد المقاومة الشعبية في وجه المحتل، ولكل اعتداء وفعل ظالم ردة فعل".

وأشار إلى أن" استمرار الضغوطات السياسية والخنق الاقتصادي، والاعتداءات على شعبنا وقدسنا وأرضنا وأسرانا الأبطال، لن يدفعنا للاستسلام والقبول بسياسة الأمر الواقع، بل على العكس سيزيدنا ذلك عزيمة وقوة وإصرارا على الاستمرار في المقاومة المشروعة، والتمسك بكامل حقوقنا وعلى رأسها القدس عاصمة دولة فلسطين".

ودعا القواسمي العالم بأسره إلى التدخل الفوري ووضع حد للاحتلال الإسرائيلي قبل فوات الأوان وانفلات الأمور بسبب الهمجية والعنصرية الإسرائيلية، والاعتداءات المستمرة على شعبنا ومقدساتنا، وفق تعبيره.

من جانبها، أعلنت دائرة الأوقاف الاسلامية عن تأخير صلاة العيد الأحد للساعة 7:30 بدلاً من الساعة 6:30، للتصدي لاقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى.

وكانت الهيئة الإسلامية العليا، ومجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية، ودار الإفتاء بالقدس، دعوا جميع أئمة مساجد القدس لإغلاق المساجد وتأدية صلاة العيد في المسجد الأقصى فقط، رداً على قرارات الاحتلال بمنع المصلين من إقامة صلاة العيد في الأقصى، وفتح أبوابه لاقتحامات المستوطنين.

وأفتت الهيئات الثلاث في البيان الصادر عنها، بتأخير الأضحية في القدس حتى اليوم الثاني من أيام العيد والانشغال في اليوم الأول بالدفاع عن المسجد المبارك.

وكان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين دعا كل من يستطيع الوصول إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى للتحرك إليهما من أجل الوقوف في وجه مخططات سلطات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاتها.

وبين حسين في بيان صحفي الثلاثاء، أن المطالبات بالسماح لليهود باقتحام المسجد الأقصى يوم العيد هي مطالبات خطيرة تمس عقيدة المسلمين في العالم أجمع.

وأكد أن المرحلة خطيرة جدًا، وأن سلطات الاحتلال بتسهيلها اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى تتحمل عواقب هذه الانتهاكات التي تسيء إلى مشاعر مسلمي العالم كله.

في السياق، حذر عضو مكتب العلاقات الدولية في حركة "حماس" باسم نعيم، اليوم الجمعة، من مخطط المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس في عيد الأضحى المبارك.

وقال نعيم، في بيان له، إن مخطط المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى، وبحماية الشرطة، يوم عيد الأضحى، اعتداء صارخ على مقدسات المسلمين.

وأكد، أن هذه الخطوة قد تفجر الأوضاع في القدس والأراضي الفلسطينية، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك لوقف هذا الجنون قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.

وأضاف "لا يمكن فرض حقائق بالبلطجة والعربدة أو فرض الأمر الواقع، مذكراً أن الانتفاضة الثانية تفجرت بعد تدنيس أرئيل شارون للمسجد الأقصى في سبتمبر عام ٢٠٠٠".

ومساء أمس الخميس، أعلنت شرطة الاحتلال، انها ستجري "تقييماً" للوضع في المسجد الأقصى المبارك مع ساعات الصباح الأولى يوم عيد الأضحى المبارك، وبناءً عليه تقرر فتح المسجد يوم العيد للاقتحامات.

وجاء في رد شرطة الاحتلال على محامي جماعات الهيكل "أفيعاد ويسولي" بخصوص فتح المسجد الأقصى لاقتحامات المتطرفين في يوم عيد الأضحى الذي يوافق ذكرى "خراب الهيكل"، معلنة أنها ستجري تقييماً للحالة داخل الأقصى يوم الأحد، ثم تقرر السماح بالاقتحام في ذلك اليوم.

وطالبت جماعات ومنظمات "الهيكل المزعوم" رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزراء في حكومة الاحتلال، والشرطة، السماح لليهود باقتحام الأقصى خلال عيد الأضحى حتى وإن كان يوم عيد للمسلمين، وان تتم زيادة أوقات الاقتحامات، حتى تشمل كل ساعات الصباح والظهر، ولم تكتف بذلك بل طالبت " بإغلاق الأقصى طوال اليوم الأول للعيد في وجه المسلمين وفتحه لليهود طوال اليوم.

وقال "اتحاد منظمات الهيكل" يوجد أيام أخرى للمسلمين يمكن أن يحتفلوا فيها بالأضحى، بينما ذكرى "خراب الهيكل" تأتي يوم واحد فقط.

ويعتبر ما يسمى ذكرى "خراب الهيكل" من الأيام التي تنفذ فيها اقتحامات جماعية للأقصى، ويتجاوز عدد المقتحمين سنويا في هذا اليوم ألف مستوطن، وعادة يتم إغلاق باب المغاربة- حيث يقتحم الأقصى- في عيدي الفطر والأضحى، وفي حال السماح للمستوطنين في أيام العيد يعتبر سابقة لم تحدث منذ احتلال مدينة القدس.

واطلقت دعوات فلسطينية للتواجد والرباط في الأقصى الأحد القادم حتى ساعات الظهر، لاحباط اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى في العيد الأكبر للمسلمين.