قرار صعب وخطير غير متوقع فليس هناك شيئ يمكن ان تفعله اكثر مما يواجهونه اليوم . عشرات الأعمال ممنوعة هي كل أعمال الدولة اللبنانية تقريبا .
ماذا بقي لهم غير مؤنات وكالة الغوث وبعض الاعمال هنا وهناك التي من خلالها يستطيع الواحد منهم سد حاجة يومه هذا ان استطاع أيضا .
لبنان الوطن الصغير الكبير بأهله الكبير في قلوبنا ليس بلدا عاديا بالنسبة لنا ، انه شريكنا في المعاناة والدم .
ولكن ما الذي يحدث الآن ؟؟ او لماذا الآن ؟؟ وأين حلفاء فلسطين والمنادون بحقهم والمستعدون للتضحية كما يدعون من أجل القدس وفلسطين ؟.
منذ أيام قليلة قامت المؤسسة الرسمية بفرض قانون الاجانب على الفلسطينيين والذي لا يدع أمام أي فلسطيني مجال في المحاولة ان يبقى على ارض لبنان بعد الآن .
حلفاء فلسطين في الحكومة اللبنانية او بالأصح من يدعي وقوفه الى جانبنا ومستعد للموت في سبيل قضيتنا فشل او تماشى مع تلك القرارات المريضة والتي لا معنى لها الا ان من أصدر تلك القوانين والقرارات حريص ان ينفذ دوره في صفقة القرن . لنعود قليلا الى الوراء لنثبت أن ليس هناك فلسطيني يقبل ان يبقى في لبنان ، وبالتالي لا مبرر للخوف من فكرة التوطين .
كانت أريحا جزء من التفاوض لاستقبال لأجئي لبنان وكانت الامور تسير نوعا ما بشكل جيد لولا ما حدث من أحداث بعد العام 2000 . وكان بامكان اي فلسطيني ان يذهب لو أراد لأي دولة في العالم وسيعيش عندها افضل مليار مرة من ما هو عليه الان في لبنان ولكنه رفض .
دفع ولا زال يدفع الفلسطيني في لبنان ثمن العودة من قوته وآماله واحلامه ومستقبل اولاده . ولا زال يقبل ان يكون في اي وضع مؤلم وصعب على ان يفرط في عودته المستحقة . صفقة القرن لا يمكن لها ان تفرض أمرا واقعا كما هو الآن بعيدا عن اللاجئين الفلسطينيين .
فلا بد للمتآمر على قضيتنا ان تكون في حساباته فكرة اللاجئين في مختلف الدول وخاصة اولئك المحيطين بفلسطين والذين لا يمكن ان يساموا بأي حال على قضيتهم وحقهم في العودة .
على المسئولين في لبنان اعادة التفكير جيدا في ما يفعلونه فلو ان هذا القرار هو جزء من خطتهم وجاء بالصدفة في وقت ما يسمى صفقة القرن فبكل تاكيد هذا غباء سياسي يعطي المتآمر وقودا وفرصا جديدة في الاستمرار بمخططه .
وان كان ذلك جزءا ودورا مهما يلعبه السياسي اللبناني لصالح صفقة القرن فهذا ما لا يقبله شعب لبنان وحكمائه وشرفائه .