قالت وزارة الخارجية والمغتربين، إن تعميق الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، يجعل تغريدات ومزاعم فريق إدارة ترمب بشأن المفاوضات سخرية.
وأضافت الوزارة في بيان صحفي، اليوم الاثنين، أنه في ظل التبني الأميركي الكامل للمشروع الاستعماري الصهيوني في الضفة الغربية المحتلة المغلف بمقولات تلمودية، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بأذرعها المختلفة وفي مقدمتها ميليشياتها المسلحة من المستوطنين ومنظماتهم الارهابية تعميق الاستيطان والتهويد للمناطق المصنفة "ج" والتي تشكل غالبية أرض الضفة الغربية المحتلة، وتصعيد حرب الاحتلال المفتوحة على الوجود الوطني والانساني الفلسطيني في القدس المحتلة ومحيطها وفي تلك المناطق، في عملية استعمارية إحلالية واسعة النطاق ومتواصلة بشكل يومي.
وأشارت الوزارة إلى أن الجمعيات والمنظمات الاستيطانية تواصل تعدياتها على الممتلكات الفلسطينية في البلدة القديمة في مدينة الخليل كما هو حاصل ضد وقف تميم الداري، وكذلك اعتداءاتها الوحشية على مواطني البلدة القديمة بأطفالها ونسائها وشيوخها وطلبتها، وكذلك اعتداء عصابات المستوطنين الارهابية أمس على بلدة عورتا وإقدامها على إعطاب اطارات سيارات عشرات المواطنين الفلسطينيين وخط شعارات عنصرية معادية للعرب وتدعو للانتقام. هذا في وقت تتواصل فيه عمليات هدم المنازل بالجملة كما حدث صبيحة هذا اليوم من هدم لمنزل من طابقين في بلدة بيت أمر شمال الخليل، وتصاعد مجزرة هدم المنازل في كل من وادي ياصول ببلدة سلوان، ووادي الحمص التابع لبلدة صور باهر جنوب شرق القدس المحتلة، وكما هو الحال اليومي لمنازل المواطنين الفلسطينيين في المدينة المقدسة وأحيائها المختلفة، خاصة ما تتعرض له بلدة العيسوية منذ أشهر.
وأدانت الوزارة في بيانها بأشد العبارات تغول الاستعمار الاسرائيلي على القدس والمناطق المصنفة "ج" والمدعوم بشكل كامل من ادارة الرئيس ترمب وفريقه المتصهين، واعتبرته استهتاراً واستخفافاً بالدول التي تدعي الحرص على القانون الدولي ومبادئ حقوق الانسان والشرعية الدولية ومؤسسات ومجالس وهيئات الأمم المتحدة وقراراتها العديدة بشأن الحالة في فلسطين.
وأكدت الوزارة أن تخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته القانونية والاخلاقية تجاه شعبنا ومعاناته بات يمثل تواطؤاً مع الاستعمار الاسرائيلي وتغطيةً على انتهاكاته وجرائمه المختلفة، وتشجيعاً له للتمادي في الانقلاب على الاتفاقيات الموقعة وتدميرها بأثر رجعي، وتدفعه لاستكمال تنفيذ حلقات مشروعه الاستيطاني واحلال ملايين المستوطنين في المناطق المصنفة "ج"، وهو ما يؤدي الى تعميق نظام الفصل العنصري " الأبرتهايد" في فلسطين المحتلة، وتدمير أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة، وأية فرصة لتحقيق السلام وفقاً لمبدأ حل الدولتين ومبدأ الأرض مقابل السلام، في هذا السياق تعتبر الوزارة أن تغريدات وتصريحات فريق ترمب المتصهين بشأن خطة أمريكية مزعومة ودعوات أمريكية للتفاوض بين الجانبين هي سخرية واستهتار بالمنطقة ومكوناتها وتاريخها وحضارتها، وهي أيضاً لعبة مكشوفة لمنح اليمين الحاكم في اسرائيل المزيد من الأوراق الانتخابية والمزيد من الوقت لتنفيذ كامل مشروعه الاستعماري التهويدي.