وما خفي كان أعظم !! محمد يوسف الوحيدي

الأحد 14 يوليو 2019 11:27 م / بتوقيت القدس +2GMT
وما خفي كان أعظم !!  محمد يوسف الوحيدي




يعلم الله أني من دعاة الوحدة الوطنية ، و من أشد المؤمنين بضرورة إنهاء الإنقسام ، و كل أشكال الإنفصال ، و الفساد ، و الإستئثار ، و الإستقطاب ، وكل مفردات و أدوات التبعية لأجندات حزبية أو إقليمية على حساب القضية الوطنية .. ولكن  تظل الأسئلة المزعجة ، تقرع كل جدران خزانات معرفتي ، و تفكيري ، و تحليلي و تعكر كل محاولات الإبتسام ، و تنغص أي فسحة يحاول فيها همي أن يهدأ أو تستكين فيه صور أصبحت بمجموعها تشكل صورة وطن ، و ملامح قضية عاش لها أجدادي و جيلي و جيل أبنائي .. ربما أستطيع أن الخصها في ما قل ، و عله يدل كالتالي : 
* إذا ما تصالحت الشرعية مع حماس ، فوق أرض قطاع غزة ، كيف ستتصالح مع حماس ( و أخواتها ) الساكنة تحت أرض قطاع غزة ، أين ستذهب كل المخازن ، و المستشفيات ، و المراكز و الملاجئ و شبكات الإتصالات ، و الشوارع و الحواري النفقية ؟ 
* إذا تصالحت الشرعية مع حماس ، فكيف ستتصالح مع شبكات المصالح الإقتصادية و المالية و التجارية و الشركات و الأراضي وما خفي كان أعظم و التي وعلى مدى إثني عشر سنة ، كبلت و تكبل أي منفذ لأي إستقلال ، من صاحب البسطة إلى صاحب المصنع ، إلى شركات عابرة للقارات و مصالح متشابكة دولياً ، و مؤسسات محلية و أجنبية ،  وربطت مصالح و أكل و شرب و معاش الناس بها بعقود سمها إذعان أو سمها إستعباد أو سمها شراكات و أعمال و ( بزنس ) لا يهم كيف تسميها فالنتيجة واحدة ، و من متر الأرض إلى الفضاءات الواسعة ، بل و الأراضي الأميرية و أراضي الوقف .. ؟؟
* كيف ستتصالح الشرعية مع عقول تم تدجينها و تأويل المعرفة و الإدراك فيها بأساليب مباشرة ، أو أساليب غير مباشرة بفعل الواقع و التأثر بالبيئة التي لم تهدأ يوماً و تصبح على صوت ( الزنانة - الطائرات بدون طيار الإسرائيلية ) تحرث السماء و تمزق الأعصاب و الإحساس بالأمان ، و المعارك و القنابل و الصواريخ ، و أصوات الإسعافات ، و التأقلم من بيئة إنتشر فيها المرض و العصبية ، لا يبتسم فيها إلا المؤلفة قلوبهم ، المتراضين بمصالح أو منتفعين بأعمال ، الساكتين و المغلوبين ممن فقدو صوتهم بينما تعلو أصوات البائعين و الخطباء و دروس المساجد ، و هتافات الحشود تارة بإسم الله ، و تارة بإسم اليسار و تارة بإسم اليمين، و يافطات تنقش في ذاكرة القارئ الطفل و الصبي و الصبية بشكل عشوائي ولاءات غير مبررة مرة تشكر دولة أو أمير أو قائد أو تارة تلعنه و تلعن أساسات منبته  تشكك في كل شئ ، و تعود لتؤكد على الولاء و الحب لذات الجهة أو الشخص، و غيرها من الإسقاطات و التوجيهات و التأثيرات التي يتم صهرها على مقاسات وقوالب تصلبت و لم تعد قابلة للتشكيل و إلا كسرت و تشققت لتفسيات مستقبل لمجتمع فيه من كان عمره عشر أعوام أصبح اليوم شاب يافع على أعتاب الرجولة .. 
* لن أسال عن السيطرة الأمنية على الحدود ، و لا الوزارات و لا الخدمات البلدية و لا الصحة ولا التعليم رغم إنتشار ( المؤدلجين كالجراد في كل وظائفها و شعبها و أقسامها و إداراتها ).. كلها قشور ، كلها فوق الأرض ، ولكني أسأل ، عن ما تحت الأرض ، و تحت الجلد ، و في داخل الرأس و القلب ، كيف يمكن أن تتصالح الشرعيه معها ؟