صباحا، ونحن نجهز حاجياتنا متجهين لزيارة جدته وجده في الشرقية، الحظ صغيري خالد يقف أمام المرآة ينظر لشعره يمنة ويسرى. فأقترب منه متوددة بالسؤال، بتعمل ايه يا حبيبي؟ فأجابني: شعري مش حلو.
اخذت أساعده على اختيار اتجاه انسياب الشعر الذي سيروق له ولسان حالي بصمت يقول: حبيبي الصغير، في هذه الدنيا نولد بلا خيار، في جسد لا نختار لونه، طوله، عرضه او صحته من مرضه. ويزرع الله في كل منا قلبا وعقلا وموهبة ما، يتميز كل منا بها عن غيره. ما نسير به ويظهر للملا هو خلق الله الذي نشكره على ابداعه في تصويرنا، فنقبل أنفسنا ونحافظ هلى نعمة الصحة والجسد السليم.
إياك وان ترى البشرمن خلال اشكالهم وألوانهم ، فيبعدك قبح عن جمال روح، ويخدعك بريق جسد عن عفونة نفس. اعلم انك تحيا في عصر طغت به المادة على قيم الناس فأردتها ارضا، لكن اعلم يا صغيري يأن البشر محاضر لا مظاهر.
اما ما نستطيع تطويعة وتطويره فلنفعل. تعلم الى المالانهاية، افرح ما استطعت لذلك سبيلا، عامل الناس بالطيبة وان لم يقابلوك بمثلها، فرب الكون مكافئك، ثم تعلم وسافر، ففي السفر خبرة وحياة، وحاول حين ان تضع رأسك هلى وسادتك في كل ليلة ان تتذكر الجميل في يومك، واحرص ان تتاكد ان هذا اليوم لم يمر دون ان تضيف برصيد معرفتك الجديد ايا كان.
واحرص يا حبيبي كل الحرص ان لازتؤذي احدا بقصد، وان حصل فكلنا بشر، لكن عليك ان تمتلك شجاعة الاعتذار ومحاولة إصلاح ما يمكن اصلاحه. تذكر دوما يا أميري الصغير بأن تهتم بجمال روحك قبل جسدك، فجمال الروح ابقى وأعلى .
وعدت اسأله ثانية: ايه رايك كدة حلو؟ فأومأ راضيا باسما.
دم يا حبيبي بكل جميل،
امك التي تحبك،
ميسا جيوسي